- هواة القفز يجازفون بحياتهم من أعالي الصخور - الحماية تسجل قرابة ال38 ألف حالة تدخل بالشواطئ يميز حلول موسم الاصطياف تزايد الإقبال على شواطئ البحر من أجل التغلب على حرارة الجو، حيث يفضّل أغلب الشباب، خاصة الأطفال، التوجه رفقة أصدقائهم للتمتع بزرقة المياه وأشعة الشمس الذهبية. غير أن لحظات المرح واللهو تتحول إلى مآسٍ وأحزان تنتهي بحالات وفيات، بسبب لا مبالاة بعض المصطافين الذين يغامرون بحياتهم بالذهاب إلى الشواطئ الخطيرة وغير المسموحة للسباحة، حيث تشير الأرقام الأخيرة المقدمة من طرف الحماية المدنية إلى تسجيل 9حالات غرقا في البحر بعدة ولايات ساحلية وفي برك مائية بولايتين داخليتين خلال ال48 ساعة الأخيرة. وقد تم تسجيل 6 ضحايا غرقا في البحر من بين ال9 أشخاص بكل من الجزائر العاصمة حيث توفي شخص يبلغ من العمر 17 سنة ب الشاطئ الأزرق المسموح للسباحة بزرالدة وهذا خارج أوقات الحراسة، وكذا شخص يبلغ من العمر 36 سنة بشاطئ مسموح للسباحة بولاية بجاية. كما لقي طفل يبلغ من العمر 11 سنة حتفه بشاطئ المندورة ببلدية زموري بولاية بومرداس. وبولاية تمشونت، توفي طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بشاطىء ممنوع للسباحة ببلدية أولحاسة الغرابة وشاب يبلغ من العمر 28 سنة بشاطئ ممنوع للسباحة ببلدية ترقة. وخلال نفس الفترة، لقي شخص يبلغ من العمر 50 سنة حتفه غرقا بشاطىء ممنوع للسباحة ببلدية تنس، بولاية الشلف. كما توفي طفلان يبلغان من العمر 6 سنوات غرقا في سد وادي الشارف بمشتة أولاد لطيفة بولاية سوق أهراس وطفل آخر في نفس العمر في مجمع مائي بالمكان المسمى السفير ببلدية سيدي ميهوب بولاية غليزان. شباب يغامرون بحياتهم وسط الصخور.. بحثا عن الإثارة والمتعة يقصد يوميا، وعلى مدار فصل الصيف، شواطئ البحر، العديد من المصطافين الراغبين في قضاء أوقات سعيدة تنسيهم تعب السنة، خاصة على مستوى العاصمة، الا ان هذه الأخيرة تحولت الى مآس بسبب وقوع إصابات أثناء السباحة، خاصة أن كثيرا من الشباب يفضّلون التوجه إلى الشواطئ الصخرية، وقد تصل تلك الإصابات إلى حد الوفيات. فبالرغم من وجود عدد كبير من الشواطئ المسموحة للسباحة في الجزائر العاصمة، إلا أن الإقبال على الشواطئ الخطيرة والممنوعة من طرف بعض المصطافين لا يمكن التقليص منه ومازال قائما، والسبب، حسب العديد من المواطنين، يعود إلى كون تلك الشواطئ جوارية وهي قريبة من مقر إقامتهم، حيث يشعر الأصدقاء بالمتعة وهم يرافقون بعضهم البعض إلى هناك، غير أن ذلك لا يخلو من المخاطر التي تهدد حياتهم كالإصابات جراء الصخور والتعرض للالتهابات الجلدية بسبب التلوث، ما جعل هذه الأخيرة الملاذ الوحيد والوجهة المفضّلة للعديد من الشباب وحتى الأطفال الباحثين عن المتعة والإثارة، حيث يجدون هناك متنفسا أكبر لاستعراض مهاراتهم في الغطس وإبراز تفوقهم على رفاقهم، بالرغم من علمهم بالأخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها هناك، حيث يدفع بهم الفضول والتنافس إلى اكتشاف عالم الرياضيين وتقليدهم. وفي هذا الشأن، يروي لنا الشاب منير، أنه معتاد على التوجه إلى الشواطئ الصخرية، حيث يشعر بنشوة لا تضاهي تلك الموجودة في الشواطئ العادية، خاصة عندما تكون هناك رفقة من أبناء الحي، أما سفيان، فهو الآخر يعشق الشواطئ الصخرية مع معرفته بما تخلفه من إصابات، لكن بالنسبة إليه لا يجد أي مشكلة في ذلك، لأنه يتقن السباحة، كما أنه يحب الغطس من مسافة عالية. ونفس الأمر ينطبق على جمال، فالنسبة إليه، فإنه يتوجه إلى هذا النوع من الشواطئ لأنه قريب من منزله، حيث يتوجه إليه في المساء بعد عودته من العمل، كما يضيف أيضا أنه يشعر فيه براحة أكبر لأنه لا يوجد فيه عدد كبير من المصطافين، فهو لا يحب الاكتظاظ، أما منير، فلا يفضّل أبدا التوجه إلى الشواطئ الصخرية خاصة بعد المأساة التي وقعت لصديقه المقرب، الذي لقي حتفه بعد إلقاء نفسه من الأعلى، ليرتطم رأسه بصخرة كانت غير ظاهرة تحت المياه، ولذلك، فهو ينصح الشباب، وخاصة الأطفال الصغار، بالتعقل وعدم التهور لأن الحياة غالية. السباحة بالشواطئ الصخرية تستهوي حتى الأطفال ولا يقتصر عشق القفز من الصخور والسباحة بالشواطئ الصخرية على الشباب اليافع، بل يمتد إلى الأطفال بعمر الزهور والذين يتطلعون بدورهم لهواية القفز والمخاطرة بحياتهم، ليطلعنا أمين في هذا الصدد، أنه من عشاق السباحة في شواطئ الصخور، ليضيف المتحدث انه يتوجه خلال الصيف رفقة رفقائه من أجل التمتع بالسباحة على الشواطئ، ويشكل الأمر خطرا بالغا على الأطفال حيث يمنع أغلب الأولياء أبناءهم من التوجه لمثل هذه الأماكن لخطورتها الكبيرة وتهديدها للأطفال، لتقول نسيمة في هذا الصدد، أنها تمنع أطفالها من ارتياد الشواطئ الصخرية لخطورتها الكبيرة، وتشاطرها الرأي سعاد وتقول في هذا الصدد، أنها لا توافق أن يقصد أبناؤها مثل هذه الشواطئ لخطرها وتهديدها لسلامة الأطفال، ويفضّل العديد من الأشخاص قصد الشواطئ الصخرية للاستمتاع والمكوث بها والتمتع بالمناظر الخلابة دون السباحة بها، ليقول عمر في هذا الصدد، أنه يتوجه هو وعائلته للتمتع بالمناظر الطبيعية والخلابة، ليضيف أنه يمنع عائلته من السباحة أثناء ذلك لخطورة الوضع. تسجيل 52 حالة وفاة بالشواطئ الممنوعة وفي ظل هذا الواقع الذي وجد فيه الكثير من الشباب فرصة للبحث عن الإثارة والمتعة في شواطئ الموت، أكد الملازم نايت ابراهم، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، أن مصالح الحماية المدنية سجلت، منذ بداية موسم الاصطياف، حوالي 37 ألف و949 حالة تدخل على مستوى الشواطئ وتسجيل 52 حالة وفاة بالشواطئ غير المسموحة منذ 1 جوان إلى غاية 5 أوت الجاري، كما تم إنقاذ حوالي 25 ألف و340 حالة عبر شواطئ القطر الوطني. ومن جهة أخرى، يضيف ذات المتحدث، أن الدور يعود بالدرجة الأولى إلى الأولياء في توعية أبنائهم وتحسيسهم بالمخاطر التي تحدق بهم عند توجههم إلى الشواطئ الخطيرة.