تم، أمس، بالجزائر العاصمة، تقديم شهادات حية حول خصال شهيد مقصلة سجن بربروس، محمد تيفروين، وذلك بمناسبة الذكرى ال60 لإعدامه من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي. وأكد عدد من المجاهدين المشاركين في محاضرة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي أن الشهيد محمد تيفروين نفذ فيه حكم الإعدام سنة 1956 بسجن بربروس آنذاك من قبل المستعمر الفرنسي. وحسب هذه الشهادات، فان البطل تيفروين استشهد بعدما قام بعملية فدائية بشارع العربي بن مهيدي (ديزلي سابقا) بالجزائر العاصمة، حيث قتل دركيا فرنسيا وأخذ منه سلاحه قبل أن تتم محاصرته من طرف الجيش الفرنسي. وبعد أن ألقي عليه القبض، تم توقيفه بسجن بربروس حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن حكمت عليه المحكمة العسكرية بحكم الإعدام ونفذ فيه الحكم يوم 9 أوت سنة 1956 على الساعة الرابعة صباحا. وفي هذا السياق، أبرز المجاهد الطاهر الحسين الذي كان ينشط بالولاية الرابعة إبان الثورة التحريرية المجيدة، شجاعة الشهيد تيفروين الذي ضحى --كما قال-- بنفسه من أجل أن تحيا الجزائر حرة كريمة، حيث كان ثالث شهيد يحكم عليه بالإعدام في سجن بربروس. وفي ختام هذا اللقاء تم تكريم عائلة الشهيد بتقديم وسام الذاكرة عرفانا وتقديرا لما قدمه من تضحيات جسام إلى جانب شهداء الثورة التحريرية من أجل استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها. من جهة أخرى، تمكن المتحف الوطني للمجاهد من جمع أزيد من 6 آلاف شهادة تاريخية حول مختلف أحداث الثورة التحريرية المجيدة، حسبما أفاد به مدير المتحف مصطفى بيطام. وقال بيطام في تصريح للصحافة على هامش اللقاء الجماعي ال80 المخصص لتسجيل الشهادات الحية من قبل المجاهدين والمجاهدات أن المتحف الوطني للمجاهد تمكن من جمع أزيد من 6 آلاف شهادة تاريخية حول مختلف الاحداث ووقائع الثورة التحريرية المجيدة، وذلك منذ سنة 2000 إلى غاية السنة الجارية 2016. وأوضح المسؤول ذاته أن الشهادات التي تحصل عليها المتحف هي عبارة عن مادة خام تحضر وتدرس من طرف لجنة علمية مختصة على أن يتم تسليمها فيما بعد للباحثين والمؤرخين والمهتمون بتاريخ الجزائر وثورة نوفمبر 1954 . وفي إطار نشر الذاكرة الوطنية في اوساط الشباب والاطفال، وزعت إدارة المتحف 190 ألف نسخة في إطار سلسلة أمجاد الجزائر تتضمن 93 قصة حول مسيرة شهداء الثورة التحريرية وهذا على 24 ألف مؤسسة تربوية عبر كامل ولايات الوطن حسبما أكده نفس المصدر. وأكد بيطام أن عملية جمع الشهادات التاريخية من طرف المجاهدين والمجاهدات والتي انطلقت شهر اكتوبر الفارط، متواصلة كل يوم يوم اثنين وخميس، حيث يتم استقبال 15 مجاهدا في لقاء جماعي يخصص لموضوع من مواضيع الثورة الكثيرة ، وينشط هذه اللقاءات أساتذة جامعيون ومؤرخون وصحفيون مختصون في التاريخ الوطني. ويتم خلال هذه العملية --حسب المصدر ذاته-- أما عن طريق اتصال المجاهدين بالمتحف مباشرة أو عن طريق اتصال المتحف بالمجاهدين وذلك بالتنسيق مع مديريات المجاهدين والامانات الولائية للمنظمة الوطنية للمجاهدين. يذكر أن اللقاء الجماعي ال80 خصص لموضوع السر الكامن في التموين والتمويل المتواصل للثورة الجزائرية .