- المضاربة والأعلاف يهدّدان برفع الأسعار أثارت كباش الوزارة ، التي خصصت لها نقاط بيع رسمية في مختلف الولايات، موجة استياء عارمة في صفوف الزبائن الذين عبّروا عن خيبة أملهم بفعل أسعارها الباهظة وأحجامها الصغيرة، فيما تشير الأنباء المتواترة من أسواق الماشية إلى أن عمليات المضاربة وارتفاع تكلفة الأعلاف تنبئ بزيادة أسعار الأضاحي كلما اقترب موعد عيد الأضحى، رغم زيادة المعروض بشكل ملحوظ. اشتكى زوار نقاط بيع المواشي التي استحدثتها الحكومة في مختلف ولايات الوطن من غلاء أسعارها مقارنة مع التصريحات الرسمية التي أكدت أنها تتراوح بين 25 ألف دينار و45 ألف دينار، حيث أكد بعض الزبائن ل السياسي غياب أي أثر لأضاحي أقل من 50 ألف دينار في 14 نقطة بيع رسمية خصصت في الجزائر العاصمة. واستهجن هؤلاء حالة الخرفان العجفاء التي طرحت في هذه الأسواق الرسمية، خلافا للهيلولة التي سبقتها وحديث وزير الفلاحة واتحاد الفلاحين وفدرالية الموالين عن مواشي جيدة بأسعار منخفضة هذه السنة، الأمر الذي جعلهم يعتبرون أن حقيقة السوق جاءت لتنسف حديث الصالونات. أما الأضاحي ذات السنتين، فما أكثر المعروفة ب ثني و رباعي في الأوساط الشعبية، فتراوحت أثمانها، حسب ذات المصادر، بين 6 إلى 9 ملايين سنتيم ما يجعلها فوق مقدور الطبقات الضعيفة الدخل والمتوسطة هذه السنة. ولمن يمني نفسه بهبوط أسعار الأضاحي في الساعات الأخيرة قبيل يوم النحر، تشير المعطيات المتواترة من أسواق الماشية إلى أن عمليات المضاربة وارتفاع تكلفة الأعلاف تنبئ بزيادة أسعار الأضاحي كلما اقترب عيد الأضحى، رغم زيادة المعروض بشكل ملحوظ. وفي السياق، أكد رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، عليوي محمد، أنه رغم تدني أسعار الأضاحي في العيد هذه السنة، مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنها مهدّدة بالارتفاع بسبب المضاربين. وأضاف عليوي، أن المضاربة وتهريب المواشي عبر الحدود الشرقية والغربية من بين أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي كل عام، لكن مع الظروف الأمنية التي تعيشها دول الجوار وتشديد الحراسة تراجعت عمليات التهريب، مما أدى إلى ارتفاع العرض. وإذا كانت وزارة الفلاحة قد طمأنت الجزائريين حيال أسعار الأضاحي لهذه السنة، والتي وصفتها ب المقبولة ، فإن مربي المواشي لا يضمنون التحكّم في الأسعار حتى عيد الأضحى، وذلك لدخول متغيرات أخرى في المعادلة التجارية، تجعل الأسعار تتغير في الطريق الممتدة بين الولايات الداخلية المشهورة بتربية المواشي، وبين المدن الكبرى. وفي هذا السياق، يتوقع مربو مواشي، أن ترتفع أسعار الأضاحي مع دخول المضاربين الأسواق في ظل اقتراب هذه المناسبة من أجل تحقيق الكسب السريع للمال. وما يزيد من متاعب الموالين، نقص الأعلاف الطبيعية والشعير بعد موجة الجفاف، التي ضربت البلاد في فصل الشتاء الماضي، حيث أثر هذا النقص في العرض وسط ارتفاع الطلب عليها مما زاد في سعرها. للإشارة، يعرف كل عام نحر 4 ملايين رأس غنم ونحو 4500 عجل في عيد الأضحى، علما أنّ الحظيرة الوطنية تستوعب ما يربو عن 27 مليون رأس من المواشي، بينها 23 مليون رأس غنم.