تعرف المدارس القرآنية والتحضيرية، خلال هذه الأيام الأخيرة، في مختلف بلديات العاصمة إقبالا واسعا من طرف العائلات التي بدأت تسابق الزمن للظفر بمقعد دراسي، بعد أن فوّتت فرصة التسجيل خلال الأشهر المنصرمة، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، خاصة وأنه لم تبق سوى أيام قليلة للدخول المدرسي بالمدارس القرآنية. المدارس القرآنية تنافس دور الحضانة فضّل العديد من أولياء التلاميذ تسجيل أبنائهم، الذين بلغوا الخامسة من عمرهم، أو أقل من ذلك، في مساجد الحي التي تقدم دروس السنة الأولى تحضيري، بالإضافة الى تحفيظهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والأناشيد الدينية بمبلغ لا يتجاوز ال500 دينار جزائري، وهو الأمر الذي حفز الأولياء على تسجيل أبنائهم في المساجد عوض الأقسام التحضيرية التابعة للمدارس والتي تعرف اكتظاظا كبيرا. واستحسن الكثير من أولياء التلاميذ إمكانية تسجيل أبنائهم في المدارس القرآنية التابعة للمساجد، ومن هؤلاء، الحاج محمد، الذي قال إنه يفضّل تسجيل أبنائه في المدارس القرآنية التي من شأنها حماية وتحصين الأطفال من الآفات والظواهر السلبية المنتشرة في الشارع، فتواجدهم في المسجد، سيجعلهم في مأمن، إلى حد كبير، كما يمكنهم تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، خاصة أن المعلمات المتواجدات في المسجد ذوات تكوين ومستوى علمي جيد. وما شجعني أكثر على تسجيل ابني في المسجد عوض المدرسة هو ان المدارس القرآنية لا يسجل فيها الاكتظاظ الذي تعرفه الأقسام التحضيرية على مستوى المدارس الابتدائية، فقد قمت بزيارة لعدد من المدارس ووجدت أن المدرسة القرآنية أفضل حل في هذه السن من الأقسام التحضيرية . استحداث أقسام لأبناء الأمهات العاملات وقد وجدت العديد من الأمهات العاملات من هذه الأخيرة فرصة لتعلم أبنائهن، خاصة في ظل ارتفاع أسعار دور الحضانة، وهو الأمر الذي دفع بالبعض إلى استحداث أقسام خاصة بدوام كامل مع دفع مبلغ إضافي رمزي للمشرفين على فترة وجبة الغداء وما بين الحصتين الصباحية والمسائية، وهو ما أكدته عائشة، مشرفة على أحد الأقسام التابعة لجمعية خيرية. وعن استحسان الأولياء لهذه المبادرة، أضافت ذات المتحدثة: الأسر تتجاوب بشكل ملحوظ، حيث نلاحظ بعض الأولياء يخرجون أولادهم من الروضات إلى الأقسام القرآنية . مختصون: المدارس القرآنية تتفوق على رياض الأطفال وفي ذات السياق، أكدت الأستادة دحماني هاجر، أستادة اللغة العربية بالطور الابتدائي وباحثة في علم اجتماع العائلة، ان المدارس القرآنية أروع مؤسسة للتنشئة الاجتماعية فيها يتعلم الطفل كل مبادىء دينه الأولى من قرآن وصلاة وأفعال الخير، كما لها دور تعليمي، تثقيفي، تجعل سلوك الطفل حسن مستقر، للأسف الشديد، الإقبال عليها يكاد يندثر واستبدل بالتعليم التحضيري، الذي لا يعوض المسجد ودوره أبدا . ومن جهتهم، يؤكد العديد من المختصين، أن الكتاتيب وتحفيظ القرآن في المدارس القرآنية أفضل من الروضات، لأن حفظ القرآن ينمي قدرات الذاكرة ويحسّن المستوى اللغوي، وهو ما تؤكده العديد من الدراسات الحديثة. الدخول المدرسي في 2 أكتوبر المقبل وللإشارة، حدّدت مديرية الشؤون الدينية يوم 2 أكتوبر المقبل موعدا للالتحاق بالمدارس القرآنية والتحضيرية ،وهو دخول موحّد لمختلف المدارس القرآنية والتحضيرية.