الجزائر تقلب المعادلة وتحقق نجاحاً تاريخياً داخل المنظمة هكذا تفاعل الإعلام العالمي مع اجتماع الجزائر نجحت الجزائر في قلب المعادلة في آخر لحظة وقادت دول منظمة أوبك إلى اتفاق كان يبدو مستحيلا، بالنظر إلى الخلافات التي سادت الاجتماعات المغلقة التي جرت على هامش اجتماع منتدى الطاقة، وهو اتفاق وصفه كل من رئيس منظمة أوبك وكذلك وزير الطاقة نور الدين بوطرفة بالتاريخي، بتسقيف الإنتاج ابتداء من شهر نوفمبر، وذلك بعد أن رمت بلادنا بكل ثقلها لانجاح هذا المؤتمر ووظفت علاقاتها الطيبة مع كل من السعودية وايران بشكل أثبت للعالم حنكة ومرونة الدبلوماسية الجزائرية في إدارة الملفات الشائكة. نجحت الأوبيب في اجتماع الندوة الدولية للطاقة، في الخروج من مأزق الخلافات السياسية وتمكنت من التوصل إلى اتفاق يوصف بالتاريخي، ويقضي بتخفيف الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات أي عندما بدأت الأزمة الاقتصادية عام 2008 حيث كان الاتفاق حين ذاك على خفض الإنتاج، مما مكن الأسعار من العودة إلى الاستقرار ويأمل أعضاء الاوبيب أن يكون المآل هذه المرة نفس الشيء. وجاء الاتفاق على هذا النحو، تسقيف الإنتاج عند حدود 32,5 مليون برميل يوميا إلى 33 مليون برميل يوميا، وأن هذا القرار سيتم تثبيته في اجتماع اوبك الرسمي شهر نوفمبر، وتشكيل لجنة من الخبراء تضع آلية لتنفيذ هذا الاتفاق، وتوزيع الحصص الجديدة على الدول، وهو الأمر الذي لم يشأ لا وزير الطاقة ولا رئيس منظمة أوبك الخوض فيه. واعتبر نور الدين بوطرفة أن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في اجتماع الجزائر، تاريخيا، ليس بسبب الاتفاق على تسقيف الأسعار فقط، بل لأن المنظمة تكلمت بصوت واحد، واتفقت على أن تعود للعب دورها كمتحكم في السوق النفطي، وهو الدور الذي تخلت عنه منذ سنوات. من جهته، أوضح رئيس منظمة أوبك أن الاتفاق لم يكن ليتم لولا الجهود التي بذلتها الجزائر، بداية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووصولا إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، معتبرا بدوره أن الاتفاق تاريخي، وأن القرار الذي تم اتخاذه سيساهم في استقرار أسعار النفط في الأسواق الدولية، بما يحفظ مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء، وأن الدول متفقة على مراعاة ظروف بعض الدول مثل ليبيا ونيجيريا وإيران بخصوص خفض الإنتاج الذي من المقرر أن يدخل حيّز التطبيق في نوفمبرالمقبل. وكانت الجزائر قد وظفت، بحسب ما تم تسريبه من معلومات، علاقاتها مع دول الخليج مثل السعودية وعلاقاتها مع إيران من أجل حمل البلدين على تجاوز خلافاتهما، التي كادت تنسف الاجتماع حتى قبل أن يبدأ، وضغطت باتجاه حمل البلدين على التنازل في سبيل التوصل إلى اتفاق. تتويج الحنكة الدبلوماسية الجزائرية وصف الخبراء الاقتصاديون القرارات المتخذة في اجتماع الجزائر، بتتويج الحنكة الدبلوماسية الجزائرية التي جمعت وجهات نظر مختلفة الأطراف في الحدث الاقتصادي العالمي وكشهادة ميلاد ثانية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول الاوبيب وان الفضل يعود للحنكة الدبلوماسية الجزائرية. واعتبر الخبير الاقتصادي كمال رزيق، أن هذه القرارات جد جرئية ولم يكن من المنتظر أن تتخذ في الجزائر وذلك بفضل الدبلوماسية الجزائرية. من جهته، صرح الخبير الاقتصادي مبتول عبد الرحمن قائلا: إن القرارات أتت بايجابيات لأن البترول قد ارتفع سعره بقليل، وأن كل دولار ينزل من البرميل فيه خسارة للجزائر بقيمة 60 مليون دولار . وبخصوص التوقعات الاستشرافية لمستقبل معدل إنتاج النفط بشان الدول المنظمة، قال مبتول أنه في حال تحرك معدل النمو عام 2017 و2020 بصفة قوية سيكون بين 60 و70 دولار مستبعدا وصول البترول إلى أكثر من 80 دولار. بدوره، أكد الخبير الإقتصادي عبد الملك سراي أن الإجتماع غير الرسمي للأوبك كان فعالا وإيجابيا موضحا بأن العمل الدبلوماسي الجيد ساهم بصفة قوية في إتخاذ القرار على مصداقية أسواق البترول، معتبرا الزيادة التي شهدها سعر النفط يوم أمس المقدرة ب 4.5 بالمئة هو سعر جيد بالنسبة للجزائر إذ بإمكانه تغطية جزء كبير من الاستيراد خاصة إستيراد مواد التجهيز. وأرجع الوزير السابق والخبير الاقتصادي، بشير مصيطفى، نتائج اجتماع الجزائر إلى الدبلوماسية الجزائرية من جهة، إضافة إلى التهديد قريب المدى لمستوى الأسعار، مع بدء تسجيل عقود فصل الربيع التي تتميز بضعف الطلب على النفط. مصيطفى قال في تصريح صحفي إن نتيجة اجتماع الجزائر كانت إيجابية، لأنها حالت دون تسجيل خيارين محتملين هما: رفع الإنتاج داخل أوبك ب 2.4 مليون برميل يومي بداية العام 2017، بسبب ضيق ميزانيات النمو وتمويل الحرب في دول عدة، والثاني هو استمرار تخمة المعروض فوق مستوى 0.8 مليون برميل لمدة أطول . وأشار أن القرار المتخذ، سيساعد في امتصاص تخمة المعروض.. بالتالي تحقيق توازن في معادلة العرض والطلب . من جانبه اشاد منتدى رؤساء المؤسسات بنجاح اجتماع البلدان الاعضاء في منظمة الاوبيب الذي توج باتفاق تاريخي لخفض الانتاج والذي سيكون له إثر ايجابي على السوق النفطية . وأشار رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، حسب بيان أن هذا الاتفاق الهام تم التوصل اليه بفضل السمعة الدبلوماسية للجزائر التي عرفت دوما كيف تستعمل التحكيم اللازم وبفضل قدراتها التفاوضية الكبيرة من اجل انجاح المساعي التوافقية . رد على الأطراف المشككة قال مصطفى مقيدش نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن تتويج الاجتماع الاستثنائي لمنظمة الأوبيب بالجزائر بقرارات تاريخية بخفض الإنتاج إلى مستوى يتراوح بين 5ر32 مليون برميل يوميا إلى 33 مليون برميل يوميا يعد ردا قويا على الأطراف المشككة بخصوص خفض وتسقيف إنتاج النفط. وفي هذا الإطار، أكد قائلا: بعد اللقاءات التي باءت بالفشل على غرار لقاء الدوحة الذي جمع الدول المستهلكة للبترول والمجلس الوزاري للدول الأعضاء في الأوبيب بفيينا يمكننا القول بأن اجتماع الجزائر التشاوري الذي تحول إلى لقاء استثنائي يعد تاريخيا، وهذا بفضل جهود الوفد الجزائري الذي عمل منذ أشهر على إنجاح هذا الاجتماع . هكذا تفاعل الإعلام العالمي حظي اجتماع الدول المصدرة للنفط أوبك، المنعقد في الجزائر، الأربعاء الماضي، الذي تم الاتفاق فيه على خفض الإنتاج، اهتمام وسائل الإعلام الدولية، التي تناولت الاجتماع بكثير من التحليل والاستشراف. وفي الخصوص، قالت وكالة رويترز إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اتفقت على خفض محدود لإنتاجها النفطي في أول اتفاق من نوعه منذ عام 2008 مع قيام السعودية أكبر منتج في المنظمة بتخفيف موقفها حيال غريمتها إيران وسط تنامي الضغوط الناجمة عن هبوط أسعار الخام. وذكرت وكالة الأناضول التركية أن أعضاء منظمة أوبك توصلوا إلى اتفاق لتثبيت سقف الإنتاج في 32.5 مليون برميل يوميا خلال اجتماع الجزائر غير الرسمي ، الذي تحول إلى اجتماع استثنائي قراراته ملزمة ووصف بأنه تاريخي . وأضافت الوكالة التركية أنه تقرر تشكيل لجنة عليا لمتابعة مستوى إنتاج كل دولة فيما تم استثناء ثلاث دول من قرار تثبيت الإنتاج هي ليبيا ونيجيريا وإيران بسبب الظروف التي تعيشها. من جهتها، تناولت قناة روسيا اليوم اتفاق أوبك، وأشارت إلى أن التوصل إلى اتفاق جاء بعد تراجع في حدة التشنج السعودي - الإيراني الذي كان قطع أي أمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق يعيد التوازن إلى أسواق البترول. ارتفاع في أسعار الذهب الأسود بعد فترة وجيزة على تراجع أسعار النفط إثر تصريحات وزير البترول السعودي حول ضبط السوق في اجتماع المنتجين من أوبك وخارجها في الجزائر نهاية الشهر القادم، نجح اجتماع الجزائر في التوصّل إلى قرار حاسم بخلاف الاجتماع السابق في الدوحة، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 5.3 بالمئة في بورصة نيويورك وهو أكبر ارتفاع لها منذ أكثر من خمسة أشهر، كما يتوقع أن يرفع اتفاق تقليص الانتاج الذي توصل إليه أعضاء منظمة أوبك الأربعاء في الجزائر، أسعار النفط من 7 إلى 10 دولار خلال النصف الأول من العام القادم 2017، حسب مذكرة أصدرها بنك غولدمان ساكس. وأوضح محللو غولدمان ساكس أن التطبيق الصارم لاتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك في 2017 سيعني تراجع الإنتاج ما بين 480 و980 ألف برميل يوميا، وهو ما سيعني انتعاش الأسعار .