خبراء اعتبروه شهادة ميلاد ثانية لمنظمة الأوبك ** ن. أيمن زلزلت النتائج (المفاجئة) التي تمخض عنها اجتماع الجزائر غير الرسمي لمنظمة الأوبك أسواق النفط التي انتعشت أسعار البترول فيها وسجلت زيادة أولية قدرت ب5 بالمائة وسط توقعات بأن تصل الزيادة بعد تفعيل قرارات الاجتماع التاريخي إلى 10 دولارات في البرميل الواحد وأن تستقر فوق الخمسين دولارا وهو السعر الذي تأمله الجزائر و(شركاؤها). ونجحت الأوبك في اجتماع الندوة الدولية للطاقة في الخروج من مأزق الخلافات السياسية وتمكنت من التوصل إلى اتفاق يوصف بالتاريخي ويقضي بتخفيف الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات أي عندما بدأت الأزمة الاقتصادية عام 2008 حيث كان الاتفاق حين ذاك على خفض الإنتاج مما مكّن الأسعار من العودة إلى الاستقرار ويأمل أعضاء الأوبك أن يكون المآل هذه المرة نفس الشيء. وفي هذا الصدد وصف الخبراء الاقتصاديون القرارات المتخذة في اجتماع الجزائر بتتويج الحنكة الدبلوماسية الجزائرية التي جمعت وجهات نظر مختلفة الأطراف في الحدث الاقتصادي العالمي وكشهادة ميلاد ثانية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول الأوبك وأن الفضل يعود للحنكة الدبلوماسية الجزائرية. واعتبر الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن هذه القرارات جريئة جدا ولم يكن من المنتظر أن تتخذ في الجزائر وذلك بفضل الدبلوماسية الجزائرية. من جهته صرح الخبير الاقتصادي مبتول عبد الرحمن قائلا: (إن القرارات أتت بإيجابيات لأن البترول قد ارتفع سعره بقليل وأن كل دولار ينزل من البرميل فيه خسارة للجزائر بقيمة 60 مليون دولار. وبخصوص التوقعات الاستشرافية لمستقبل معدل إنتاج النفط بشأن الدول المنظمة قال مبتول أنه في حال تحرك معدل النمو عام 2017 و2020 بصفة قوية سيكون بين 60 و70 دولارا مستبعدا وصول البترول إلى أكثر من 80 دولارا. ويعد الاجتماع بمثابة خطوة تضاف إلى مسيرة جهود القيادة الجزائرية سياسيا واقتصاديا وصفها البعض بالجريئة لتكون أرضية للتفاهم والتجسيد الميداني. وسمح الاتفاق التاريخي الذي توصل إليه الأربعاء أعضاء دول أوبك بالجزائر بعد ست ساعات من النقاش المثمر وقرار تحويل الاجتماع من ( غير رسمي) إلى (استثنائي) بالإجماع ودون تحفظ سمح بتسجيل ارتفاع قياسي في أسعار النفط بنحو 6 بالمائة بحسب ما تداولته الوكالات العالمية مباشرة عقب الإعلان عن هذا الاتفاق الهام. وخلص اتفاق الجزائر بموافقة دول أوبك على تخفيض إنتاج النفط بنحو 750 ألف برميل يوميا وتثبيت مستويات الإنتاج فيما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا على أن يوضع هذا القرار حيّز التنفيذ خلال اجتماع نوفمبر المقبل بفيينا. توقعات بارتفاع أسعار النفط ب10 دولار خلال السداسي الأول 2017 يتوقع أن يرفع اتفاق تقليص الإنتاج الذي توصل إليه أعضاء منظمة أوبك أمس الأربعاء في الجزائر أسعار النفط من 7 إلى 10 دولار خلال النصف الأول من العام القادم 2017 حسب مذكرة أصدرها بنك غولدمان ساكس. وأوضح محللو غولدمان ساكس إن التطبيق الصارم لاتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك في 2017 سيعني تراجع الإنتاج ما بين 480 و980 ألف برميل يوميا وهو ما سيعني انتعاش الأسعار. لكن المحللون يشككون في التزام دول أوبك بتنفيذ الحصص المقترحة إذا اعتمدت وهو ما يخلق حالة من عدم اليقين في السوق. ودفعت هذه الحالة بالمحللين إلى الإبقاء على توقعاتهم بخصوص سعر النفط لنهاية العام الحالي وفي 2017 حيث ينتظر أن يبلغ الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 43 دولارا للبرميل بنهاية العام و53 دولارا في 2017. قرار تاريخي.. توصل اجتماع الجزائر غير الرسمي لمنظمة الأوبك إلى قرار تاريخي حيث كشف رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط القطري محمد صالح السادة بالجزائر أن المنظمة قررت خفض انتاجها إلى مستوى يتراوح بين 5ر32 مليون برميل يوميا إلى 33 مليون برميل يوميا. وقال السادة خلال ندوة صحفية عقب اجتماع المنظمة بان لجنة تقنية عليا سيتم تنصيبها لتحديد آليات تخفيض الإنتاج وحصص كل بلد تبعا لقرار التخفيض. وبعدما أكد أن نتائج اجتماع الجزائر كانت تاريخية قال رئيس أوبك أن نتائج عمل اللجنة التقنية العليا للمنظمة ستعرض على الندوة الرسمية لأوبك المقرر عقدها أواخر نوفمبر المقبل بفيينا. كما ثمّن السادة (الأجواء الإيجابية) التي سادت اجتماع الجزائر. من جهته صرح وزير الطاقة نور الدين بوطرفة أن الاجتماع التشاوري لمنظمة الأوبك الذي عقد الأربعاء بالجزائر العاصمة والذي تحول إلى اجتماع استثنائي يعد (تاريخيا). وأكد الوزير خلال ندوة صحفية عقدها عقب اجتماع الأوبك ان قرار خفض الانتاج يسمح للمنظمة باستعادة وظيفة (المراقبة) للسوق النفطية وهي الوظيفة التي فقدتها منذ مدة طويلة وأن كل الدول معنية بهذا القرار. وأوضح السيد بوطرفة أن هذا القرار قد اتخذ بالإجماع.