دخلت 13 نقابة مستقلة تمثل عدة قطاعات حساسة على رأسها التربية والصحة، أمس في إضراب وطني ينقضي اليوم ليستأنف الأسبوع المقبل، احتجاجا على إلغاء قانون التقاعد النسبي، إضافة إلى المطالبة بتحسين القدرة الشرائية للعمال، وكذا إشراك النقابات في صياغة القانون الجديد للعمل. والحركة الاحتجاجية التي دعت إليها تنظيمات نقابية من أجل تحقيق عدة مطالب، عرفت نسب استجابة متفاوتة في ولايات الوطن، فعلى مستوى ولاية ورقلة فقد استجاب لهذا الإضراب عديد الأساتذة ببعض المؤسسات التعليمية على غرار متوسطة جابر بن حيان ببامنديل (شمال مدينة ورقلة) التي بلغ فيها عدد المضربين خلال الساعات الأولى 12 تربويا مضربا من بين 23 تربويا، حسبما أوضحت مديرية التربية. كما لوحظ تجمع لأعداد من التلاميذ أمام مؤسسات تعليمية بعاصمة الولاية، على غرار ثانوية عبد المجيد بومادة (المتشعبة) ومتوسطة مولاي العربي. و بولاية الأغواط فقد سجلت نسبة استجابة متفاوتة للتربويين والإداريين عبر المؤسسات التعليمية بأطوارها الثلاثة قدرت ب95 بالمائة في الطور الثانوي و60 بالمائة بكل من الطورين المتوسط والإبتدائي، حسبما ذكر رئيس المكتب الولائي للكناباست محمد عقعاع (ممثل التكتل النقابي). كما نظم بالمناسبة العمال المضربون، المنتمون لست تكتلات نقابية إستجابت لهذا الإضراب وفقه إحتجاجية مقابل مقر لجنة الخدمات الإجتماعية لعمال التربية. أما بولاية تمنراست فلم تستجب كل النقابات للمشاركة في هذه الحركة الإحتجاجية، حيث سجل إضراب 135 أستاذ تربوي و عامل إداري واحد من بين إجمالي منتسبي القطاع بنسبة 90،4 بالمائة في جميع الأطوار التعليمية، حسبما أوضحت مديرية التربية. كما قدرت بالمقابل عديد النقابات المشاركة في هذا الإضراب، على غرار النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية نسبة الإستجابة ما بين 60 و80 بالمائة وفق ما أكده ممثلوها. كما استجاب أساتذة و إداريون بولاية الوادي لدعوة إضراب النقابات بنسبة تقدر ب 6 بالمائة في الجانب البيداغوجي مقابل 3 بالمائة في الجانب الإداري، حسب مدير التربية لذات الولاية فضيل نزاري. أما بالنسبة لتكتل النقابات، فقد قدرت الإستجابة بنسبة 85 بالمائة في الطورين الإبتدائي والمتوسط و 89 في المائة في الثانوي، حسبما ذكر ممثلو ذات النقابات. و كانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت دعت نقابات القطاع إلى التحلي بروح المسؤولية والحفاظ على تمدرس التلاميذ ، لاسيما و أن موضوع الحركة الإحتجاجية التي دعا إليها تكتل النقابات المستقلة لا يتعلق بالمسائل البيداغوجية و لا يعني وزارتها وحدها، ولكن الحكومة ككل. ويأتي الإضراب الذي شنته نقابات الوظيف العمومي، ابتداء من أمس كأول حركة احتجاجية تقدم عليها النقابات منذ بداية الموسم الاجتماعي، وهو القرار الذي اتخذه التكتل الذي يضم 17 نقابة مستقلة، تمثل أغلبيتها قطاع التعليم بالإضافة إلى نقابات الوظيف العمومي، كرد فعل على تجاهل السلطات لمطلب مراجعة قرار إلغاء التقاعد النسبي والمسبق. وانسحبت 4 نقابات من التكتل النقابي ليصبح عدد النقابات، التي دخلت فعليا في الإضراب 13 نقابة. ويعتبر الإضراب الذي دخلت فيه النقابات اليوم الخطوة الأولى، إذ ينتظر أن تدخل النقابات في إضراب جديد يومي 25 و 26 أكتوبر الجاري، في انتظار خطوات أخرى ستقدم عليها النقابات، في حال لم تتراجع الحكومة عن هذا المشروع.