لا تزال ازمة ندرة حليب الاكياس المدعم مستمرة على مستوى عدة ولايات من التراب الوطني وتزداد تفاقما خاصة بالعاصمة وضواحيها في الوقت الذي تنفي وزارة الفلاحة والصيد البحري وجود أي ندرة رغم الشكاوي وطوابير المواطنين امام المحلات التجارية منذ الساعات الاولى للصباح للظفر بكيس واحد من الحليب في المقابل وجه الديوان الوطني المهني للحليب أصابع الاتهام الى الملبنات الخاصة التي افتعلت هذه الازمة عمدا لأجل الضغط على الجهات المسؤولة والتراجع عن تخفيض حصصها المتعلقة ببودرة هذه المادة الضرورية. تعيش العديد من الولايات بما فيها العاصمة منذ أكثر من أسبوع على وقع أزمة ندرة في حليب الاكياس المدعم والذي يعتبر مادة ضرورية بالنسبة لكل الجزائريين، إلا انه ورغم الشكاوي العديدة للمواطنين والطوابير اللامتناهية امام المحلات التجارية التي تعد دليلا واضحا وكافيا لوجود مشكل في توفر مادة حليب الاكياس المدعم، غير ان وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري نفت وجود أي أزمة وذلك على لسان المسؤول الاول عن قطاع الفلاحة، عبد السلام شلغوم خلال زيارة ميدانية إلى عين الدفلى، الذي أكد معلقا على قضية ندرة الحليب، أنه لا يوجد أزمة حليب في الجزائر إلا إن كانت مفتعلة، وفق تعبيره. من جهته، أرجع المدير العام للديوان الوطني للحليب، فتحي مسار، في تصريح سابق، سبب ندرة منتوج حليب الأكياس بالأسواق خلال الأيام الفارطة إلى الملابن الخاصة، حيث وجه لها أصابع الاتهام لافتعال هذه الندرة، موضحا أنها تحاول الضغط على الديوان لوقف عمليات التفتيش التي شرع فيها منذ فترة، خاصة ما تعلق بمسحوق الحليب الذي بات حسبه يستعمل من طرف هذه الملبنات الخاصة في انتاج مشتقات الحليب من جهة وتحويله الى المقاهي والمطاعم من جهة اخرى، ما دفع الى اتخاذ اجراءات تتضمن تقليص حجم حصص الملبنات الخاصة المتعلقة ببودرة الحليب من خلال اعادة تعديلها وضبطها وفق الاحتياجات. وفي ذات السياق، اقترحت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك أبوس الى جانب حملة المقاطعة بعد أن وصل سعر كيس الحليب الواحد الى 60 دينار بدل 25 دينار خلال الايام القليلة الماضية، مبادرة لإنهاء ازمة ندرة حليب الاكياس وذلك من خلال بيع او توزيع المادة الاولوية المتمثلة في بودرة الحليب وتمكين المستهلك منها، مؤكدة ان مثل هذا الاقتراح من شانه انهاء تلاعب المصانع في كمية بودرة الحليب لكل كيس والتي تحدد ب110 غ في لتر الواحد، وأيضا يساهم حسبها في حل مشكل حفظ كيس الحليب السريع التلف ومشكل نقله بالشاحنات كل صباح. شلغوم يستنجد بالفلاحين لكسر حصار المضاريين ودعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد السلام شلغوم من عين الدفلى الفلاحين إلى تنظيم أنفسهم في تعاونيات لمحاربة المضاربة في الأسعار قائلا : يتوجب علينا مواجهة هؤلاء المضاربين الذين يسيطرون على السوق كرهينة ومنه الضحية الفلاح والمواطن وعليه يتوجب على الفلاحين تنظيم صفوفهم في شكل تعاونيات للقضاء على المشاكل والعقبات . ونصح شلغوم الفلاحين خلال لقائه بهم، إلى ضرورة التوجه نحو تحويل وتصدير المنتجات الفلاحية من أجل تجنب التخوف من إنهيار الأسعار خصوصا إذا كانت الوفرة، مطالبا المصدرين الجزائريين بالترويج للمنتوج المحلي والتعريف به في الخارج . للتذكير أعلن وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري عبد السلام شلغوم الاثنين الماضي أن الغاء الدعم لمادة الشعير و هو الاجراء الذي أدخله مشروع قانون المالية لسنة 2017 يستجيب لطلب تقدم به المربون الذين يرون أنهم لا يستفيدون من هذا الدعم بسبب المضاربة.