توقفت جميع الملبنات الخاصة عن إنتاج حليب الأكياس منذ أسبوع تقريبا بسبب نفاد مخزونها من بودرة الحليب، وحمّل أصحابها الديوان المهني للحليب مسؤولية الأزمة الخانقة التي يعيشها المواطن بعد ما عجز عن تزويدهم بالحصص الخاصة بهم من البودرة لشهري أكتوبر ونوفمبر على التوالي رغم دفعها مستحقاتها مسبقا . * أكد مجموعة من أصحاب الملبنات الخاصة ل"الشروق" أمس أن الديوان المهني للحليب هو من تسبب في أزمة الحليب التي يعيشها المواطنون، وكشفوا أن الأزمة ستشتد بسبب توقف جميع الملبنات الخاصة عن الإنتاج بسبب نفاد مخزونها من بودرة الحليب، علما أن احتياجات السوق الوطنية تقدر ب 4 ملايير لتر، تغطيها الملبنات العمومية ب40 بالمائة مقابل 60 بالمائة تنتجها الملبنات الخاصة. * وأكد أصحاب ملبنات "باتوراج دالجيري" بتيزي وزو، ملبنة "الكاهنة" بأم البواقي وملبنة "كوبرولي" ببودواو بأن "كوطاتهم" لشهر أكتوبر قد نفدت لمن استلمها، وبعضهم استلم جزءا منها، في حين لم يستلم واحد تخصيصه لشهر نوفمبر رغم تسديد ثمنها مسبقا، حيث تعسكر شاحنات المنتجين في عنابة، البليدة، باب علي وغيرها من مستودعات الديوان دون أن يحصلوا على حصصهم من البودرة. * ووجه كثير من أصحاب الملبنات في الشرق والغرب والوسط ممن حاورتهم "الشروق" أصابع الاتهام لديوان الحليب الذي يفترض أن يكون سلطة الضبط في مجال إنتاج الحليب، حيث قال السيد مدني صاحب ملبنة "باتوراج دالجيري" "لم نصادف أزمة كالتي نعيشها اليوم، اضطررنا لتسريح العمال في بطالة تقنية وننتظر الحصول على حصصنا من البودرة وإلا سنغلق المصانع"، محملا المسؤولين تهمة الكذب على الحكومة "مسؤولو الديوان كذبوا على الحكومة وأساءوا تقدير الحاجيات الوطنية وأوهموا السلطات بأن حصة كبيرة من حاجة السوق الوطنية يغطيها حليب الأبقار، وهو غير موجود أصلا بكميات صناعية، ما جعل تقدير الحاجة الوطنية من البودرة يقسم على اثنين". * كما قال إن تركيز شراء بودرة الحليب في الديوان "هو الذي رفع سعر البودرة، لأن إطلاق مناقصة دولية بشراء مئات آلاف الأطنان دفعة واحدة خلق تكتلا لمنتجي البودرة في السوق العالمية، وأصبح الجميع ينتظر مناقصة الجزائر، بينما كنا نشتري كل على حدة بكميات قليلة ونتفاوض على الأسعار"، مؤكدا أن الديوان أصبح يلزم المنتجين على دفع ثمن السلعة مسبقا، الشيء الذي لم يحصل من قبل، ورغم ذلك لا يفي بالتزاماته تجاه زبائنه. * وقد وقف موزعو الحليب وعددهم 75 موزعا لحليب "بطوش" أمس وقفة احتجاجية أمام المصنع المذكور ببرج البحري للتنديد بالبطالة، رغم امتداد شبكة توزيعهم لعدد من ولايات الوسط إلى غاية الصحراء، ورفعوا لائحة مطالب للحكومة للتدخل لحل الأزمة. * وكشف بعضهم أن مدير الديوان المهني للحليب، وفي اجتماعه بصناعيي الحليب الأسبوع الماضي، أكد لهم أن الأزمة غير موجودة، وأن البودرة موجودة في الميناء تواجه بعض المشاكل، وقد حاولنا الاتصال به طوال نهار أمس للرد عن تلك الاتهامات دون جدوى. *