التحقت حركة البناء الوطني بحركة النهضة التاريخية ، بعد التوصل بين قيادات الحزبين إلى اتفاق تحالف ، تحسبا لخوض الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والمحلية المقبلتين ،فيما توصل رئيس حركة التغيير المنشقة بدورها عن "حمس" عبد المجيد مناصرة، مع قادة الحركة الأم ، إلى اتفاق وصفه ب "قرار وحدة"، بما يعني شكلا من أشكال الاندماج إسوة بما فعله منتسبو النهضة و العدالة و التنمية. و قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في منشور فايسبوكي حول الوحدة : شيء جيد أن تتوحد الحركة الإسلامية وحدة طبيعية ضمن المسارين التأسيسين لها، عبر مسار حركة مجتمع السلم الذي أسسه الشيخ محفوظ نحناح ومسار حركة النهضة الذي أسسه الشيخ عبد الله جاب الله .مضيفا في السياق أما الانتخابات فهي حالة عرضية ليست أهم من الوحدة، وهي حالة سياسية آنية تحكمها المعطيات الانتخابية أو يشملها المشروع الوحدوي . والأهم من هذا كله_ يقول مقري _ أن يكون للحركة الإسلامية مشروع وطني حضاري للإسلام والجزائر تحمله مشاريع سياسية واستراتيجية جادة وواقعية وفاعلة تقودها موارد بشرية محفزة ومؤهلة. من جانب آخر ذكرت بعض المصادر أن الاتفاق المتوصل إليه بين حركة البناء الوطني و النهضة، يتعلق في خطوة أولى بخوض غمار الانتخابات التشريعية المنتظرة في ماي المقبل، بقوائم وحملة انتخابية موحدة. ويرى مراقبون أن القيادات السياسية لهذه الاحزاب المحسوبة على الإسلاميين، تكون قد توصلت إلى قناعات باستحالة الاستمرار في المشهد السابق، وأنها باتت مرغمة على التكتل من جديد خشية الاندثار من الساحة، في ظل زحف فعاليات أخرى، تهدف إلى تحقيق الأغلبية في المؤسسات المنتخبة الجديدة. يحدث هذا في وقت لا تزال فيه حركة الإصلاح الوطني المنشقة عن النهضة، متحفظة تجاه التحالفات الجديدة ، وباشرت اتصالات مع قيادة حزب جبهة التحرير الوطني ، في إطار سلسلة المشاورات التي فتحها الامين العام جمال ولد عباس، مع قيادات سياسية لبعث مشروع الجبهة الداخلية العتيدة .