أكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أمس، أن استحداث الولايات المنتدبة لن ينجم عنه أي تغيير فيما يخص الدوائر الإنتخابية بحكم أن الأمر يتعلق بمجرد إعادة تنظيم إداري. وأوضح مدير الدراسات بوزارة الداخلية والجاعات المحلية، شرفة عبد الخالق بأن الإجراءات المتبعة بالنسبة للإنتخابات المقبلة لن تشهد أي تغيير من الناحية القانونية ، من منطلق أن استحداث الولايات المنتدبة بالجنوب هو مجرد إعادة تنظيم إداري وليس تقسيما إقليميا جديدا . فتح 1800 منصب بالسلطات المحلية للولايات المنتدبة بالجنوب واستفادت الولايات المنتدبة بمنطقة الجنوب إلى غاية الآن من غلاف مالي قدر ب 6،16 مليار دينار وجهت لتأهيلها وتجهيزها فضلا عن تنظيم 120 مسابقة لتوظيف 1800 شخص لتغطية حاجياتها من الموارد البشرية. وقال مدير الدراسات بوزارة الداخلية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأنه تم توفير عدة موارد لتمويل الولايات المنتدبة التي تم إنشاؤها بمنطقة الجنوب، حيث بلغ الغلاف المالي المخصص لتجهيزها وتأهيلها 6،16 مليار دينار إلى غاية الآن. ويأتي في مقدمة هذه الموارد صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية الذي خصص 401 مليون دينار لإعادة تأهيل البنيات الموجهة للهياكل الجديدة التابعة لهذه الولايات المنتدبة و8 مليار و920 مليون دينار موجهة لإطلاق برنامج خاص بإنجاز هياكلها الجوارية وكذا 1ر3 مليار دينار لاقتناء تجهيزات التطهير والنظافة. وعلاوة على ما سبق ذكره، قررت السلطات العمومية أيضا تخصيص أزيد من 569 مليون دينار لاقتناء السيارت لفائدة هذه الولايات من خلال عقد أبرم مع المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية لتيارت، فضلا عن مبالغ أخرى موجهة لإعداد دراسات حول إنجاز مقرات الولايات المنتدبة ومديرياتها والسكنات الوظيفية. وبدورها، قدمت الولايات الأم مساهمة قدرها 195 مليون دينار تقتطع من ميزانيتها الأصلية. وفي هذا الإطار، أوضح شرفة بأن الوزارة الوصية كانت قد شددت على ضرورة احترام آجال إنجاز المشاريع المسطرة، حيث تم لغاية الآن استلام 55 بالمئة من البرنامج المقترح على أن يتم استكمال النسبة المتبقية خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية على أقصى تقدير . كما شددت أيضا على وجوب إعداد المشاريع التنموية في هذه المناطق اعتمادا على سنة التشاور مع المجتمع المدني والمنتخبين بحكم أنهم الأدرى بحاجيات ولاياتهم ، وهي الخطوة التي تندرج في إطار المقاربة التشاركية التي تشكل صلب مشروع قانون ستقترحه الوزارة قريبا، يتابع المتحدث. أما فيما يتعلق بالموارد البشرية فقد تقرر تنظيم مسابقات توظيف لفائدة المديريات المنتدبة البالغ عددها 12 مديرية، حيث تم في هذا الإطار تنظيم 120 مسابقة برسم 2016 سمحت لحد الآن بتوظيف 1800 شخص. وما يميز هذا التوظيف--يقول شرفة-- التعليمة التي وجهها الوزير الأول للمديرية العامة للوظيف العمومي والإصلاح الإداري والتي تنص على وضع إجراءات استثنائية خاصة بالولايات المنتدبة فيما يتعلق بتقليص آجال الإعلان عن النتائج ومنح الأفضلية للكفاءات المحلية وهو ما تم فعلا بسلاسة ودون تسجيل أي مشكل يذكر ، مما يعكس --كما قال-- ارتياح السكان لهذه القرارات . ومن بين أهم المبادئ التي تعمل السلطات العمومية على تكريسها بهذه الولايات المنتدبة، مبدأ اللامركزية الذي سيتم تطبيقه في مرحلة أولى على مستوى بعض اللجان التي من المقرر إنشاؤها سنة 2017 بهذه الولايات على غرار لجنة التنازل على الأراضي الفلاحية ولجنة ترقية الاستثمار وغيرها ، يضيف المتحدث. ومن بين الإجراءات المتميزة التي سيتم تطبيقها بهذه الولايات المنتدبة اللجوء إلى استخدام الطاقات المتجددة، خاصة في مجال الإضاءة العمومية التي تخلف فاتورة باهضة تؤثر سلبيا على الميزانية المحلية وكذا السقي، حيث تم إبرام اتفاقية مع المركز الوطني لتطوير الطاقات المتجددة لتكوين إطارين من كل ولاية منتدبة في هذا المجال على مستوى الملحقة التابعة للمركز والكائنة بولاية غرداية والذين ستكون مهمتهم تعميم استخدام هذا النوع من الطاقة. للتذكير، تم إلى غاية الآن اعتماد عشر ولايات منتدبة بمنطقة الجنوب ويتعلق الأمر بكل من ولايات تيميمون وبرج باجي مختار وعين أمناس وعين صالح وتقرت وجانت علاوة على المغير والمنيعة وأولاد جلال وبني عباس، فيما ستشهد 2017 استحداث ولايات منتدبة بمنطقة الهضاب العليا لم يكشف بعد عن قائمتها. وأوضح شرفة عبد الخالق، أنه من المحتمل جدا أن يمر إنشاء الولايات المنتدبة لمنطقة الهضاب العليا، المقرر لسنة 2017، عبر نفس الإجراءات التي تم اعتمادها بالنسبة لنظيراتها بالجنوب، مع تبني المخطط ذاته .