تتواصل موجة التقلبات الجوية عبر العديد من ولايات الوطن، حيث شهدت الساعات الأخيرة هطولا غزيرا ومتواصلا للأمطار بمستويات مرتفعة جدا، في الوقت الذي تم فيه تسجيل وفاة خمسة أشخاص منذ بداية الاضطرابات الجوية، أربعة منهم جرفتهم مياه السيول وضحية أخرى توفيت غرقا، ليتم إجلاء 20 عائلة من منازلها بسبب ارتفاع منسوب المياه خلال ال24 ساعة الأخيرة. وأعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية في نشرية جوية خاصة، أن الأمطار ستتواصل في ولايات وسط وشرق البلاد خلال الساعات المقبلة، ويتعلق الأمر بولايات الشلف وتيبازة وعين الدفلى وتيسمسيلت والمديةوالبليدةوالجزائر العاصمة وبومرداس وتيزي وزو. وأضاف ذات المصدر، أن كميات الأمطار المتوقعة ستبلغ أو تتجاوز محليا 60 ملم خلال مدة صلاحية النشرية التي ستتواصل إلى غاية التاسعة مساء. كما تشير مصالح الأرصاد الجوية إلى أن الولايات الأخرى كولاية بجايةوجيجل وشمال سطيف تبقى معنية بهذه النشرية بكميات قد تصل أو تتجاوز محليا 40 ملم إلى غاية اليوم في حدود الساعة السادسة صباحا. وقد وتسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة طيلة الساعات الماضية في غلق العديد من الطرقات، كما غمرت مياه الأمطار العديد من الأحياء والشوارع عبر مختلف ولايات شمال الوطن، فيما عرفت أيضا الولايات الداخلية والوسطى أيضا غلق على مستوى الطرقات وشل لحركة المرور، على غرار الطريق الرابط بين العاصمة وولاية البليدة، حيث عرف هذا الأخير على مستوى نقطة بابا علي امتلاء كليا بسيول الأمطار ما أدى إلى صعوبة في التنقل وإيقاف شبه كلي لحركة المرور. وفاة 5 أشخاص جرفتهم الوديان وفي ذات الإطار، أكد مسؤول المركز العملياتي لتسيير ومتابعة التقلبات الجوية، حسان قاسيمي، خلال استضافته بأحد البرامج الإذاعية، أن التقلبات الجوية الاستثنائية تسببت في وفاة خمسة أشخاص منهم أربعة جرفتهم الوديان، فيما لقيت الضحية الخامسة حتفها غرقا في نفق وسط الجزائر العاصمة. وسجل المتحدث ذاته، أن التقلبات الجوية التي صاحبها سقوط كميات هامة من الثلوج في المناطق ذات التضاريس الوعرة تطلبت 2241 تدخل من قبل مصالح الحماية المدنية مدعمة بعناصر الجيش الوطني الشعبي، وقد تم في هذا الإطار فتح 115 طريق للتواصل وتقديم يد العون للأشخاص المحاصرين. وذكر ذات المتحدث، أن الولايات الأكثر تضررا من هذه التقلبات هي تيزي وزو، بجاية، البويرة، ميلة، سطيف، المدية، جيجل، الأغواط، المسيلة، باتنة، تيسمسيلت، سعيدة والبيض. ولم يقدم مسؤول المركز العملياتي لتسيير ومتابعة التقلبات الجوية أرقاما خاصة بعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الظروف التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالتقلبات المناخية القاسية كولائك الذين لقوا حتفهم بسبب الاختناقات بأحادي غاز الكربون أ وفي حوادث المرور وقال إنها تصنف في خانات أخرى بعيدا عن هكذا ظروف. إنقاذ 22 عائلة بعد ارتفاع منسوب مياه الأمطار من جهة أخرى، قامت مصالح الحماية المدنية خلال ال24 ساعة الأخيرة، بعدة تدخلات من اجل إنقاذ وإسعاف المواطنين وكذا القيام بعمليات امتصاص المياه الأمطار داخل المنازل عبر 22 ولاية المتمثلة في ولاية الجزائر، المسيلة، تيبازة، الشلف، عين الدفلى، إيليزي، مستغانم، معسكر، المدية، وولاية سيدي بلعباس، مشيرة إلى إنقاذ عشرين عائلة باستعمال الزوارق المطاطية على اثر ارتفاع منسوب المياه المتساقطة وهذا ببلدية القليعة بولاية تيبازة، فيما تم إنقاذ ست عائلات وشخصين حوصروا بمياه الأمطار بالمكان المسمى العابدية بولاية عين الدفلى، وأيضا إنقاذ عدة عائلات حوصرت بمياه الأمطار وأيضا ارتفاع منسوب مياه الأودية بولاية الشلف، ثمانية منها ببلدية الشلف، وعائلتان ببلدية سيدي عكاشة، كما تم أيضا إنقاذ ثمانية تلاميذ على متن سيارة كميونات محصورة على إثر ارتفاع منسوب المياه بوادي الفضة بولاية مستغانم وإنقاذ ثماني عائلات للبدو الرحل على إثر حصارهم بمياه الأمطار بالمكان المسمى دوار دويري، وأيضا تم إنقاذ 500 رأس غنم ببلدية فورناكة، بولاية معسكر وإنقاذ 30 شخصا من البدو الرحل و1200 رأس غنم بالمكان المسمى سيدي زكرة ببلدية المحمدية، بولاية غليزان وإنقاذ عشرين شخصا داخل مقر سكناهم على إثر ارتفاع منسوب المياه لواد بالمكان المسمى دوار بن عكا، بولاية سيدي بلعباس، كما تم إنقاذ ثلاثة أشخاص على متن سيارتهم إثر ارتفاع منسوب مياه الوادي بالطريق الوطني رقم 39 ببلدية عين تريد، بولاية إيليزي واستخراج شاحنة محصورة بالطين على الطريق الوطني رقم 3، كما تدخلت وحدات الحماية المدنية لولاية تيسمسيلت على إثر انهيار سقف غرفة منزل بالمكان المسمى مسخوطة ببلدية ثنية الحد، تسبب هذا الانهيار في وفاة امرأة. وفاة شخص إثر الاختناق بغاز أحادي الكربون في ذات السياق، سجلت مصالح الحماية المدنية خلال ال24 ساعة الأخيرة، وفاة شخص بحالة اختناق بغاز أحادي الكربون المنبعث من جهاز مسخن المياه داخل مقر سكنه المتواجد ببلدية السوڤر بولاية تيارت، فيما تم التكفل ب11 حالة أخرى لأشخاص مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة المختلفة في عدة ولايات من الوطن، سبعة منهم بولاية سطيف، وأربعة بولاية ميلة حيث تم التكفل بالضحايا ونقلهم إلى المؤسسات الاستشفائية. الداخلية تتجند لمواجهة الوضع وأفاد مسؤول بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، أمس، أنه تم تجنيد كافة إمكانيات الدولة لمواجهة الوضع الناجم عن التقلبات الجوية التي تشهدها مناطق شمال الوطن منذ عدة أيام. وفي مداخلة له على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، صرح حسان قاسيمي، مسؤول المركز العملياتي لتسيير ومتابعة التقلبات الجوية على مستوى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، أنه منذ بداية هذه التقلبات يوم 10 جانفي الماضي، تم تجنيد كافة إمكانيات الدولة فيما دعا رئيس الجمهورية الجيش الوطني الشعبي إلى التدخل بالولايات التي مستها هذه الاضطرابات من أجل فك العزلة على بعض المناطق وتقديم المساعدة والدعم لسكانها. من جهة أخرى، أوضح قاسيمي، أن جميع القطاعات المعنية تعمل على قدم وساق من أجل مواجهة الوضع مهما كانت الصعوبات، مضيفا أن السلطات العمومية يتم إطلاعها في الوقت المناسب عن سير العمليات. كما أضاف يقول: نتابع الوضع باستمرار على مستوى الوزارة لمتابعة تطور الوضع ، مشيرا إلى أنه ما بين 10 و12 جانفي الحالي، قام الدرك الوطني ب2241 عملية ميدانية. وحسب قوله، فإن نتائج هذه التقلبات يتم إحصاؤها وتقييمها فيما يتدخل كل قطاع لإصلاح الاختلالات والنقائص المسجلة. وبخصوص الخسائر البشرية التي خلفتها هذه التقلبات منذ 10 جانفي الحالي، تأسف المسؤول لتسجيل وفاة 5 أشخاص بعضهم جرفتهم مياه الأودية، مضيفا أن هذه الحصيلة لا تخص الوفيات المرتبطة بحوادث المرور واستنشاق أحادي غاز الكاربون.