تتأهب ولاية غرداية لتنظيم الطبعة التاسعة والأربعين للعيد الوطني للزربية خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 24 مارس القادم، حسبما علم من مصالح الولاية. وقد تحولت هذه التظاهرة الوطنية الرامية إلى ترقية الصناعة التقليدية على مر السنوات إلى محطة سنوية هامة للمسافرين وغيرهم من زوار منطقة ميزاب خلال تلك الفترة التي تتزامن مع العطلة المدرسية الربيعية. ويطمح هذا الحدث الوطني أن يكون موعدا لتثمين مهارات الحرفيات وناسجات الزرابي التقليدية وترقية المكنونات الثقافية والاقتصادية والسياحية التي تشتهر بها منطقة غرداية التي تزخر برصيد تراثي في غاية الأهمية. ويشكل العيد السنوي للزربية كذلك فرصة للتحسيس حول أهمية المحافظة على التراث الثقافي المرتبط بالحرف التقليدية مما يتعين ضرورة تثمين الموروث الثقافي المنقول من جيل إلى آخر وإبرازه كنموذج للحضارة ومحركا للتنمية الاقتصادية المستدامة، مثلما تم التأكيد عليه. وتتوخى السلطات المحلية من خلال هذا الموعد الثقافي أيضا إبراز ثراء والتنوع الثقافي الذي تتميز به منطقة غرداية وذلك من خلال التعريف بمختلف أشكال التعبير والإبداع الفني المتداول عبر الرسومات والرموز التي تحملها الزربية التقليدية وتعزيز هوية المنطقة وترقية خاصية الجذب في مجال الاستثمارات الاقتصادية، حسب المصدر ذاته. وينتظر الحرفيون والمهتمون بالصناعة التقليدية من هذا الحدث أن يكون فرصة ملائمة للتعريف بإبداعاتهم الحرفية وآخر ما جادت به مواهبهم المهنية التي تحملها منتوجاتهم ذات القيمة الثقافية والفنية مع تقديم للجمهور الواسع نماذج من جواهر الصناعة التقليدية الوطنية. ويكتسي هذا الحدث الوطني أهمية كبرى باعتبار أنه لا تقتصر مساهمته في التنشيط الاجتماعي، الاقتصادي لمنطقة تشتهر بثرواتها السياحية والثقافية والحضارية فحسب، بل أيضا في ترقية قطاع الصناعة التقليدية التي تعد مصدر رزق عديد العائلات بالمنطقة. وبرمج المنظمون ضمن هذه الفعاليات إقامة تظاهرة عرض وبيع لمنتوجات الصناعة التقليدية واستعراض لشاحنات موشحة بالزرابي التي تمثل مشاهد للصناعة التقليدية التي تشتهر بها مختلف مناطق الوطن إلى جانب برمجة حفلات وعروض فولكلورية متنوعة (فروسية وفنون شعبية محلية).