إنطلقت يوم السبت بغرداية تظاهرة " عيد الزربية" في طبعتها الرابعة والأربعين والتي تندرج في إطار جهود تثمين وترقية هذا المنتوج الحرفي الأصيل . وجرت مراسم افتتاح هذه التظاهرة السنوية التي تشتهر بها عاصمة ميزاب (غرداية) بحضور وزيري السياحة والصناعة التقليدية والتجارة على التوالي إسماعيل ميمون ومصطفى بن بادة والسلطات الولائية و مدعوين .وتميزت وقائع انطلاق " عيد الزربية" الذي شهدته جموع غفيرة من المواطنين بتنظيم مهرجان احتفالي صنعت إحدى مشاهده الإستعراض البهيج الذي شاركت فيه نحو ثلاثين شاحنة مرصعة بمنتوجات تقليدية في غاية الروعة والجمال والتي تقاطعت فيها الألوان الزاهية معبرة عن مهارات نسوية أبدعت فيها أنامل المرأة الغرداوية بكل حب وتفان. وتعكس هذه المنتوجات الحرفية وفي مقدمتها " زربية غرداية" والتي تمثل مختلف مناطق ولاية غرداية جانبا من أسرار المحافظة على هذا المنتوج العريق والتي ترمز في مضمونها عن البعد التاريخي و الإجتماعي والثقافي لكل مدينة . كما صنعت جانبا من هذه الأجواء الإحتفالية ب" عيد الزربية" فرق الفولكلور المحلية التي لم تكن أزياء أفرادها بعيدة عن هذا العبق من التراث الحرفي الأصيل حيث تبدو هذه اللوحة على شكل فسيفساء من الرسومات والألوان الزاهية التي اختلطت بها رائحة طلقات البارود احتفاءا وتقاسما للفرحة بإحياء هذه المناسبة الخاصة بهذا المنتوج التراثي العريق . وبالمناسبة حيا وزير السياحة والصناعة التقليدية إسماعيل ميمون " الجهود المبذولة'' من قبل المرأة الماكثة في البيت بالجزائر العميقة "من أجل إبرازواستدامة مهاراتهن في مجال الصناعة التقليدية التي توفر الثروة وتساهم في إنعاش الأنشطة السياحية ". هذه الطبعة من "عيد الزربية" التي تتزامن مع الإحتفالات المخلدة للذكرى التاسعة والأربعين لعيد النصر " تشكل مناسبة لإعادة بعث أنشطة الصناعة التقليدية والسياحية بمنطقة غرداية التي تمثل الوجهة المفضلة للسياح والكثير من الزوار بما يمكن للعديد من العائلات بتسويق منتوجاتها التقليدية " كما أضاف الوزير . ويهدف المشاركون من خلال كل شاحنة مزينة بأنواع مختلفة من المنتوجات التقليدية تعريف الجموع الغفيرة التي تدفقت من أجل الإحتفال ببداية شهر الربيع ما تزخر به مختلف مدن وقرى ولاية غرداية من ثروات وقدرات هائلة في مجال الصناعة التقليدية إنطلاقا من منطقة القرارة بأقصى شمال الولاية ثم بريان و المنيعة بأقصى جنوبغرداية مرورا بمتليلي ومنطقة الحمامات المعدنية زلفانة شرقا حيث تشكل هذه المنتوجات التقليدية لوحة تشكيلية متناسقة الألوان تزخرفها أشكال هندسية في غاية الجمال الفني . وتعبر هذه الأشكال الهندسية التي تحملها هذه المصنوعات الحرفية من زرابي وألبسة وبعض الأدوات التقليدية عن جانب من المهارات الحرفية التي تشتهر بها المرأة الغرداوية بكل منطقة وهي الإبداعات الفنية التي تنقل من إلى جيل إلى آخر بكل ثقة وحبا وشغفا في هذا التراث الحرفي العريق الذي يمثل أحد مكونات الهوية لكل حرفية. ويتوخى المنظمون من خلال تنظيم هذه الطبعة من تظاهرة " عيد الزربية" التي امتزجت فيها الرقصات الفولكلورية بالتراث الحرفي الأصيل إلى إعطاء نفس جديد للمناسبات المحلية وإنعاش الأنشطة السياحية وما يرتبط بالصناعة التقليدية . وقد برمجت ضمن فعاليات هذه التظاهرة التقليدية التي تتواصل إلى غاية 24 مارس الجاري باقة من الأنشطة الثقافية المتنوعة والمعارض المختلفة المبرمجة على مستوى قاعة المعارض بضاحية " بوهراوة بأعالي مدينة غرداية . وتشارك في هذه المعارض العديد من الجمعيات الحرفية المحلية والمؤسسات المصغرة الناشطة في مجال الصناعات التقليدية وهذا إلى جانب مشاركة متربصي مراكز التكوين المهني. وفي هذا الإطار من المنتظر أن يشرف وزير السياحة والصناعة التقليدية إسماعيل ميمون عشية يوم السبت على افتتاح معرض بيع المنتوجات التقليدية. ويشارك نحو مأتي حرفي يمثلون ما يقرب من ثلاثين ولاية في هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية .