كشف الاتحاد الأوروبي الخطوط العريضة لخطته بشأن مفاوضات بريكست ، فيما رفض طلب لندن القيام بمحادثات موازية لاتفاق الانسحاب من أجل تحديد العلاقة المستقبلية بين الجانبين. وجاء في مشروع توجهات المفاوضات ، الذي أعده رئيس المجلس الأوروبي، أنه يمكن أن يباشر محادثات تمهيدية حول العلاقة المستقبلية ، قبل انسحاب بريطانيا بالكامل، لكنه يشترط لذلك تحقيق تقدم كاف في اتفاق الخروج، وأن الأمر لن يتعلق سوى ب محادثات تمهيدية . وبحسب الوثيقة، فقد أعلنت الدول ال27 الأعضاء استعدادها اتخاذ إجراءات مرحلية، لإزالة الغموض عن الفترة ما بين خروج بريطانيا وتوقيع اتفاق جديد على الصعيد التجاري. رئيس المجلس الأوروبي ورئيس وزراء بولندا السابق، دونالد توسك، قال: هذا الطلاق الأول لي وآمل أن يكون الأخير .. الاتحاد سيلتزم بالمبادئ خلال المفاوضات التي آمل ألا تشهد مواجهات. وقال توسك في مؤتمر صحفي في فاليتا عاصمة مالطا: بروكسل لم ولن تنتهج سياسة عقابية.. بريكست عقاب في حد ذاته . ويريد الاتحاد التأكيد على وحدته بينما يواجه انفصال أحد أهم أعضائه في حدث هو الأول من نوعه، منذ تأسيسه قبل 60 عاما. وقال توسك: بدء محادثات موازية حول كافة المواضيع في الوقت ذاته، كما أقترحه البعض في بريطانيا، لن يحصل ... فقط عندما نحقق تقدما كافيا حول الانسحاب، حين يمكن التباحث في إطار علاقتنا المستقبلية . ودعا مشروع التوجيهات إلى مقاربة تدريجية تعطي الأولوية، لانسحاب منظم يحد من البلبلة التي سيثيرها عند إنجازه في مارس عام 2019. ويتصدر مصير نحو 3 ملايين أوروبي يعيشون في بريطانيا ومليون بريطاني في الاتحاد الأوروبي جدول أعمال المسؤولين، كما يخيم هاجس فاتورة الخروج ، التي سيتعين على بريطانيا تسديدها والمقدرة بنحو 60 مليار يورو، بالإضافة إلى الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا. ومن المتوقع أن يعطي الفرنسي ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد، الضوء الأخضر لبدء المحادثات مع بريطانيا في 22 ماي المقبل. من جهتها، أبلغت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الاتحاد رسميا نية بلادها الخروج من عضويته في رسالة تسلمها توسك الاثنين الماضي، وقال دبلوماسيون، إنها كانت بلهجة تصالحية غير متوقعة . من جهته، دعا رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات، التي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمدة 6 أشهر للاتحاد الأوروبي، إلى عدم المساومة حول مصير رعايا الاتحاد في بريطانيا.