دعا مروان البرغوثي، النائب الفلسطيني القابع في سجون اسرائيل منذ عام 2002، البرلمانيين في أرجاء العالم الى التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم الجماعي والمفتوح عن الطعام المستمر منذ سبعة أيام، ودعم مطالبهم العادلة والمشروعة من أجل ضمان احترام القانون الدولي الذي يحفظ حقوقهم. جاء ذلك في رسالة وجهها البرغوثي الى البرلمانيين في أرجاء المعمورة بهدف لفت الانتباه الى استمرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي في انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ الاثنين الماضي ورفضها تلبية مطالبهم. وقال مروان البرغوثي، الذي أكد أنه وضع مجددا في العزل الانفرادي مع زملاء آخرين مضربين عن الطعام، مخاطبا البرلمانيين في أرجاء العالم: إذا كنتم تقرؤون هذه الرسالة الآن، فهذا يعني أن الاحتلال الاسرائيلي قد اختار الاستمرار في سياساته القمعية والعقوبات الجماعية ضد الأسرى الفلسطينيين والتحريض ضدهم بدلا من تلبية مطالبهم الشرعية ، مشددا بأن هذه الممارسات لن تكسر إرادة الأسرى ولن تدفعهم الى الاستسلام. وذكر بأن إضراب الأسرى عن الطعام والذي أطلق عليه اسم (الحرية والكرامة) هو وسيلة شرعية وسلمية لمواجهة انتهاك حقوق الاسرى التى يكفلها القانون الدولي ومنها الحق في الحماية بموجب القانون الدولي، الإنساني وأنه جاء بعد استنزاف جميع جهودنا وكافة محاولاتنا لنيل مطالبنا الشرعية المتعلقة بوقف الاعتقال التعسفي الجماعي للفلسطينيين ووقف التعذيب والإهمال الطبي والحق في زيارة ذوينا والاتصال معهم والحق في التعليم وهي أبسط الحقوق التي يتوجب أن ننعم بها ، كما قال. وثمّن مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، تضامن البرلمانيين عبر العالم مع النواب الفلسطينيين الذين أسرتهم اسرائيل والمقدر عددهم ب70 نائبا، أكثر من نصف أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، ولايزال 13 منهم يقبعون في سجون الاحتلال مما يعتبر إهانة لكل البرلمانيين وللديمقراطية وحقوق الإنسان وإهانة للحرية والعدالة، كما قال، داعيا الى الرد على هذه الانتهاكات. وبعدما نبّه الى أن القانون الاسرائيلي يتيح الاستعمار والعقاب الجماعي والتمييز والفصل العنصري، تساءل مروان البرغوثي، الذي يقود إضراب الأسرى، في رسالته للبرلمانيين في أرجاء العالم: هل من الطبيعي أن لا يتم مساءلة من ساند هذه القوانين؟ ، مشيرا الى أن برلمانيين اسرائيليين قاموا بالتحريض على اعتقالنا ودعموه وشجعوه وها هم اليوم يجلسون بينكم فى المحافل البرلمانية الدولية، بينما يمنعوننا ويحرموننا من ذلك . وأشار في هذا السياق الى إدانة المحاكم العسكرية للفلسطينيين بمعدل يصل الى 99 بالمائة، واصفا تلك الممارسات بأنها أبارتيد قضائي يدين الوجود والصمود الفلسطيني بينما يمنح الحصانة للإسرائيليين الذين يرتكبون الجرائم ضد شعبنا . كما ثمّن في هذا السياق، الحملة الدولية لحرية مروان البرغوثي وكافة الأسرى الفلسطينيين، التي أطلقها أحمد كاثرادا، رمز مناهضة الابرتايد ورفيق الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، مشيرا الى أن قرار عدد من الحائزين على جائزة نوبل للسلام وبرلمانيون وبرلمانات ترشيحه لجائزة نوبل للسلام جاء دعما لنضال شعبنا الفلسطيني من أجل الحرية . وقال مروان البرغوثي في رسالته، ان إطلاق اسم (الحرية والكرامة) على إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام عنوانا لهذه الخطوة جاء لأن الحرية والكرامة قيم إنسانية جوهرية تحقيقها وحده يسمح بإجاز السلام ولان السلام لا يمكن أن يتحقق مع وجود الظلم والاضطهاد كما لا يوجد سلام بين السجين والسجان، فوحدها الحرية هي الطريق الى السلام، كما قال. وناشد البرغوثي برلمانات العالم رفع صوتها عاليا من أجل جميع من تحاول اسرائيل إسكاتهم، كما دعاها لوقفة غز من أجل من تم الزج بهم فى غياهب الزنازين، ليتم نسيانهم والى دعم حرية وكرامة الشعب الفلسطيني، حتى يتم تحقيق السلام. يذكر أن قرابة ال1500 أسير فلسطيني في سجون اسرائيل شرعوا فى إضراب مفتوح عن الطعام الاثنين الفارط، مطالبين باستعادة حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال، ومن بينها حقهم بالزيارة وانتظامها، إنهاء سياسة الإهمال الطبي، إنهاء سياسة العزل، إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، السماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى. وتعتقل اسرائيل نحو 6 آلاف و500 فلسطيني بينهم 57 امرأة و300 طفل في 24 سجنا ومركز توقيف، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية. معركة الأمعاء الخاوية تتواصل واصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام من خلال معركة الحرية والكرامة لليوم السابع على التوالي، وسط تردي حالة العشرات منهم وتصاعد الاعتداءات القمعية من قبل إدارة مصلحة السجون، في الوقت الذي تزايدت فيه الفعاليات التضامنية في يوم للغضب نظم في كل محافظاتفلسطين. وتواصل إدارة سجون الاحتلال إجراءاتها القمعية بحق الأسرى المضربين عن الطعام المتمثلة في عمليات النقل من وإلى سجون أخرى بالإضافة إلى الاقتحامات والتفتيشات المستمرة للأقسام، إضافة لإجراءاتها التي شرعت بها منذ لحظة إعلان الأسرى الإضراب كمصادرة مقتنياتهم وعزلهم. وتستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي سجن نيتسان لعزل الأسرى المضربين عن الطعام وسط ظروف صحية وإنسانية صعبة للغاية. يذكر أن عدد الأسرى المضربين الذين نقلتهم سلطات الاحتلال إلى سجن نيتسان بلغ 70 أسيرا منهم 40 نقلوا من سجن هداريم و30 نقلوا من سجون: نفحة وريمون وعسقلان. وحذرت هيئة شؤون الأسرى و نادي الأسير الفلسطيني من حرب الشائعات التي بدأتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة السجون من خلال الإعلام الإسرائيلي بهدف ضرب الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال ودعت الصحفيين ووسائل الإعلام إلى عدم التعاطي مع أي أخبار أو معلومات يبثها إعلام الاحتلال بشأن إضراب الأسرى بشكل قاطع. ولفتت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة المنبثقة عن المؤسستين إلى أنها تقوم بمتابعة تطورات الإضراب بشكل متواصل على مدار اليوم وتوفير المعلومات والأخبار للصحافيين والإعلاميين من مصادرها الموثوقة. ودعت حركة فتح في الضفة أن يكون يوم الخميس المقبل إضرابا شاملا كخطوة إسنادية لإضراب الأسرى تشمل جميع مناحي الحياة، كما أعلنت أن يوم الجمعة القادم هو يوم غضب فلسطيني. وتواصلت الفعاليات الداعمة للأسرى في عدة بلدان عربية وغربية، فقد نفذت فعاليات في الجزائر ولبنان وإيطاليا وفرنسا وبلدان أخرى رافق ذلك لقاءات نفذتها المؤسسات الحقوقية والجهات الرسمية مع دبلوماسيين وممثلي البلدان. وأصدر المكتب التنسيقي لدول حركة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة وتعتبر أكبر تجمع سياسي دولي من جهته، بيانا أكد فيه تضامن الحركة مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. من جهة أخرى، قدّم نادي الأسير شكوى تمهيدية إلى الجهات المختصة في مصلحة سجون الاحتلال لاستمرارها في منع المحامين من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام، وذلك في إطار جهود المؤسسات الحقوقية المستمرة في متابعة إضراب الأسرى.