وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نداء مستعجلا باتجاه المجموعة الدولية لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين الذين دخلوا بداية من يوم أمس، في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الظروف الإنسانية القاسية التي يعانون منها داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي. وحذّر الرئيس الفلسطيني من مخاطر تدهور أوضاع الأسرى بسبب تعنت حكومة الإحتلال ورفضها الاستجابة لمطالبهم التي جاءت وفق ما نصت عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة. ودخل 1500 أسير فلسطيني في إضراب مفتوح عن الطعام تلبية لنداء وجهه الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، في أولى الخطوات التصعيدية في معركة «الأمعاء الخاوية» ضمن قائمة أولية مرشحة للارتفاع خلال الأيام القادمة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي يعانون منها داخل سجون الاحتلال. وتحرك الأسرى الفلسطينيون هذه المرة بشكل جماعي وموحد لإسماع أصواتهم إلى كل العالم بعد سلسلة إضرابات فردية وجزئية لم تأت بأية نتيجة لثني سلطات الاحتلال عن حرمانهم من حقوقهم الإنسانية، وتمادي سلطات الاحتلال في حملات الاعتقال الجماعي والإداري من دون محاكمة ضمن إجراءات تعسفية لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء الحوامل والمرضى. وبعث مروان البرغوثي، رسالة إلى الشعب الفلسطيني في الذكرى ال15 لاعتقاله نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، شدد فيها على أن النداء موجه من زنزانته الصغيرة والعزل الانفرادي ومن وسط آلاف الأسرى وبأسماء الذين قرروا خوض معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، دفاعا عن حق الأسير في الحرية والكرامة. وأكد البرغوثي، أن المعركة التي تتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني المصادف ليوم 17 أفريل من كل عام تأتي بعد أن تعرض ما يقرب إلى مليون أسير فلسطيني إلى الاعتقال والتعذيب الجسدي والنفسي منذ سنة 1967. وكان آخر إضراب جماعي عن الطعام شنّه ثلاثة آلاف أسير فلسطيني سنة 2013، رفضوا تناول وجباتهم خلال يوم واحد احتجاجا على وفاة أحد الأسرى وكان ذلك بمثابة رسالة قوية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.