أكد مجلس الأمن الأممي اول امس أن النشاطات التي يقوم بها المغرب في المنطقة العازلة الكركرات تتعارض مع مبدأ وقف إطلاق النار لسنة 1991 مشيرا إلى أنه يتعين على الأممالمتحدة الالتزام بالبحث عن السبل الكفيلة بتسوية المسائل المتسببة في هذه الأزمة. و في لائحته المتضمنة تمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينروسو) بسنة (إلى ابريل 2018) اعتبر مجلس الأمن الدولي أن الأزمة المسجلة مؤخرا بمنطقة الكركرات تثير تساؤلات جوهرية مرتبطة بوقف إطلاق النار و الاتفاقات المتذات الصلة و تلزم الأمين العام بالبحث عن السبل الكفيلة بتسويتها . و أوضح أنه من الضروري التأكيد بأن أزمة الكركرات تفرض إيجاد حل يتعدى مجرد تسجيل انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار. و اعتبر عدة أعضاء بمجلس الأمن الدولي خلال مناقشة هذه اللائحة أن الحل يجب أن يحدد الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه الأزمة و كذا المسؤوليات . ويعد تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليزاريو في منطقة الكركرات دفاعا شرعيا ضد محاولة المغرب لتغيير الوضع الراهن في هذه المنطقة من خلال فرضه بالقوة مشروع طريق يقطع الأراضي الصحراوية. و استنادا إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أكد مجلس الأمن أن بعض النشاطات المدنية يمكن اعتبارها معارضة لمبدأ وقف إطلاق النار و من شأنها أن تؤدي إلى استئناف الاقتتال في هذه المنطقة العسكرية الواقعة تحت مراقبة بعثة المينورسو. و تجدر الإشارة إلى أن الطريق التجاري الموجود بين الجدار الرملي و الحدود الموريتانية الذي يريد المغرب فرضه بالقوة لم يكن موجودا عند دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ سنة 1991 و تغير الحركة الحالية الوضع الراهن و تشكل انتهاكا لوضع هذه المنطقة و اتفاق وقف إطلاق النار. و عليه فإن مجلس الأمن دعا الأممالمتحدة إلى التصدي إلى أسباب المشكل و ليس انعكاساته تاركا لها تحديد الوسائل التي تمكنها من تحقيق ذلك . و حيا الأمين العام للأمم المتحدة أمس الجمعة إعادة نشر القوات المسلحة لجبهة البوليزاريو بمنطقة الكركرات موضحا أن بعثة المينورسو ستناقش كل المسائل المتعلقة بهذه المنطقة العازلة مع الأطراف المعنية. و ينتظر من المغرب إظهار استعداده لأن يبحث مع البعثة الأممية انتهاكاته لوقف إطلاق النار بعد أن رفض إرسال لجنة تقنية للميدان لدراسة هذه المسألة الدقيقة. و تهدد الرباط التي فشلت في إقناع مجلس الأمن بإدانة جهة البوليزايريو لتواجدها في منطقة الكركرات بدافع الدفاع الشرعي عن النفس بعرقلة الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات.