كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أن نظام التقييم البيداغوجي جاء لتفادي التنقيط فقط على النتائج الذي تعتمد عليه الأغلبية من الأساتذة الذين لديهم أقل من 10 سنوات تجربة مهنية، وهو ما يشير إلى نقص في المرافقة المستمرة في تكوين الأساتذة، مشيرة إلى وجود ثلثي الأساتذة الذين يعتمدون على التقييم حسب المؤشرات الذي يجب توسيعه في المستقبل. وأوضحت وزيرة التربية، خلال الندوة الوطنية لعرض نتائج نظام التقييم البيداغوجي في الطورين الابتدائي والمتوسط، أن 95 بالمائة من الأساتذة ردوا على الاستبيان حول التقييم البيداغوجي والذين ردوا بشكل مباشر على الأرضية الرقمية التي تم عرضها يوم 17 أفريل، مشيرة إلى أن العديد منهم طالب بتقديم توضيحات حول بعض المفاهيم المرتبطة بالتقييم وكيفية إعداد وضعيات وشبكات التقييم، فيما دعوا لضرورة تكوين الأساتذة في مجال التقييم البيداغوجي، مع توفير سندات لازمة لذلك، مضيفة أن المرحلة الثانية من هذا النظام ستسمح بمعرفة نقاط توافق واختلاف وجهات النظر. وأضافت نورية بن غبريط فيما يتعلق بنتائج استشارة التي تمت على المستوى الجهوي لنظام التقييم البيداغوجي، أن الإقبال والاستعداد على هذا المستوى كان كبيرا للأساتذة والذي يعبر عن حاجتهم لإعطاء رأيهم وتجربتهم وهو يدل على عدم رضاهم على النظام الحالي للتقييم، مضيفة أن الاهتمام الذي أبداه الأساتذة والاستعداد لتبادل الآراء والتجارب الميدانية يدل على نضجهم ووعيهم الكبير بأهمية مثل هذه المسائل، مؤكدة أن جودة المدرسة تقاس بجودة سلك التعليم وان الأساتذة هم قدوة للتلاميذ خاصة في الطور الابتدائي، مشيرة إلى أن الأستاذ ينبغي عليه أن إحسان التفاعل والتواصل مع التلاميذ من خلال الإصغاء والحوار وتبني سلوك يبعث على الارتياح، مؤكدة أن الرهان اليوم يتمثل في التكوين باعتباره الوسيلة التي تمنح لكل أستاذ ومؤطر الموارد البيداغوجية الضرورية لتحسين كفاءاتهم، كما يجب أن يتمتع الأستاذ باعتباره أهم متدخل في الفعل التربوي ببعض الاستقلالية في ممارساته لكن من خلال إعلامه وتكوينه حول آخر المستجدات وما وصل إليه التفكير في مجال البيداغوجية وتعليمية المواد لان دوره تغير بحكم التغيرات التي طرأت على الساحة التربوية. وشددت بن غبريط، على ضرورة أن يكون للأساتذة هامش كبير من الحرية في عملية التعليم والتعلم، وحتى يمكنه استعمال هذه الحرية يجب أن تسود الاحترافية التي عمادها الأخلاقيات، مشيرة إلى حجم الصعوبات التي تواجه الأساتذة خاصة تلك المتعلقة بالعجز في التحكم في تسيير القسم وتوفير مناخ تكون فيه العلاقات هادئة بين أفراد الجامعة التربوية، مضيفة أن تذليل الصعوبات وتسوية الخلافات والنزاعات بشكل سلمي وإعطاء فرصة للتعبير الشفوي والكتابي عن انشغالات هي أهم التحديات التي يجب ر فعها، مضيفة أن إيجاد المناخ الذي يشجع الأستاذ لبذل المزيد من الجهد لمرافقة كل المتعلمين نحو النجاح هو مسؤولية الجميع، وهذا المناخ يحفز التلميذ ويجعله بشعر بالحماية مما يدفعه لاحترام القواعد والنظام الداخلي للمؤسسة، وتوفير هذا المناخ يرتبط أيضا بسلك التأطير حتى يكون تسيير منصف وهادئ ووجيه. وقالت المسؤولة الأولى عن القطاع، أن نجاح المدرسة يعتمد على التقييم البيداغوجي الذي يؤخذ بعين الاعتبار كل أنواع الذكاء باختلافه وتعدده.