تتواصل مكاسب الدبلوماسية الجزائرية بعد دسترة المبادئ العامة للسياسة الخارجية التي بنيت على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها لحل الأزمات واعتماد الحلول السياسية والطرق الدبلوماسية،هذه المقاربة الناجحة جعلت الوساطة الجزائرية مطلبا مشتركا ومستعجلا للكثير من الدول التي تتخبط في أزمات عميقة، وآخرها أزمة قطر والسعودية وهما طرفان متنازعان في أزمة الخليج، التي اندلعت في مستهل الشهر الجاري لا يعني عدم التدخل في الشؤون الداخلية الوقوف موقف المتفرج أو اللامبالاة إزاء ما جرى ويجري في فضائنا الجيو سياسي بدليل أن الجزائر الواعية بمصالحها الوطنية، والحافظة لالتزاماتها الدولية تتحرك في كل الاتجاهات وتعاملت ولا تزال مع الأزمات القائمة في جوارها برؤية استشرافية للمساعدة على إيجاد الحلول النهائية، وهو ما ينعكس إيجابيا على أمن بلادنا والحفاظ على مصالحها الوطنية، مثلما يؤكده عديد الخبراء في الشأن السياسي والإستراتيجي واعترفت دول عديدة بصحة ومصداقية المقاربة الجزائرية وتعاطي دبلوماسيتها مع الأزمات الدولية باعتماد الحلول السياسية كخيار وحيد، وتأكد لها أهمية دور الجزائر في معالجة الكثير من القضايا مثل الأزمات التي تمر بها بعض الدول المجاورة مثل مالي، ليبيا، وكذلك الأمر بالنسبة للأزمات الحاصلة في المشرق العربي على غرار سوريا، اليمن، هذه المقاربة الناجحة التي جعلت عديد الدول تطلب وساطتها وآخرها قطر وفيما يخص الازمة الخليجية، فقد استقبلت الجزائر، أمس الاول، مسؤولاً إماراتياً وآخر قطرياً، لبحث أزمة المنطقة، بعد قطع السعودية والبحرين والإمارات علاقاتها مع الدوحة، بعدما اتخذت موقفا محايدا من طرفي الأزمة الخليجية، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانا عند إعلان السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر، دعت فيه إلى ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف، مشيرة إلى أنها واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية وأوضح بيان لوزارة الخارجية، أن وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، استقبل بالجزائر العاصمة، المستشار بوزارة شؤون الرئاسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فارس المزروعي وأضاف أن الوزير الإماراتي استعرض، خلال المحادثات، آخر التطورات في منطقة الخليج وشدّد الوزير مساهل على الموقف الجزائري المعلن عنه منذ اندلاع الأزمة، وهو ضرورة حل الخلافات بين الدول الشقيقة والجارة من خلال الحوار، وفق البيان وتزامنت زيارة المسؤول الإماراتي للجزائر، مع حضور وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر، سلطان بن سعد سلطان المريخي وعقد وزير الخارجية مباحثات منفصلة مع المسؤول القطري، صرح عقبها الأخير، للصحفيين، أن الزيارة جاءت لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات ما يجري في الخليج بيننا وبين السعودية والإمارات والبحرين وشدد المريخي أن موقف الجزائر مشرّف، كونها أول بلد يصدر بياناً يدعو فيه إلى الحوار، وهو ما نسعى إليه مع العديد من الدول الشريفة في المنطقة وتابعالجزائر باعتبارها بلد كبير ومؤثر في العالم العربي، يمكنها أن تلعب دوراً في العلاقات العربية العربية، في إشارة إلى إمكانية لعبها دور الوسيط في الأزمة الراهنة ويرى العديد من المتتبعين أن الفرقاء في الخليج يعولون كثيرا على حنكة الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، من أجل حلحلة الأزمة خاصة مع خبرته الطويلة في التعامل هذه الظروف التي تتخبط فيها منطقة الشرق الاوساط، وزادتها بلة أزمة الخليج الاخيرة والتي ترغب الاطراف الصراع للركون للحلول السلمية بعيدا عن التشنجات التي ستكون نتائجها وخيمة على هذه البلدان.