ألقت الجزائر بثقلها الدبلوماسي والسياسي في أزمة الخليج، من أجل لعب دور الوساطة في ظل علاقاتها المتوازنة مع قطروالإمارات والسعودية بعدما استقبلت في يوم واحد مسؤولين اثنين لبلدان يمثلان طرفي النزاع. تعكس الدعوة إلى انتهاج الحوار التي ساقها وزير الخارجية عبد القادر مساهل خلال مباحثات مع المستشار بوزارة شؤون الرئاسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فارس المزروعي وقبله مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد سلطان المريخي، الخطوط العريضة للموقف الجزائري منذ اندلاع هذه الأزمة، حيث دعا مساهل إلى ضرورة تسوية الخلافات والنزاعات التي يمكن أن تظهر بين بلدان شقيقة وجارة عن طريق الحوار. وقال بيان صادر عن الخارجية إن ”الوزير الإماراتي قام بمناسبة هذه المحادثات بتقييم آخر التطورات في منطقة الخليج”. ويأتي لقاء مساهل المزروعي في وقت أجرى فيه مساهل مباحثات مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد سلطان المريخي في وقت سابق تناولت الأزمة الخليجية. ووصف المريخي الموقف الجزائري من الأزمة بأنه ”مشرف، كونها أول بلد يصدر بيانا يدعو فيه إلى الحوار، وهو ما نسعى إليه مع العديد من الدول الشريفة في المنطقة”. وأوضح أن ”الجزائر باعتبارها بلدا كبيرا في العالم العربي يمكنها أن تلعب دورا في العلاقات العربية - العربية وهذا بالنظر إلى تأثيرها في المنطقة”. وكانت الجزائر دعت عقب إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن على قطع العلاقات مع قطر إلى انتهاج الحوار كسبيل وحيد لحل الخلاف، وحذرت من أن ذلك له ”انعكاساته على وحدة وتضامن العالم العربي”. ويكاد يمر أسبوعين (منذ 5 جوان الجاري) على القرار الذي اتخذته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات مع قطر على خلفية اتهامها ب”دعم الإرهاب في المنطقة” و”التدخل في الشؤون الداخلية” وما تبعه من إجراءات تصعيدية تمثلت في غلق منافذها البرية والجوية والبحرية أمام المبادلات التجارية وحركة تنقل الأشخاص من وإلى الدوحة.