إن السمعة السياحية الطيبة التي تتحلى بها بوسعادة فتعود بقسط كبير إلى شخص الفنان المستشرق ألفونس إتيان ديني الذي حمل اسم ناصر الدين بعد اعتناقه الإسلام. وبغض النظر عن لوحات ديني ، تزخر مدينة بوسعادة التابعة لولاية المسيلة والقريبة من الجزائر العاصمة (240 كلم) بكثير من المواقع الطبيعية الساحرة، من بينها جبل كردادة الذي يحتضنها، كما يحمل اسم هذا الجبل أحد الفنادق الذي يمثل حافزا للسواح من أجل زيارة المنطقة نظرا لطابعه التاريخي وهندسته العربية الأندلسية. وما يميّز بوسعادة كذلك، طاحونة فيريرو التي تحمل اسم مصممها أنطوان فيريرو، وهو إيطالي هاجر إلى الجزائر عام 1867. شيّدت الطاحونة على طول وادي في قلب واحة وهو ما جعل المكان وجهة مفضلة بفضل ديكوره الفخم ومغاراته المنتعشة التي تبعث الحياة في محيطها القاحل ويوجد نموذج مصغر للمطحنة بمدخل المدينة. يتجلى البعد التاريخي لمدينة بوسعادة في الحي العتيق القصر الذي يضم العديد من المعالم التاريخية من بينها متحف إيتيان ديني والمسجد العتيق النخلة الذي بناه أحد الشخصيات الدينية المعروفة في منطقة سيدي ابراهيم الغول سنة 1120، ويضم الحي العتيق كذلك مدرسة سيدي ثامر لويس شالون سابقا التي بناها المعمرون الفرنسيون في القرن الماضي، إضافة إلى إحدى أشهر الزوايا في الجزائر وهي زاوية الهامل.