تعتبر مدينة القالة من أجمل المدن الساحلية الشرقية، بشريطها الساحلي الممتد على طول 90 كلم، حيث لازالت تحافظ الطبيعة الخلابة على عذريتها، كما أن الشريط الغابي الذي تزخر به زادها رونقا وجمالا، وجعلها من المقاصد الأولى للمصطافين، الذين تهافتوا للحجز في الفنادق أو كراء منازل بالقرب من شواطئها. إلى جانب هذا، فإن الشريط البحري للقالة يعتبر عائليا بامتياز لما يحتويه يعرفه من هدوء وأخلاق مرتاديه ما يتيح للعائلات قضاء عطلة بامتياز. يعد شاطئ كاب روزة أو قمة روزة وجهة عائلية بامتياز، حيث يثبت التوافد الكبير للمصطافين على هذا الشاطئ الذي بلغ أوجه عقب انتهاء شهر رمضان، مما لهذا الركن ذو الجمال الأخاذ من سحر، كما أن تزويده بالمرافق الضرورية من مراحيض ومرشات وتهيئة حظيرة السيارات، ساهم في زيادة الإقبال فلا يمر يوم إلاّ وقد امتلأت الحظيرة عن آخرها بالسيارات، أما عطلة نهاية الأسبوع، فتعرف توافدا رهيبا للمصطافين على الشاطئ بترقيم سيارات وصل إلى الولايات الداخلية والجنوبية، ما اضطر أحيانا رجال الدرك إلى منع مصطافين من دخول الشاطئ للاكتظاظ الذي يعرفه والذي يستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، الأمر كذلك بالشاطئ المسمى القالة القديمة ، فما تدق ساعات الصباح الأولى حتى يتأهب الشاطئ لاستقبال جموع المصطافين ممن اختاروه وجهة لقضاء يوم مع العائلة والأحباب، فيتدفق عليه الشباب والكهول الأطفال والنساء والفتيات من كل صوب، أين تسمع في جولتك بين شمسيات البحر اختلاف اللهجات الجزائرية، وإذا سألتهم ماذا أعجبكم في القالة، ردوا: مليحة ونظيفة والناس طيبون . معالم أثرية تخلد لتاريخ عريق وحضارات متعاقبة. المتجول في مدينة القالة لا يكل ولا يمل، ويتمتع بمناظر وبنايات ترجع إلى العهد العثماني وكل جانب يدل على قصة أو حكاية جهاد ضد المستعمر الفرنسي، ولعل أكثر ما يجذب السواح الكنيسة القديمة بالقالة والتي تعد معلما أثرية يعود بناؤها إلى القرن ال18 وقد تم تصنيفها كإرث تاريخي، إلاّ أن الترميم مسّها مرة واحدة واستغلت كمسرح بلدي بعد تهيئتها من قبل البلدية، قبل أن يطالها الإهمال مرة ثانية في ظل غياب أية جهة للاعتناء بها حيث تحولت إلى فضاء لإقامة المعارض الاقتصادية بين الموسم والأخر، ورغم موقعها الهام المتمركز في كورنيش المدينة وجمال شكلها الخارجي، إلا أنها تبقى مجرد معلم أثري. أما عن الحصن الفرنسي المتواجد في موقع إستراتيجي بأعالي المدينة والمطل على الكورنيش الساحلي لعروس المرجان والذي يبقى مغلقا، يوجد بدوره في حالة مزرية ومتدهورة بسبب تعرضه للإهمال أمام تصدعه وتآكله وانهيار أجزاء من جدرانه وتحوله إلى مرتع لتعاطي الآفات والخمور، هو الآخر يعد كنزا أثريا هاما في انتظار أن تستغله السلطات لجعله واجهة سياحية بامتياز. محميات القالة كنز مصنفة ضمن التراث العالمي. صنف العالم المحميات الطبيعية بالقالة ضمن التراث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه لما تعطيه من توازن بيئي وما تمتلكه من أسراب للطيور المهاجرة والنادرة الرائعة والطيور المهاجرة هروبا من الشتاء، كما أن الفضاءات الطبيعية خلابة وجذابة تستقطب طيلة فصول السنة أعدادا كبيرة من العائلات الذين يتهافتون عليها طلبا للراحة والاسترخاء والترفيه والاكتشاف، وتتميز القالة ببحيراتها الطبيعية مثل الملاح التي تمتد على طول الطريق البلدي باتجاه القالة القديمة أو أوبيرا، والتي تقع على امتداد الطريق الوطني رقم 84، وكذلك بحيرة طونغا ، الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 44، إلى جانب غاباتها الكثيفة الغنية بأشجار الفلين والصنوبر البحري، هذه المواقع الخلابة تزخر بمختلف أنواع النباتات والأصناف الحيوانية التي تستقطب هواة الطبيعة الذين يبحثون عن الراحة والاسترخاء، وتمكن العائلات من التمتع بهدوء الطبيعة بعيدا عن أخطار البحر وضجيج المدينة. مسرح الهواء الطلق وحديقة الحيوانات.. عش السهرات العائلية لعل من أجمل المحطات التي تقابلك خلال زيارتك لمدينة القالة، هو مسرحها على الهواء الطلق والذي سطرت له مديرية الثقافة والسياحة برنامجا خاصا، عقب الإقبال المسجل، وزادته أمواج البحر المتلاطمة جمالا وجعلت صيفه رائعا بموسيقى عائلية لطيفة وتزرع الفرح والسرور في قلوب الحاضرين. كما تعتبر حديقة الحيوانات مقصد العائلات صيفا وكذلك منظمي الرحلات لما فيها من متعة المشاهدة على الحيوانات وكذلك التمتع بالفضاءات الخلابة والطبيعية. وتسعى السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية، محمد لبق، إلى جعل الطارف عاصمة إدارية والقالة عاصمة سياحية وهو ما جعله يسرع من وتيرة التنمية خصوصا المشاريع السياحية على غرار الكورنيش الجديد، كما تم برمجت العديد من المشاريع التي تسعى من خلالها السلطات على تدارك النقص المسجل في الهياكل القاعدية وعلى رأسها الفنادق، كذلك الأمر الذي يعد مشكلا حقيقيا تداركته السلطات بتوفير حافلات ببعض الخطوط، لكن الطبيعة الخلابة للقالة وسحر جمالها لا يزال يجذب العديد من الناس من ربوع الوطن، لتحتضنهم بأحلى صورة تتركها تداعب الخيال طول العمر.