تعتبر ولاية الطارف من الولايات التي تعمل على حجز مكان مهم وحقيقي لها في جميع القطاعات، لاسيما السياحة التي تعتبر احد ركائزها وعمودها الفقري بعد الفلاحة، وفي هدا الإطار نجحت الولاية في رهان كبير رغم النقائص وهو إعادة بعث المشاريع المتوقفة وانجاز العديد منها. وفي ذات السياق تم إنشاء قرى سياحة وتدعيم الحظيرة الفندقية بأسرة جديدة وفتح فنادق جديدة وغيرها من الرهانات،وهو الأمر الذي ساهم في استقبال أكثر من 2 مليون سائح ومصطاف في انتظار الضعف خلال السنوات القادمة التي ستعرف سياحة حقيقة بعد استكمال جميع الفنادق الفخمة والمركبات السياحية التي تحاكي الدول المجاورة والأوربية وهو ما أكده والي الولاية الذي يصر على جعل الطارف قطبا سياحيا بامتياز. ولاية الطارف التي عرفت تدعيم الحظيرة الفندقية بأكثر من 3 آلاف وفتح منتجعاتها العالمية وغابات ترفيهية وتغيير وجهها ومداخلها الأربعة المشوهة وتزيينها بنافورات جميلة جدا وتماثيل لحيوانتها الشهيرة النادرة على غرار الأيل البربري وفتح شاطئين جدديين أمام السياح والمصطافين وغيرها ،التي ساهمت في جلب عدد لا باس به من زوراها من داخل وخارج الوطن الدين مازالوا يبيتون على الشواطئ وفي العراء بسبب نقص الهياكل الفندقية التي ورغم توفرها لم تستوعب جحافل المصطافين المتوافدين على شواطئها. لا بأس أن نعدد جمالها في شريطها الساحلي الذي يسجل تنوعا استثنائيا في انتظار رسم وتجسيد سياحة حقيقية خلال السنوات القادمة التي ستعرف النقلة النوعية خاصة وأنها ستكون بمواصفات عالمية. وفي هدا الإطار فهي على شريط ساحلي يمتد على مسافة ال90 كم، يحدها شرقا الحدود الجزائريةالتونسية وبالضبط مصب واد السواني ) السبعة(، وغربا مصب بحيرة بوخميرة وواد الخليج، اللذان يحدان في نفس الوقت الشريط الساحلي لولايتي عنابة والطارف على كامل المنطقة الساحلية، تمتد الكثبان على مسافة 52,56 كم أي بنسبة 8,62 بالمائة من طول الواجهة البحرية للولاية . أما الارتفاع من 32 شمال غرب بحيرة الملاح إلى 185 متر شرق كال بريزوني، ويتميز الشريط الساحلي للطارف كذلك بنظام بيئي كثباني ذو أهمية بيئية خاصة تتجلى في السفوح والتلال والجبال والسهول الساحلية والشواطئ الطبيعية، بالإضافة إلى كتلة غابية متكاملة وأراضي زراعية ومناطق رطبة متكاملة أيضا. ومن مصب بوخميرة إلى غاية كاب روزا يوجد أكبر شريط كثباني من الدهر الراب والذي يمتد بمحاذاة البحر بطول 25,41 كم أما باقي المنطقة الساحلية يتكون من سواحل صخرية وجرفات وخلجان وشواطئ هذه الأخيرة تمثل 26 شاطئ، منها 12 شاطئ ممنوع السباحة فيه لعدم توفر طريق مهيئ . وعلى امتداد 77 منطقة رطبة نوميدية شرقية، تقع 50 منها على مستوى ساحل ولاية الطارف، ثلاثة منهم مسجلة في اتفاقية رامسار الدولية وهما الأوبيرا، طونغة وبحيرة الطيور، وتشغل هذه البحيرات بالإضافة إلى بحيرة الملاح ومكرادة 32 بالمائة من المساحة الإجمالية للمنطقة وهي ذات أهمية ايكولوجية ، لأنها حسب أهل الاختصاص، تعتبر من المناطق التي تمرعليها طيورالماء المهاجرة، كما أنها تعد من الغرب أهم المناطق الشتوية لما يقارب ال75 بالمائة من طيورالماء المحصاة في الجزائر. ومعلوم أن الطارف، تتوفر أيضا على الحظيرة الوطنية التي تتربع على مساحة تقدر بأكثر من 8 آلاف هكتار ، تتميز بتنوعها الكبير وأنماط بيئية متنوعة بدورها تعتبر ملجأ لمختلف الطيور المهاجرة والقارة، بالإضافة إلى أن الولاية أراضيها الشمالية تتميز بتكوين جيولوجي يسمح لمياه الأمطار بالتجمع في أحواض باطنية، ينجم عنها وفرة في مياه الينابيع التي تمون تلك البحيرات المختلفة وتجعل كثيرا من النباتات تنمو وتتكاثر. أما غاباتها فتبلغ نسبتها ال60 بالمائة من المساحة الكلية للولاية، تتألف من أشجار الزان ، الصنوبر البحري والفلين وغيرها، مساحة أراضيها الفلاحية أكثر من 74 ألف هكتار، ناهيك عن العديد من المميزات التي تجعل كنوز الطارف دائمة الخضرة ووجهة كل باحث عن الجمال والراحة النفسية والجسدية . وعليه فإن ولاية الطارف الساحرة الغنية بمقوماتها ومؤهلاتها السياحية الهائلة فغنها تضرب موعدا حقيقيا مع السياحة الحقيقية ومصطافيها الأوفياء خلال السنتين القادمتين التي ستعرف تجسيد مشاريع ضخمة لاسيما الفنادق دو خمس نجوم في القالة عند طريق تونس،ومركب سياحي في منطقة الرياضات الساحرة ببلدية الزيتونة وهو على شاكلة مركبات الجارة تونس وتحديدا بعين دراهم .
في سياق آخر فان الثقافة السياحة التاريخية تشهد تقصيرا كبيرا، وهو ما وقفنا عنده في أكثر من مناسبة خلال زيارتنا للمعالم والآثار والقصور التي تزخر بها الولاية، إلا أنه لا يمكن إنكار أن السياحة على مستوى ولاية الطارف وبكل أنواعها قد عرفت تغييرا جذريا ونقلة نوعية هامة جدا، ساهمت بشكل كبير في تغيير وجه المدينة والولاية ككل واسترجاع المستثمرين الدين هجروا الولاية وحرموها من مشاريع ذات جودة ومواصفات عالمية، وذلك بعدما تم فتح البحيرات والمنتجعات المحمية عالميا على منتجع طونغة وانجاز نافورات زينت وجه المدينة التي كانت تكسوها الأشواك والحشائش ،بالإضافة إلى فتح غابات ترفيهية ناهيك عن تدعيم الحظيرة الفندقية بأكثر من 3 آلاف سرير وغيرها في انتظار تجسيد المشاريع الأخرى التي بدأت معالمها تظهر.