دعا أساتذة ومختصون جزائريون المجتمع المدني الصحراوي إلى ضرورة بناء رأي عام شعبي واسع عبر العالم، يكون بمثابة جماعات ضغط مناصرة للقضية الصحراوي. وحث الدكتور مكي محمد سعيد، المحاضر بالمدرسة العليا للعلوم السياسية بالجزائر العاصمة، أمس ببومرداس، المجتمع المدني الصحراوي على ضرورة بناء رأي عام شعبي واسع عبر مختلف الدول يكون بمثابة جماعات ضغط مناصرة ومؤثرة في ماهية القرارات التي تتعلق بمصير القضية الصحراوية. ومن بين أهم الآليات التي يجب توظيفها واستغلالها جيدا في هذا الإطار، حسبما أوضحه في محاضرة ضمن فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الطرق العصرية في الاتصال التي تتماشي حاليا مع العولمة والمتمثلة في الواب أو شبكات التواصل الاجتماعي وجمعيات المجتمع المدني في الدول المؤثرة عبر العالم. وبعدما ثمن المجهودات المبذولة من طرف المجتمع المدني الصحراوي في هذا المجال، أوضح الدكتور مكي في محاضرة حول أهمية مجموعات الضغط في الدفاع عن قضية الصحراء كآخر مستعمرة في إفريقيا، بأنه من شأن الاستغلال الذكي والواسع لوسائط الاتصال الحديثة تسهيل بناء جسور من العلاقات مع فعاليات المجتمع المدني ومن خلالها مع الشعوب التي أصبحت في العصر الحديث قادرة على إحداث التغيير ومؤثرة جدا في قرارات الدول الديمقراطية الكبري خصوصا. ومن شأن ما ذهب إليه المحاضر في هذا الصدد كذلك تحقيق أو إيجاد نوع جديد من طرق النضال السلمي والسياسي أو ما أسماه بدبلوماسية شعبية تحمل على عاتقها توجيه الرأي العام الرسمي والشعبي نحو نصرة القضية الصحراوية. ومن هذا المنطلق، أكد الدكتور مكي على ضرورة التفكير بجدية إضافة إلى الأساليب المذكورة في أساليب وصيغ جديدة للتعاطي وكسب مواقف التجمعات والمنظمات الدولية الفاعلة لفائدة القضية الصحراوية خاصة وأن الهيئات المذكورة تشهد مع نظام العولمة تحولا في مناهجها وفي أساليب وطرق عملها. التعامل مع التجمعات الإقليمية ومن جهة أخرى، أكد الدكتور صالح سعود من جامعة الجزائر في مداخلة بعنوان دور التجمعات الإقليمية والوكالات المتخصصة في التعرف عن قرب على حالة الصحراء الغربية ، بأن خدمة القضية الصحراوية يبدأ من خلال التعامل مع التجمعات المذكورة مباشرة ومن دون أي وساطة وفق أساليب جديدة ومحينة أثبتت نجاعتها في حماية مصالح الدول الداخلية. وحث في هذا الإطار على أهمية التكيف مع أساليب التعامل الجديدة التي عرفتها هذه المنظمات والوكالات المتخصصة في السنوات الأخيرة تماشيا مع متطلبات النظام الدولي الجديد ومع التطور الكبير الذي عرفته من حيث مفهومها وعملها وشكل تدخلاتها في الأزمات والقضايا لا سيما فيما تعلق بمجابهة المخاطر الحادقة بالدول عبر العالم. وتتجلى أهداف و أهمية هذه التجمعات والمنظمات، إستنادا إلى المحاضر سعود، على وجه الخصوص من كون أن عدد كبير من دول العالم في العصر الحديث لم تتمكن بمفردها من الحفاظ على استقلالها التام واستقرارها إلا من خلال مساندة وتأمين هذه المنظمات والتجمعات الإقليمية الحيوية. وفي مداخلة حول المعركة القانونية لوقف استنزاف ونهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية ، أكد الدكتور غالي زبير، أستاذ وباحث جامعي من الصحراء الغربية، بأن الشعب الصحراوي يخوض معركة قانونية لوقف الاستنزاف والنهب المكثف والاستغلال والتوظيف السياسي للثروات الصحراوية من طرف الاحتلال المغربي. ودعا في هذا الصدد إلي ضرورة تنفيذ الأحكام القضائية الدولية، الصادرة عن المحكمة الأوروبية ومحكمة العدل الدولية، التي تدين المحتل المغربي في المجال من خلال تفعيل حركية منظومة السلم والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي وتوظيف ودعم مقرراتها التي تصدر لكل مرة لفائدة القضية الصحراوية بمباركة كل الفاعلين في الساحة الإفريقية. الأفلان يدعم القضية الصحراوية ومن جانبه، جدد الصادق بوقطاية، عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، في كلمة قصيرة بالمناسبة، التأكيد على الموقف الثابت والدائم لتشكيلته السياسية باعتبارها، حسبه، من أكبر القوى السياسية في الجزائر للقضية الصحراوية ولتقرير مصير الشعب الصحراوي. كما طمأن بوقطاية في كلمة ألقاها باسم الأمين العام لحزب جبهة التحرير في أشغال هذه الفعالية الصحراوية قائلا بأنه لا خوف على الجزائر القوية بمؤسساتها الرسمية ومنظماتها الشعبية المدنية مما يحاك ضدها من مؤامرات ومن تأثير الاضطرابات الحاصلة بالدول المجاورة لها، مجددا التذكير بموقف الجزائر الرسمي الداعم والمتمسك بحق الشعب الصحراوي العادل في تقرير مصيره.