حضر الملك فيليب والملكة ليتيزيا، قداسا خاصا في كاتدرائية ساغرادا فاميليا، كاتدرائية العائلة المقدسة، بمدينة برشلونة لتأبين ضحايا هجمات برشلونة وكامبريلس الخميس الماضي. وتستمر الشرطة في مطاردة منفذ الهجوم الذي دهس 13 شخصا في حي بلاس رامبلاس السياحي في برشلونة، ومنفذو هجوم آخر أدى إلى مقتل سيدة في مدينة كامبريلس، جنوبي برشلونة بإقليم كاتالونيا. كيف بدت برشلونة بعد أيام من عملية الدهس؟ وقالت الحكومة الإسبانية إن الخلية المسؤولة عن الهجومين قد فككت الآن، لكن الشرطة لا تزال تطارد سائق الشاحنة التي استخدمت في هجوم برشلونة وإمام مسجد بلدة ريبول شمالي برشلونة. ووضع ملك وملكة إسبانيا، السبت، إكليلا من الزهور في مكان هجوم الدهس في برشلونة، ورافقتهما رئيسة بلدية برشلونة، أغا كولو، ورئيس حكومة كاتالونيا، كالروس بيغمونت. وبالرغم من أن إقليم كاتالونيا الذي يحظى بحكم ذاتي يسعى دائما للاستقلال عن إسبانيا، فإن هتافات يعيش الملك كانت مسموعة. والتقى الملك والملكة في وقت سابق ضحايا الهجوم في مستشفى ديل مار ببرشلونة. وسينظم نادي برشلونة (البارسا) أول مباراة له لكرة القدم، ومن المتوقع أن يحظر المباراة 100000 في ملعب نو حيث ستقام دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا. وقال وزير الداخلية الإسباني، خوان إيغناسيو زويدو، إنه يعقتد أن الخلية الجهادية وراء هجوم برشلونة كانت تتكون من 12 فردا، مضيفا أنها فككت بالكامل بالرغم من البحث الجاري عن سائق الشاحنة. لكن وزير الداخلية في الحكومة المحلية، جواكيم فورن آي تشياريلو، كان أكثر حذرا إذ أكد أن العملية الأمنية لا يمكن اعتبارها قد انتهت حتى يعتقل المسؤولون عن الهجمات. ويُعتقد أن المغربي، يونس أبو أيوب، البالغ من العمر 22 عاما، هو سائق الشاحنة التي استخدمت في هجوم الدهس وفر بعد تنفيذ الهجمات ولا يزال البحث جاريا عنه. كما لا يزال البحث جاريا عن إمام مسجد بلدة ريبول حيث كان يعيش عدد من المشتبه بهم. وداهمت الشرطة السبت شقة الإمام، عبد الباقي الساتي، وغادر الإمام المسجد فجأة في جوان الماضي ولم يشاهد بعد ذلك. وقال مسؤول في المسجد إنه أخبره أنه يرغب في العودة إلى المغرب. وكانت الانباء قد ذكرت سابقا ان المتهم الرئيسي في هجوم برشلونة هو موسى أوكبير الذي قتل لاحقا مع أربعة اشخاص اخرين اثناء تنفيذهم عملية دهس في مدينة كامبريلس، غربي برشلونة. ولا يزال 59 شخصا في المستشفيات في أعقاب هجوم برشلونة، 15 منهم في حالة حرجة. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم الأحدث في سلسلة من الهجمات التي استهدفت مدنا أوروبية على مدى 13 شهرا الماضية. ونشرت وكالة أعماق التابعة للتنظيم بيانا للتنظيم، أكد فيه أن عددا من المجاهدين وبشكل متزامن في مفرزتين أمنيتين. وأسفرت الغزوة عن هلاك واصابة ما يزيد عن 120 من رعايا دول التحالف. وتقول الشرطة إن المشتبه بهم كانوا يخططون لمزيد من الهجمات الأكثر تعقيدا. وأضافت أن انفجارات الأربعاء في بلدة ألكنار حرمت المخططين من الحصول على مواد لصنع قنابل، لذلك استخدموا السيارات في هجماتهم. وعاش أبو يعقوب، 22 عاما، في بلدة ريبول شمالي مدينة برشلونة، كما اعتقل ثلاثة أشخاص في ريبول وآخر في ألكنار، الجمعة. وقال رئيس الشرطة الإسبانية، خوسي ترابيرو، للتلفزيون المحلي إن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه (أبو يعقوب) كان سائق السيارة. وقالت صحيفة البايس الإسبانية، إن ثمة أدلة متنامية تشير إلى أن أبو يعقوب كان المشتبه به الرئيسي في الهجوم. ويشتبه في أن أوكبير استخدم وثائق ثبوتية تابعة لشقيقه في استئجار السيارة التي استخدمت في هجوم برشلونة، فضلا عن سيارة أخرى عثر عليها بعد ساعات في مدينة فيك إلى الشمال من برشلونة، كان يعتزم استخدامها للهروب. وفي وقت لاحق في ليلة الجمعة، أردت الشرطة خمسة من المهاجمين قتلى، من بينهم أوكبير في بلدة كامبرلس القريبة بعد أن قادوا سيارة باتجاه المارة وقتلوا امرأة وجرحوا ستة أشخاص آخرين. وانقلبت سيارة المهاجمين، وعندما خرجوا منها أمطرتهم الشرطة بالرصاص. وكان أحد المهاجمين يلوح بسكين كان يحمله. وقال قائد الشرطة، خوسيب ترابيرو، إن رجل شرطة واحدا قتل بمفرده أربعة من المهاجمين. وأوضحت الشرطة أن المشتبه بهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، لكن تبين لاحقا أنها كانت مزيفة. وحددت الشرطة أسماء ثلاثة من المهاجمين الخمسة في كمبريلس، وهم سعيد علا، 18 عاما، ومحمد هاشمي، 24، وأوكبير. وكان شقيق أوكبير، إدريس، من بين الثلاثة الذي اعتقلتهم الشرطة في ريبول. وأفادت تقارير أن إدريس سلم نفسه إلى الشرطة، نافيا ضلوعه في الهجمات، وأشار إلى أن وثائقه الثبوتية قد سرقت.