عملية جمع التوقيعات.. رهان الأحزاب الفتية تؤكد المؤشرات المتوفرة قبل نحو ثلاثة اسابيع عن غلق باب الترشح للانتخابات المحلية المقبلة، معاناة السواد الاعظم من الاحزاب في عملية اعداد القوائم الإنتخابية خصوصا وأن الكثير منها تأخرت في عملية التحضير لهذا الموعد الهام الذي يتطلب خطوات معقدة من قبيل اعداد برنامج انتخابي وجمع التوقيعات وحشد القواعد في 48 ولاية. وتواجه الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات إشكالية عويصة، تتمثل في ضيق الوقت أمام إعداد قوائمها الانتخابية التي يفترض أن تنتهي قبل تاريخ 24 سبتمبر المقبل، ولم تتبقّ لها سوى بضعة أسابيع لاستكمال هذه العملية المعقّدة جدّا، لاسيما بوجود النسب المئوية الإقصائية التي ستجعل عدة أحزاب تجد أنفسها أمام حتمية جمع التوقيعات التي تستغرق وقتا طويلا أو التحالف ليسمح لها بالمشاركة، وهي العملية التي تبدو معقّدة بفعل الظروف التي تُجرى فيها الانتخابات، وتزامنها مع مناسبة عيد الأضحى التي ستقتطع قرابة أسبوع من الوقت. وفي ظل العجز المسجل في حشد القواعد وإعداد القوائم على المستوى المركزي للاحزاب، لجأت عديد التشكيلات إلى منح المكاتب الولائية الصلاحيات الكاملة لمعالجة القوائم على المستوى المحلي، خلافا للتشريعيات الاخيرة، الامر الذي ينبئ بتغليب كفة المحسوبية والعروشية والشكارة في عديد البلديات عبر الوطن. وأمام هذه المعطيات، يحذر مختصون من لجوء احزاب سياسية الى ملئ قوائمها بأشخاص غير اكفاء لتسيير الجماعات المحلية، خصوصا في ظل تواصل عزوف الشباب عن العمل السياسي وعدم قيام الطبقة السياسية بدورها على اكمل وجه في تأطير المناضلين والتحضير الجيد لانتخابات 23 نوفمبر 2017 التي جاءت في وقت تعيش فيه عديد التشكيلات السياسية صراعات داخلية من مخلفات نتائجها السلبية في التشريعيات الماضية. بالمقابل، يتمثّل أكبر تحدٍّ للأحزاب في كيفية إقناع المواطنين بالتوجّه نحو صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، ولو كانت هذه الإشكالية أقلّ طرحا في المحليات مقارنة بالتشريعيات، لأنّ المواطن يرى في أعضاء المجالس البلدية أكثر تمثيلا له من أعضاء المجلس الشعبي الوطني. وأعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، مؤخرا، أن عملية سحب الوثائق اللازمة لتكوين ملف الترشح وكذا الإيداع بدأت يوم 26 أوت على مستوى المصالح المختصة بالولاية على أن تستمر العملية إلى غاية 24 سبتمبر المقبل.