شرع الحجاج الميامين، منذ صباح أمس 8 من ذي الحجة، التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفات اليوم الخميس. وفي هذا الصدد، أوضح الإطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الدكتور محمد ايدير مشنان، في تصريح للقناة الإذاعية الأولى، أن هذا اليوم يسمى بالتروية لأن الحجاج في العهود السابقة كانوا يحضرون الرواء وهو الماء الشروب الذي يستعينون به طيلة تلك الأيام. وأضاف الدكتور محمد ايدير مشنان أن هذه التسمية بقيت قائمة إلى الآن، مشيرا إلى أن الذهاب إلى منى اليوم والمبيت فيها ليلة هي من سنن الحج التي فعلها النبي صل الله عليه وسلم، قائلا إن كثيرا من الحجاج يفعلون هذه السنة ويذهبون إلى منى ويصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وفجر غد، وكل الصلاة الرباعية تصلى تقصير ركعتين، والكثير من الحجاج ولا سيما الملتزمين بالبعثات فإن الاتفاقية الموجودة تقتضي بأخذ الحجاج مباشرة إلى عرفات. و36 ألف حاج جزائري منذ الساعة السابعة صباح أمس في التوجه مباشرة إلى عرفات وهذا حسب برنامج البعثة الجزائرية حتى لا يتعطل الحجاج في منى ويتعذر عليهم الوصول في الوقت المحدد لكي يشهدوا وقفة عرفات، حيث أن لجنة الفتوى مع البعثة اتفقا على أن يتنقل الحجاج الجزائريون إلى عرفات، ولكن لمن أراد المبيت في منى وذلك تنفيذا لسنة النبي ص فبإمكانه ذلك فكل الظروف متوفرة له وعليه النهوض باكرا للتوجه إلى عرفات، وقد وفرت البعثة وفرت أكثر من 450 حافلة للحجاج الجزائريين والعملية تسير في أجواء عادية، وكل الظروف وفرت من أجل أداء المناسك في أحسن الأحوال. وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16،8 كم2 ويقع بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية ولا يُسكَن إلا مدة الحج ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر . ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية به رمى نبي الله إبراهيم، عليه السلام، الجمار وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلقي وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون. ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى وبه مسجد الخيف الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء من قبله فعن يزيد بن الأسود قال: شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف . ومازال قائماً حتى الآن ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407ه .