أجمع العديد من الكتاب والشعراء المشاركين في فعاليات الملتقى الدولي للشعر الذي تحتضنه ولاية البليدة منذ يوم الأحد المنصرم، على المكانة الكبيرة التي يتمتع بها النقاد والكتاب الجزائريين على مستوى الساحة الثقافية العربية. فالناقد الجزائري أضحى مرجعا أساسيا لطلاب الأدب العربي في عديد الجامعات العربية، يقول الشاعر العراقي حميد سعيد، خلال مشاركته في هذا اليوم الدراسي المنظم على هامش هذا الحدث الثقافي والذي تطرق لموضوع التجربة الشعرية الجزائرية ومدى تأثيرها في الوسط الشعري العربي. ويرى هذا الشاعر الذي أبدى حبه الكبير للجزائر التي زارها لأول مرة سنة 1969 أن الساحة الثقافية العربية عرفت ظهور أسماء العديد من النقاد الجزائريين الذين ضاع صيتهم في مجال الشعر والأدب حيث أثبتوا موهبة وإبداع كبير في مجال الكتابة. ومن بين أبرز هؤلاء الكتاب والشعراء الكاتب عبد الله حمادي الذي بزغ نجمه في سماء الثقافة العربية حيث أضحت كتاباته وإصداراته مرجعا للعديد من طلاب الجامعات، يضيف ذات المتحدث، الذي أكد أن الساحة الثقافية في الجزائر عرفت تطورا كبيرا ووعي ثقافي نتج عنه إنتاج شعري وروائي ونقدي كبير. وأضاف الشاعر حميد أن هدفه من زيارة الجزائر هذه المرة علاوة على المشاركة في هذا الملتقى الدولي هو اقتناء روايات جديدة لكتاب جزائريين مشيرا إلى أنه من أشد المعجبين بإصدارات الكاتبة أحلام مستغانمي حيث يجد متعة كبيرة في قراءة روايتها التي تتمتع بحس إبداعي كبير. من جهته، تطرق البروفيسور عبد الله حمادي في مداخلته حول تطور الشعر في الجزائر إلى أن الجزائر هي الأمة العربية الوحيدة من المغرب العربي التي قدمت للمنظومة الشعرية العربية خلال القرن ال19 شاعرا يجيد اللغة العربية وهو بكر بن حماد التاهرتي. وأضاف ذات المتحدث أن فترة الاحتلال الفرنسي أثرت على تطور الشعر نظرا للجهود الكبيرة التي قام بها المستعمر لطمس الهوية العربية الإسلامية للشعب الجزائري وقطعه صلة الجزائر بالوطن العربي من خلال منع الكتب والمثقفين العرب من دخول الجزائر. كما شهدت هذه الفترة ظهور القصيدة الثورية التي ساهمت كثيرا في تحفيز الجزائريين على طلب الاستقلال وأحسن ممثل لها هو الشاعر مفدي زكريا الذي طغى اسمه على العديد من الشعراء الذين كتبوا في هذا الباب حيث حمل أشهر دواوينه الشعرية اسم اللهيب المقدس ، يضيف ذات الكاتب. وتزخر الساحة الشعرية الحديثة بالجزائر بباقة من الشعراء الذي يكتبون بطريقة تؤكد تعلقهم بالوطن العربي بطريقة تجد قبولا كبيرا لدى النقاد العرب على غرار عبد الله جدي ورابح خدوسي وسليمان جوادي، يقول البروفيسور حمادي. يذكر أن هذا الملتقى الدولي الذي اختتمت فعالياته أمس بمشاركة أكثر من مائة شاعر جزائري وعربي ممثلين للعديد من الدول العربية على غرار مصر والعراق وسوريا وفلسطين وموريتانيا واليمن وتونس والمغرب حيث سمح هذا الحدث الثقافي لمحبي الشعر من الإستمتاع بالأمسيات الشعرية التي تنظم كل يوم ابتداء من الساعة الثالثة زوالا بقاعة ألكسندا والي وسط مدينة البليدة.