102 واد بالعاصمة يهدّد المواطنين والمنشآت شلغوم: مخطط العمران العشوائي سبب حدوث الفيضانات ولايات تتحرك وتوفر مراكز لإيواء المتضررين المحتملين تعتبر الفيضانات من أهم المخاطر التي تهدّد ولايات الوطن خاصة بذات الفترة التي غالبا ما تشهده أمطارا فجائية، ما ينجم عنها غرق شوارع وأحياء بأكملها وتسجيل خسائر بالأرواح والمنشآت والمنتجات الفلاحية والحيوانية، وهو ما يعتبر ب الكابوس والخطر القائم منذ سنوات طويلة، دون إيجاد حلول جذرية لعديد الولايات المهددة بالغرق كل فصل شتاء. ورغم تظافر كل الجهود للجهات الولائية والوزارية والمحلية إثر حدوث أي كارثة طبيعية على رأسها الفيضانات، غير أنه يبدو جليا أنه من الصعب التحكم بها جراء غياب سياسة وقائية من المخاطر التي تهدد ولايات الوطن، حسبما أكده عديد المختصين الذين طالبوا وألحوا على تنصيب جهة واحدة تقف على واقع الكوارث الطبيعية وتسطير مخطط لحماية المدن من مخاطرها، دون تداخل الصلاحيات بين مختلف الجهات المذكورة، والتي غالبا ما تتنصل من المسؤولية أو تلقي بها على غيرها خاصة بالنسبة للسلطات المحلية التي في الكثير من الأحيان تتماطل في مباشرة برنامج تنقية وتهيئة قنوات الصرف والمجاري بأكوام الأتربة والنفايات يكون البداية لغرق الشوارع والأحياء. بمجرد دخول فصلي الخريف والشتاء يتخوف كثير المواطنين عبر الوطن خاصة القاطنين بالمناطق المهددة بالغرق على غرار غرداية، بشار، البيّض وباتنة وغيرها من الخطر الذي يتربص بهم كل سنة، في حين يعيش سكان العاصمة الوضع نفسه حيث يتكرر سيناريو الفيضانات الذي غالبا ما تسبب في مآسي وخسائر رهيبة مادية وبشرية على غرار ما حدث بفيضانات باب الوادي سنة 2001 التي حصدت نحو 733 ضحية منهم 683 لقوا مصرعهم في أزقة الحي الشعبي، والتي دمرت في طريقها ما قيمته 2.5 مليار دينار. شلغوم: المشكل ليس في البالوعات بل في مخطط العمران أكد عبد الكريم شلغوم، رئيس نادي المخاطر الكبرى، ل السياسي أنه لا يوجد أي سياسة وقائية من المخاطر التي تهدد ولايات الوطن، بل هو مجرد تسيير أو مخطط عشوائي تتداخل على تسييره عديد الجهات على غرار الحماية المدنية، البلديات، المصالح الولائية، الوزارية، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك مؤسسة ثابتة مكلفة بوضع الاستراتيجية الوقائية، مرجعا سبب حدوث الفيضانات إلى مخطط العمران وليس إلى البالوعات والقنوات في حد ذاتها. الفيضانات تتربص ب650 بلدية عبر الوطن وأكد شلغوم خلال حديثه أن قرابة ال650 بلدية عبر الوطن معنية بفيضانات مهولة في حال وجود اضطراب جوي، مضيفا أن عديد المخاطر تهدّد الولايات خاصة منها الواقعة بالغرب الجزائري على غرار وهران، قسنطينة، عنابة وأهم المخاطر هي الزلازل والفيضانات، كما تحدّث عن خطر انجراف التربة والمخاطر الصناعية هي الأخرى التي باتت تهدّد كثير المناطق الصناعية على غرار سكيكدة وأرزيو. أزيد من 100 واد بالعاصمة يهدّد المواطنين والمنشآت وفيما يتعلق بالأودية، أشار عبد الكريم شلغوم أن العاصمة تحوي على 102 وادي يشكل خطرا على المواطنين من أهمها وادي الشراقة، وادي بني مسوس، وادي زواوة ووادي الحلوف، خاصة وأنها قد شيّدت على بعضها مشاريع سكنية على غرار ما حدث بالشراقة أين تم تشييد بنايات من 12 طابقا على أرضية الوادي، وهي مهددة بالانهيار في حال حدوث زلزال جراء التربة الهشة والرطبة بالمنطقة. مياه الأمطار تفوق قدرة استيعاب البالوعات ببراقي تعتبر بلدية براقي كعينة من بلديات العاصمة التي لا زالت تواجه سيناريو الفيضانات الذي يتكرر كل فصل شتاء، حيث وبمجرد هطول قطرات من الأمطار إلا وغرقت الشوارع والأحياء بل يمتد الأمر إلى السكنات هي الأخرى، وهذا بسبب قنوات الصرف الصحي والبالوعات المشيدة منذ أكثر من 40 سنة، الأمر الذي يتسبب في كل مرة بحالة طوارئ بعديد الأحياء أين تتسرب كميات هائلة من المياه إلى داخل السكنات الفردية جراء عدم استيعاب القنوات لكميات المياه المتدفقة عبرها وهو ما يستعجل تدخل عديد الجهات على رأسها سيال والمصالح البلدية التي تبذل جهدها بغية امتصاص المياه والتخفيف من ارتفاع منسوبها. ليزيد الوضع سوءا عدم تنقيتها بشكل دوري من طرف المصالح المحلية، ما يجعل أغلب المجاري والبالوعات تتكدس بطبقات من الاتربة ومختلف انواع النفايات وهو ما يحول دون مرور المياه عبرها. هل ستنجح قاعدة بيانات بسعيدة في إحصاء كل مخاطر التقلبات الجوية؟ أعلن والي سعيدة، سيف الإسلام لوح، أنه سيشرع في إنشاء قاعدة بيانات تحصي جميع النقاط السوداء والمخاطر التي تسببها التقلبات الجوية لفصلي الخريف والشتاء والقضاء عليها. وفي هذا الإطار، أوضح الوالي خلال اجتماعه بالمجلس التنفيذي بمقر الولاية أنه تمّ تخصيص اعتمادات مالية لجميع بلديات الولاية للقضاء على جميع هذه النقاط التي قد تتسبب في كوارث طبيعية خلال فصلي الخريف والشتاء المعروفين بتقلباتهما الجوية. وشدّد على ضرورة القيام بإحصاء جميع وسائل المديريات والمؤسسات التابعة للولاية، من أجل إعداد مخطط التدخلات واستغلالها بطريقة عقلانية في حالة وقوع أي طارئ. كما أعطى نفس المسؤول تعليمات حول صيانة شبكات الصرف الصحي والأودية بشكل متواصل وفتح وتهيئة البالوعات تحسبا لهذين الفصلين الذين يتميزان بتساقط الأمطار والثلوج، وحثّ جميع المصالح التابعة للولاية إلى الاستعداد الجيد وتسخير جميع الوسائل المادية والبشرية تحسبا لأي طارئ. مراكز لإيواء المتضررين من الإنقلابات الجوية وكإجراء وقائي، دعا والي سعيدة إلى توفير مراكز للإيواء عبر مختلف بلديات الولاية على غرار المؤسسات التربوية ومراكز التكوين المهني ودور الشباب وتدعيمها بالأغطية والأفرشة حتى تكون جاهزة في أي لحظة لإجلاء المواطنين وحمايتهم من أي خطر تساقط الثلوج التي تؤدي إلى قطع الطرقات. ومن جهته، أكد الأمين العام للولاية، البار مبارك، خلال هذا الاجتماع على أن التنظيم الجيد لجميع المصالح يعتبر عاملا أساسيا للوقاية من هذه المخاطر. ودعا إلى تظافر جميع الجهود من أجل القضاء على النقاط السوداء التي كانت تتسبب في الفيضانات عبر العديد من أحياء المدينة. وتم خلال هذا الاجتماع التطرق إلى موضوع النظافة وحماية المحيط والبيئة وغرس ثقافة بيئية لدى المواطنين وتحسيسهم بالمساهمة في عمليات تطوعية لتنظيف أحياء وشوارع المدينة والحفاظ على وجهها الجمالي. حملة لتنقية 23 وادي بعين تموشنت باشرت مصالح قطاع الموارد المائية بولاية عين تموشنت، حملة لتنقية مجرى 23 وادي تحسبا لحلول فصل الشتاء وتفاديا لفيضانها، حسبما علم لدى مسؤولي القطاع. وتكتسي هذه الحملة الطابع التطوعي لمصالح قطاع الموارد المائية بالتنسيق مع المؤسسات التابعة لوصايته التي سخرت كافة إمكانياتها لأجل إنجاح العملية، وفق ما ذكره مدير القطاع، مراد الهامل. ومن المرتقب أن تشمل العملية نحو 27 كيلومتر طولي لمجموع 23 وادي منتشرة عبر كافة إقليم الولاية، وذلك من خلال التكفل بتنقية مساراتها وتنظيفها من كافة الرواسب خصوصا تلك المتعلقة بالنفايات الهامدة والتراكمات الترابية، وذلك لضمان انسيابيتها بشكل عادي خلال فصل الشتاء وتفادي فيضانها، كما ذكره نفس المسؤول. وأعطيت الأولوية بالنسبة للأودية العابرة للنسيج الحضري عبر بعض البلديات تجنبا لتسجيل أي نوع من الحالات الاستثنائية الناتجة عن التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء إضافة إلى تلك التي تعبر أهم محاور الطرقات، وذلك لضمان سيولتها بصفة عادية وتفادي انقطاع الطرقات، حسبما أكده الهامل. وتعرف العملية نسبة تقدم في الأشغال الميدانية تجاوزت 50بالمائة، حيث من المرتقب أن يتم الإنتهاء منها قبل نهاية الشهر الجاري، مثلما أضافه نفس المصدر. من جهتها، باشرت مصالح الديوان الوطني للتطهير عملية لتنظيف البالوعات عبر مجموع أحياء مدينة عين تموشنت وعدد من البلديات الأخرى ضمن التحضيرات الجارية لإسْتقبال فصل الشتاء وتفاديا لتشكل البرك المائية عبر النسيج الحضري خلال تساقط الأمطار، كما أشير اليه. جهاز جديد لمراقبة قنوات الصرف الصحي بتقنية عالية تدعم الديوان الوطني للتطهير فرع العين الصفراء، بجهاز ذو تقنية عالية ألماني الصنع يسهل عملية ومراقبة القنوات الصرف الصحي ومشاكل انسداداتها. للعلم، هذه الوحدة المتطورة للكشف عن القنوات غير المرئية والمتعدد المهام ولكل الأقطار بالفيديو، تضم أيضا برنامجا للكشف ودراسة الحلول ومعرفة حالة القناة وقطرها واتجاه التدفق، مكسبا جديدا للولاية والمنطقة ككل. إجراء وقائي هام لمكافحة الفيضانات يجري تجسيد إجراء وقائي هام لمكافحة الفيضانات على مستوى ولاية الطارف التي تعدّ من بين المناطق الأكثر رطوبة بالجزائر والمعروفة بمعدلاتها العالية لتساقط الأمطار التي تصل سنويا إلى ال1200 ملم وبتساقط الثلوج أيضا، وذلك على مستوى مختلف بلدياتها لا سيما المناطق المحورية، ولهذا الغرض تم تسخير جميع الوسائل البشرية والمادية من طرف مختلف الهيئات والمصالح (الديوان الوطني للتطهير ومديرية الأشغال العمومية والموارد المائية والدوائر والمصالح البلدية والبيئة) من أجل القيام بعملية التنقية والتطهير والوقاية من الفيضانات على أكمل وجه. وفي إطار عمليات تنظيف الأودية وشبكات التطهير وشبكات الطرق بالولاية بادر رئيس الجهاز التنفيذي المحلي، محمد بلكاتب، منذ فصل الصيف إلى إدراج سلسلة من عمليات التنظيف عبر البلديات ال24 للولاية من أجل تخليص الطارف من عديد عشرات الأطنان من النفايات التي تزيد من تفاقم الوضع في حال حدوث فيضانات. واستنادا للمدير المحلي للديوان الوطني للتطهير سامي قاسم، فقد تم إطلاق مخطط عمل منذ مطلع شهر سبتمبر من عام 2017 عبر ما لا يقل عن 69 حيا بهذه الولاية الحدودية مثل بوتلة عبد الله ببلدية عين العسل، وحي 418 مسكن بالطارف وحي الأفلان وجلاص بالقالة، وحي فدوي بشبيطة وجنان الشوق بالذرعان ودايرة مصطفى بابن مهيدي وبن عمار بالشط. ويندرج هذا الإجراء المخصص للتنظيف والتطهير والذي سيتواصل إلى غاية منتصف شهر أكتوبر من عام 2017 في إطار التحضيرات التي تم ضبطها من أجل الوقاية من النقاط السوداء، وكذا من مختلف المشاكل التي قد تحدث خلال فترة التهاطل الكبير للأمطار. الشروع في تنظيف 718 بالوعة بالطارف أشار قاسمي، المدير المحلي للديوان الوطني للتطهير بالطارف، إلى أنه سيتم أيضا تنظيف 718 بالوعة في إطار هذه العملية المتعلقة بتطهير ما مجموعه 11 ألف و450 متر طولي من شبكة التطهير. وأكد بأن برنامج التنظيف والصيانة الوقائية سيستهدف أيضا 28 محطة رفع متواجدة بولاية الطارف، مردفا بأنه تم توفير وسائل مادية هامة لفائدة ال65 عونا المكلفين بعملية التنقية. وعلاوة على ذلك، تقرر تنظيم حملة تطوعية موجهة لتنقية أودية الطارف تشارك فيها عديد المؤسسات العمومية والخاصة، حسبما أوضحه من جهته مدير الموارد المائية. وأضاف مصطفى مشاطي، بأن هذه العملية الأولى من نوعها تسمح بمواجهة أي خطر محتمل خلال موسم الأمطار من خلال القيام بتنقية مجموعة من النقاط السوداء التي تم إحصاؤها في وقت سابق، حسبما أردفه ذات المصدر، مستشهدا بأودية بافة بالطارف والشعبة الحمراء بوادي العسل ووادي شبونية بقرقور. وفيما يتعلق بأطنان النفايات والقاذورات المجمعة، فسيتم تحويلها نحو المفارغ العمومية للطارف حيث غمرت مياه الأمطار خلال فصل الشتاء المنصرم عديد الأحياء المتواجدة بها لا سيما ببلديات بريحان والطارف وبوثلجة، حسبما أفاد به ذات المتحدث. صيانة شبكة التطهير على رأس اهتمامات مديرية الأشغال العمومية كما تمّ الشروع في عمليات أخرى من طرف مديرية الأشغال العمومية بالطارف، تحسبا لفصل الخريف لعام 2017، حسب عبد الحميد كموش، الذي أشار إلى أنه تم اتّخاذ عديد الترتيبات من أجل الوقاية في حال تسجيل معدلات مرتفعة لتساقط الأمطار والثلوج. ومن ضمن هذه الترتيبات تطرق ذات المصدر لتلك المتعلقة بتحديد مستوى المناطق المهددة بالفيضانات والثلوج والمتواجدة عبر مختلف محاور الطرق من أجل ضمان تدخل فعال وسريع علاوة على تنقية الخنادق المشيدة بالخرسانة والمنشآت الفنية، إضافة إلى تحسين مهمة دور الصيانة من أجل تكفل أفضل بالحالات الطارئة. ويجري بالموازاة مع ذلك، القيام بأشغال صيانة لشبكات التطهير عبر مختلف محاور الطرق من أجل ضمان استمرار حركية شبكة الطرقات مثل الطرق الوطنية رقم 44 و84 و82 و16 و44 ج، إضافة إلى عديد الطرق الولائية مثل 111 و118 و163 و105، والطريق الاجتنابي لشبيطة مختار بدائرة الذرعان وهو ما يعادل ما يقارب 210 كلم. ويعد تصريف مياه الأمطار الذي يشكل أولوية تجعل هذه المنطقة في مأمن عن المشاكل التي تتهددها في كل شتاء إجراء يتطلب فرض سلسلة من العمليات الوقائية، حسبما أوضحه من جانبه إسماعيل زكرام، علاوة على وضع خلية يقظة على مستوى كل بلدية مكلفة بالتنسيق في إطار إحصاء النقاط السوداء وجمع مواد البناء على وجه الخصوص.