من المتوقع ان يفوز حزب الشعب المحافظ النمساوي، الذي يقوده سيباستيان كورز، البالغ من العمر 31 عاماً، بالانتخابات العامة في البلاد. وهذا الفوز إن حصل سيجعل من كورز أصغر زعيم سياسي في العالم. ومن المرجح أن يفوز حزب الشعب بنسبة 31.5 في المائة، يليه الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنسبة 27.1 في المائة، وحزب الحرية اليميني المتطرف بنسبة 25.9 في المئة. وفي حال عدم تحقيق حزب كورز للأغلبية، يمكنه أن يسعى إلى تحالف مع حزب الحرية، الذي سبق أن أبدى مواقف متشددة ضد الهجرة. قبل الانتخابات، كان كورز أصغر وزير خارجية في أوروبا، بعد تعيينه في عام 2013 وكان يبلغ من العمر حينها 27 عاماً فقط. وفي ماي من العام الحالي، أصبح زعيماً لحزب الشعب، وقد بدأ مسيرته السياسية في الجناح الشبابي للحزب، إذ ترأس جناح الشباب قبل أن ينتقل للعمل في مجلس مدينة فيينا. ولُقب كورز ب وندروزوزي الذي يعني شخصاً يمكنه السير على الماء، وقد تمت مقارنته بزعماء شباب كالزعيم الفرنسي إيمانويل ماكرون والكندي جاستين ترودو. وكما هو الحال مع ماكرون، خلق كورز تغييراً، إذ أُعيدت تسمية حزب الشعب، الموجود أصلاً في السلطة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، باسم حزب الشعب الجديد. كانت الهجرة هي القضية المهيمنة في الفترة التي سبقت السباق الانتخابي، وانتقل كورز بحزبه إلى اليمين في أعقاب أزمة اللاجئين في أوروبا عام 2015. وقد راق كورز للناخبين المحافظين واليمينين بسبب تعهداته بإغلاق طرق الهجرة إلى أوروبا، ووضع قيود على المعونات المالية المقدمة للاجئين، ومنع المهاجرين من الحصول على أي معونات حتى يمضي على إقامتهم في النمسا خمس سنوات. وقد لاقت هذه القضايا رواجاً لدى الناخبين النمساويين بعد تدفق هائل من المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تشير استطلاعات الرأي إلى أن كورز سيفوز بحصة الأسد من الأصوات ولكن ليس بالأغلبية، وفي هذه الحالة، سوف يحتاج إلى تشكيل ائتلاف، من المرجح أن يكون مع حزب الحرية. وكان التحالف الأخير بين الديمقراطيين الاشتراكيين والمحافظين أنهار الربيع الماضي، وقد يكون هناك تردد في تجديد هذا التحالف، لكن تحالفاً مع حزب الحرية اليميني المتطرف، من شأنه أن يكون مثار جدل بين نظرائه في الاتحاد الأوروبي.