تم أمس بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي بالعاصمة تنصيب مجالس الادارة لكل من الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء والصندوق الوطني للتقاعد والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، تحت اشراف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، مراد زمالي، بحضور الامين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد. وفي كلمة له خلال حفل التنصيب، أكد الوزير على الدور الهام والاساسي لمجلس الادارة باعتباره أحد الاطراف الفاعلة في حوكمة المؤسسات والهيئات والشركات وترشيد نفقاتها وتحسين فعاليتها في الاداء، داعيا أعضاء هذه المجالس الى العمل جنبا الى جنب مع الادارة التنفيذية لتطوير وتنفيذ رؤية هيئات الضمان الاجتماعي وأهدافها واستراتيجيتها والأهداف العامة لأدائها. وفي ذات السياق، ركز الوزير على أهمية التعاون بين الادارة التنفيذية للصندوق ومجلس الادارة من خلال تحديد المسؤوليات والواجبات وفق ما ينص عليه القانون واحترام الأدوار والصلاحيات وتكاملها من أجل تحقيق الفعالية اللازمة. وبنفس المناسبة، ذكر الوزير أن المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي تشهد اختلالا في توازناتها المالية مترتب عن عجز هام ومتزايد لفرع التقاعد ما أدى الى تضاؤل في خزينة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الاجراء بعد تدخل هذا الاخير رفقة الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة في اطار التضامن ما بين الصناديق خلال سنوات 2015-2016-2017 من أجل ضمان استمرارية دفع معاشات التقاعد. وفي هذا السياق، قال الوزير أن الحكومة أكدت مرة أخرى التزامها بالطابع الاجتماعي للدولة وحرصها على حماية الحقوق والمكاسب الاجتماعية للمواطنات والمواطنين، حيث قامت وبتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتخصيص اعانة مالية من الدولة لسنة 2018 تبلغ قيمتها 500 مليار دينار جزائري موجهة لاسترجاع التوازنات المالية لمنظومة الضمان الاجتماعي. واعتبر زمالي ان هذا القرار التاريخي يعتبر رسالة أمل وطمأنينة، داعيا في الوقت ذاته الى واجب العمل على ايجاد حلول على المدى القصير والمتوسط والبعيد بخصوص تمويل المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي والحفاظ على ديمومتها. ومن هذا المنظور أكد الوزير أن هذا المسعى لابد أن ينصب على اصلاح المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي واعادة النظر في أشكال التسيير وتنظيم الموارد البشرية سيما من خلال التركيز على تحصيل الاشتراكات بطريقة تمازج وتوازن ما بين تطبيق القانون وتفعيل آليات المنازعات وضرورة مرافقة وتحسيس وتوعية المشتركين والمنتسبين لمختلف الصناديق. من جهته، أكد سيدي السعيد على دور مجالس الادرة على مستوى صناديق الضمان الاجتماعي، خاصة بالنسبة للصندوق الوطني للتقاعد، مركزا على مهام هذه المجالس في مرافقة مسيري هذه الصناديق لضمان ديمومتها واستقرارها. بدورهم، ثمن أعضاء مجالس الادارة لصناديق الضمان الاجتماعي, في بيان مشترك، قرار تخصيص اعانة مالية من الدولة موجهة لاسترجاع التوازنات المالية لمنظومة الضمان الاجتماعي، معتبرين أن هذا القرار يؤكد حرص رئيس الجمهورية على الطابع الاجتماعي للدولة ويترجم عزم السلطات العمومية على تكريس مبدأ التضامن بين الأجيال وحماية الفئات الأكثر هشاشة ومنها فئة المتقاعدين.