احتشد الآلاف من معارضي انفصال كتالونيا عن إسبانيا في شوارع برشلونة، وهي أكبر مدينة داخل الإقليم ودعمت كافة الأحزاب السياسية الوطنية الرئيسية في إسبانيا هذه المسيرة التي انطلقت تحت شعار كلنا كتالانيون . وحمل الكثير من المتظاهرين لافتات تطالب بسجن زعيم الإقليم المقال، كارلس بوغديمون. وتأتي هذه المسيرة، وسط حالة انقسام كبير في الشارع الكتالوني، حيث تظاهر عشرات الآلاف في برشلونة قبل يومين تأييدا للاستقلال. وقررت الحكومة المركزية في مدريد إلغاء الحكم الذاتي في إقليم كتالونيا، والسيطرة على صلاحيات حكومته، وقالت إنها سترحب بمشاركة زعيم الإقليم المقال، في انتخابات محلية مرتقبة. وأعلنت مدريد عن إجراء الانتخابات في كتالونيا لاختيار نواب البرلمان المحلي في ديسمبر. وجاء ذلك بعدما صدق برلمانه على الانفصال عن الحكومة المركزية. ويدعو بوغديمون إلى تشكيل معارضة ديمقراطية لحكم مدريد المباشر. وأدان تعليق الحكم الذاتي للإقليم، وتعهد بمواصلة العمل لبناء دولة حرة. وشهدت إسبانيا أزمة دستورية عاصفة منذ إجراء كتالونيا استفتاءً للانفصال، نظمته حكومة بوغديمون المؤيدة للانفصال، في وقت مبكر من هذا الشهر، وذلك في تحدٍ لقرار المحكمة الدستورية التي قضت بعدم قانونية الاستفتاء. وتقول الحكومة الكتالونية إن 90 في المئة من المشاركين في الاستفتاء، الذين بلغت نسبتهم 34 في المئة من الناخبين المسجلين، أيدوا الانفصال عن الدولة الأم. ومن المتوقع أن تلقي هذه الأزمة السياسية بظلالها على ملاعب كرة القدم، حيث يلتقي اليوم في كتالونيا، فريق ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني، مع فريق جيرونا الكتالاني المدعوم من رئيس الإقليم المقال بوجديمون. وشهد يوم الجمعة إعلان البرلمان الإقليمي استقلال كتالونيا، واعتبرت مدريد الخطوة غير قانونية. كما أعلن رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، حل برلمان كتالونيا، وإقالة بوجديمون، وأمر بإجراء انتخابات محلية جديدة. شهد السبت إلغاء الحكومة المركزية في مدريد للحكم الذاتي في إقليم كتالونيا، والسيطرة على صلاحيات حكومته. وفي بيان رسمي (بالإسبانية)، نقلت إدارة حكم الإقليم إلى سورايا ساينث دي سانتاماريا، نائبة رئيس الوزراء الإسباني. كما تولى وزير الداخلية الإسباني مسؤولية الشرطة المحلية في الإقليم بعدما أقالت مدريد كبار مسؤوليها، الجمعة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسبانية، إنيغو مينديس دي فيغو، إن بوغديمون لديه الحق في مواصلة العمل في السياسة على الرغم من إقالته. وأضاف في تصريحات ل رويترز : متأكد تماما من أنه إذا شارك بوغديمون في هذه الانتخابات، فبإمكانه ممارسة هذه المعارضة الديمقراطية . ومضى قائلا: الكتالونيون سيكون في إمكانهم قول ما يشعرون به بشأن ما يرونه خلال الفترة الأخيرة من هذا العام، من إخفاق في تطبيق القانون، وإساءة استخدامه وإخراجهم من دائرة القانون . وجاءت تصريحات دي فيغو بعد كلمة لبوغديمون، في خطاب مسجل مسبقا موجه للكتالونيين، قال فيه إن تصرفات الحكومة الإسبانية المركزية عدوان متعمد بالمخالفة للإرادة التي عبّر عنها المواطنون في بلدنا، الذين يعرفون تمام المعرفة أنه في الدول الديمقراطية يستطيع البرلمان وحده اختيار الروساء وإقالتهم. وأضاف: نواصل اتباعنا للنهج الوحيد الذي يمكننا من الفوز. دون عنف، ودون إهانات، بطريقة تضمن مشاركة الجميع، تحترم الشعب والرموز والآراء، وكذلك تحترم احتجاجات الكتالونيين الذين لا يوافقون على ما اتخذته الأغلبية البرلمانية من قرارات . وأظهر استطلاع للرأي، أجرته صحيفة آل بايس الإسبانية، السبت، أن كثيرا من الكتالونيين (تتراوح 52 في المئة) أيدوا حل البرلمان الإقليمي وإجراء انتخابات جديدة، مقابل معارضة 43 المئة. وعارض 55 في المئة من الكتالونيين المستطلعة آراؤهم إعلان الاستقلال، بينما أيده 41 في المئة. قبيل حكم مدريد المباشر على الحكومة في كتالونيا، كان الإقليم يتمتع بأحد أكبر مستويات الحكم الذاتي في إسبانيا. ويتمتع الإقليم ببرلمان خاص، وقوات شرطة خاصة وكذلك هيئة بث إذاعي وتليفزيوني، إلى جانب حكومة ورئيس، لكن كل تلك الصلاحيات الآن جرى إلغاؤها الآن. وكانت الشؤون الخارجية والقوات المسلحة والسياسة المالية مسؤولية الحكومة الإسبانية في مدريد وحدها. واحتفل الآلاف بإعلان الاستقلال، الجمعة، في شوارع برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا. كما خرجت مظاهرات تؤيد وحدة إسبانيا، وخرج المحتجون إلى شوارع برشلونة يلوحون بالأعلام الإسبانية، ويدينون استقلال كتالونيا. وشهد السبت خروج عدة آلاف من المحتجين في مظاهرة في مدريد، وهم يلوحون بالأعلام الإسبانية، ويدعون إلى الوحدة الوطنية، واتهم بعضهم قادة كتالونيا بالخيانة. بعد إجراء الاسفتاء في 1 أكتوبر، وقع بوجديمون إعلانا بالاستقلال، لكنه أرجأ تنفيذه سعيا للدخول في مفاوضات مع الحكومة الإسبانية. وتجاهل بوغديمون تحذيرات الحكومة في مدريد التي طالبت بإلغاء الاستفتاء، ما دفع رئيس الوزراء الإسباني إلى التهديد بإقالة زعماء كتالونيا وفرض الحكم المباشر عليها. لكن المحكمة الدستورية في مدريد قضت بأن الاستفتاء غير قانوني. وإقليم كتالونيا من أغنى المناطق في إسبانيا، ويتمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي.