تعيش عشرات العائلات بحي الصوامد بولاية المدية في أوضاع أقل ما توصف بها أنها مزرية، بدءا من الأكواخ القصديرية التي يسكنونها والتي تفتقد إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، إضافة إلى خطر تهديد الوادي المحاذي لسكناتهم والذي يعد بجرفهم في أي لحظة. العائلات تطالب بسكنات لائقة يواجه سكان حي الصوامد بمنطقة العرائس بولاية المدية حياة البؤس والحرمان التي تطوق حياتهم وتحولها إلى جحيم محقق، في ظل انعدام أبسط مقومات العيش الكريم التي تضمن لهم الراحة، إذ يفتقر هذا الحي إلى الكهرباء والماء والغاز ليدفع بالأغلبية منهم للتزود بالكهرباء بطريقة عشوائية وتحمل عناء الحصول عليها من عند عائلات أخرى، وكذلك الحال بالنسبة للمياه والتي تنعدم بهذا الحي القصديري الذي تقطنه عشرات العائلات، حيث أنهم محرومون من هذا المورد الحيوي الهام ليفرض عليهم التنقل وقطع مسافات لأجل الحصول على الماء ما حول حياتهم إلى شبه مستحيلة. وتمتد معاناة قاطني هذا الحي القصديري إلى انعدام الغاز والذي فرض عليهم عناء ومشقة التنقل للحصول على قارورات غاز البوتان في رحلة شاقة يوميا بسبب سوء الأحوال الجوية من جهة، وبسبب رداءة الطرقات والمسالك المؤدية إلى وسط المدينة والتي تبعد عنهم ببضع كيلومترات، ما جعل يومياتهم معاناة حقيقية. وقد فرض عليهم الأمر أيضا إلى اللجوء للاحتطاب لأجل إشعال النار واستعمالها في الدفء والطهي، وهو ما أشار إليه السكان، ليروا معاناتهم في حسرة على حالهم وعلى فلذات أكبادهم التي تقاسمهم المعاناة، إذ يلجأ أرباب الأسر للاحتطاب وإيقاد النيران للتدفئة وتجنيب أبنائهم البرد الشديد الذي يميز المنطقة. ومن قساوة الظروف التي بالسكنات القصديرية وما تواجهه العائلات في كنفها، إلى تهديد خارجي من نوع آخر، ألا وهو وادي تيبحرين المحاذي للحي القصديري والذي يهدد حياة العائلات بجرفهم والقضاء عليهم غرقا، حسب تصريحات السكان، الذين أبدوا تخوفهم من الأمر وخاصة في هذه الفترة المزامنة لفصل الشتاء أين تتهاطل الأمطار بغزارة مساهمة في رفع منسوب مياه الوادي التي تعد بجرف السكان، حيث ومع هطول الأمطار تزداد مخاوف السكان من الكارثة التي تهدد يومياتهم، وهو ما أشار إليه السكان، والذين عبروا عن تخوفهم الدائم من أمر الوادي وما قد ينتج عنه من كوارث قد تودي بهم. وقد عبر سكان حي الصوامد عن استيائهم البالغ لما يدور حولهم من حياة بؤس وحرمان منذ أكثر من عشرين سنة بغياب أدنى مقومات الحياة الكريمة من كهرباء وغاز وماء ومرافق الحياة اليومية، اذ عبر الأطفال عن رغبتهم في الحصول الكهرباء ومشاهدة التلفاز كالأطفال الآخرين، فيما عبر الكبار عن استيائهم من تصرفات السلطات المعنية والتي تزورهم خلال كل سنة وتكتفي بتقديمها الوعود كل مرة دون تجسيدها على أرض الواقع، حيث أن مطالب السكان بالحصول على سكن لائق لم ترى النور رغم الوعود ورغم أحقيتهم بذلك نظير الظروف المزرية التي يتخبطون بها منذ سنوات عديدة، ليجدد سكان حي الصوامد الذي يبعد عن مقر الولاية بخمس كيلومترات فقط، ندائهم للسلطات لانتشالهم من الوضع الذي يعيشون به منذ سنوات عديدة ومطالبتهم بسكن لائق يؤويهم وأسرهم ويضمن لهم حياة كريمة تتوفر فيها المياه والغاز والكهرباء ومرافق الحياة اليومية وتبعدهم عن الحرمان والبؤس الذي رافقهم طيلة السنوات التي مضت ذاقوا فيها الأمرين.