أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن القدس ليست للبيع، بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدة المالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة في تصريح للصحافة، أمس الأربعاء، ان القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة. وكان الرئيس الأمريكي ترامب هدد بوقف المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، بزعم أن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن السلام، بعد ساعات من تهديد مماثل بقطع الدعم عن أونروا . وسبق تهديد ترامب بساعات تهديد السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة نكي هيلي بأن بلادها ستوقف مساهماتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع الاسرائيلين. والولاياتالمتحدة هي أكبر مانح ل(الأونروا)، وتقول الوكالة ان واشنطن تعهدت بحوالي 370 مليون دولار بداية من عام 2016. وكانت القيادة الفلسطينية أكدت أن واشنطن لم تعد وسيطا نزيها أو مقبولا للسلام بعد اعتبار ترامب في السادس من ديسمبر الماضي القدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل السفارة إليها. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات المالية السنوية التي تقدمها الولاياتالمتحدة للسلطة الفلسطينية. وقال ترامب في تغريدة له على تويتر هذا الاربعاء إن واشنطن تعطي الفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا تنال أي تقدير أو احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل . وزعم أن الفلسطينيين لا يريدون السلام قائلا طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أيا من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟ . وكان الرئيس الأمريكي أعلن في شهر ديسمبر المنصرم اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب الفلسطيني، حيث أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القدس تواجه مؤامرة كبرى لتغيير هويتها وطابعها والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية. كما جدد عباس التأكيد على أن الولاياتالمتحدة فقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. عباس يدين القرار الإسرائيلي من جهته، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرار الذي صّوت عليه جميع أعضاء الوزراء الإسرائيليين في اللجنة المركزية لحزب الليكود لصالح ضم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لتوسيع المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية. وأكد الرئيس عباس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن قرار الحزب الحاكم في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو بإنهاء عام 2017 بوضع إستراتيجية سياسية لعام 2018 تقضي بإنهاء الوجود الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، وفرض مشروع إسرائيل الكبرى على فلسطين التاريخية بما في ذلك تصويت الكنيست اليوم على تعديل المادة 2 من القانون الأساسي حول القدس هو بمثابة عدوان غاشم على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. وأشار إلى أن إسرائيل ما كانت لتتخذ مثل هذا القرار الخطير لولا الدعم المطلق من الإدارة الأمريكية التي رفضت إدانة المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية وجرائم الاحتلال المنهجية التي يرتكبها ضد شعب فلسطين، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذا العدوان الذي يقوده أعضاء الائتلاف الحكومي المتطرف على الحقوق الفلسطينية وعلى قرارات الشرعية الدولية. وقال يجب أن يكون هذا التصويت بمثابة تذكير للمجتمع الدولي بأن الحكومة الإسرائيلية وبدعم كامل من الإدارة الأمريكية تواجه السلام العادل والدائم وتسعى بشكل منظم لتوطيد نظام الفصل العنصري في كل فلسطين التاريخية . وأكد عباس أن الجهود الإسرائيلية المتعمدة لقتل فرص السلام سيواجهها الشعب الفلسطيني بصمود أكبر وتصميم وثبات وسيتمسكون بحقوقهم الوطنية التي لن يتنازلوا عنها مهما كان حجم العدوان أو شراسته. وقال الرئيس الفلسطيني: لم يقبل أي شعب في العالم على نفسه أن يعيش كالعبيد وإن الشعب العربي الفلسطيني لن يكون أول من يفعل ذلك، ولذلك فنحن بصدد اتخاذ قرارات هامة خلال عام 2018، بما في ذلك الذهاب إلى المحاكم الدولية والانضمام إلى المنظمات الدولية واتخاذ جميع الوسائل القانونية من أجل حماية حقوق شعبنا ومساءلة إسرائيل ،السلطة القائمة بالاحتلال،على انتهاكاتها الجسيمة والمنهجية للقانون الدولي، وإعادة النظر في الاتفاقات الموقّعة .