بلغت الورشة واسعة النطاق لإعادة تأهيل وسط مدينة تبسة خلال سنة 2017 سرعتها القصوى، حسبما صرح به المدير المحلي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء، مجيد إملول. وقد مكنت عمليات المتابعة والتوجيهات وتعزيز الورشات خلال نهاية سنة 2017 من الدفع بهذا المشروع الرامي للحفاظ على تراث تيفاست العتيقة وإعادة تأهيله وكذا المحافظة على ذاكرة هذه الولاية الحدودية المتاخمة لدولة تونس الشقيقة ومن ثمة جذب الزوار من جميع الجهات. وتشكل إعادة رؤية ساحة كارنو بولاية تبسة ومباني الشارع الذي تتواجد به إلى سابق عهدها بالنسبة للسكان كما السلطات أملا لإعادة إحياء المنطقة وتحسين صورتها. وشهدت سنة 2017 تسريع أشغال هذه الورشة الضخمة التي رصدت لها السلطات المحلية غلافا ماليا ب280 مليون د.ج من أجل تهيئة وإعادة تأهيل المدينة العتيقة علاوة على محيطها الخارجي، حسبما صرح به المدير المحلي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء، مجيد إملول. وبلغ معدل تقدم الأشغال التي تم إطلاقها في 31 جويلية 2016 لحد الساعة 75 بالمائة، حسبما أردفه ذات المسؤول، مشيرا إلى أن هذا المشروع واسع النطاق سيستلم خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية. ومن جهته، صرح رئيس مكتب عصرنة التعمير على مستوى مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، عمر حسناوي، بأن المؤسسة الجهوية للأشغال العمومية التزمت بإنجاز أشغال التهيئة والتطهير والإنارة بميزانية قدرها 220 مليون د.ج في حين تم تكليف المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية بتهيئة المساحات الخضراء والسقي والصيانة بمبلغ إجمالي قدره 60 مليون د.ج. واستنادا لذات المصدر، فإن هذا المشروع يستهدف جعل تبسة وجهة سياحية على اعتبار أنها، حسب ما أردفه حسناوي، تتوفر على جميع المؤهلات لتحقيق ذلك لاسيما النصب التذكارية النادرة والمواقع الأثرية والمعمارية الثرية جدا والتي يتعين إعادة تثمينها. كما شدد رئيس الجهاز التنفيذي المحلي، عطا الله مولاتي، خلال خرجاته التفقدية على نوعية أشغال إعادة التأهيل وعلى ضرورة احترام آجال التنفيذ بالنظر لأهمية هذا المشروع الذي يستهدف تحسين صورة تبسة حتى تصبح وجهة مفضلة للزوار من داخل وخارج الوطن. ومن جهتهم، يولي السكان القدامى لساحة النصر (ساحة كارنو سابقا) المتواجدة بالمدينة العتيقة لتبسة والتي تعد قلبها النابض اهتماما كبيرا لهذه المبادرة التي لاقت استحسانا كبيرا في صفوفهم. ويطمح هؤلاء، حسبما أكدوه، أن يستفيد هذا المكان من عمليات تهيئة ملائمة تسمح بخلق فضاء سياحي من شأنه استحداث مورد اقتصادي آخر للمساهمة في التنمية المحلية والوطنية. وسيشكل ترميم وإعادة تأهيل التراث الثقافي للولاية جوهر مجموع الهياكل الثقافية والاقتصادية الجديدة علاوة على المساهمة في إعادة تثمين النشاطات الاقتصادية المحلية بمدينة تيفاست العتيقة.