لا يزال إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير راسخا مع مرور الزمن لدى سكان منطقة ميزاب (غرداية) وذلك من خلال ممارسة طقوس روحية وإحياء عادات طبخ عريقة. وتعتمد عادات إحياء يناير بميزاب (ليلة 6 إلى 7 جانفي) على مرجعية ذات بعد زراعي لمختلف دورات النباتات التي ترمز إلى بداية موسم الشتاء والسنة الفلاحية الجديدة بهذه المنطقة ذات المناخ الجاف. وبالنسبة لسكان واحة ميزاب فإن رأس السنة الأمازيغية الجديدة، التي تصادف نهاية جني محاصيل التمور، تشكل لديهم مرحلة حاسمة لتفقد الوضعية البيئية للنخيل وإعلان انطلاق عملية تنظيف النخيل المثمر، حسبما أوضح ناصر الدين دادي، صاحب واحة نخيل ببلدية العطف والمهتم بالأشغال الفلاحية الموسمية. ومن جهته، ذكر أحمد نوح، أحد أعيان قصر بني يزجن، أن هذا اليوم المعلن عن سنة فلاحية خصبة يشكل كذلك للعنصر النسوي مناسبة لبحث وضعية المرأة في المنطقة لاسيما بالنسبة للمتزوجات حديثا. وأضاف أن رأس السنة الأمازيغية الجديدة يعد كذلك فرصة لبحث مدى تجذر تاريخ المجتمع الجزائري ضمن مختلف أوجه تنوعه الثقافي. ويرى من جهته رئيس المجلس الشعبي لبلدية غرداية، عمر فخار، أن المظاهر الاحتفالية بيوم يناير بدأت تأخذ أكثر فأكثر حجما بمجتمعنا بشكل عام وعلى وجه الخصوص بغرداية، وهي في اتجاه الاحتفال به على أوسع نطاق مع تكريسه عيدا وطنيا من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقال ذات المنتخب: لاحظت منذ سنوات تعلقا جليا لسكان هذه المنطقة لإحياء هذا الحدث ، مضيفا أن ترسيم رأس السنة الأمازيغية الجديدة يشكل مناسبة لدراسة تاريخنا الألفي. ويتقاسم هذا الشعور أيضا عديد المواطنين القاطنين بولاية غرداية الذين يعتبرون هذا الحدث ميراثا ثقافيا ولهوية الجزائر ضمن مختلف تنوعاتها، وهو ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية.