- العياضي يشارك مرضى السرطان فرحتهم - بن غبريط تشارك التلاميذ في احتفالاتهم أصبح عديد الجزائريين، في السنوات الأخيرة، يحيون ويحتفلون ب يناير ، رأس السنة الأمازيغية، الذي أصبح يلم شملهم حول احتفالات وطنية ذات رمزية قوية ومتعددة، لاسيما وانه بات يحظى باعتراف رسمي. وفي ذات المناسبة، اكد والي ولاية البليدة، مصطفى العياضي، ان الاحتفال بالموروث الامازيغي العريق لا يجب ان يقتصر على شهر جانفي فحسب، بل يجب ان يتعداه الى كافة اشهر السنة. وأوضح العياضي، على هامش الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، أن الجزائر تزخر بتراث أمازيغي عريق جذوره ضاربة في عمق التاريخ ولهذا يتوجب علينا أن نحيي موروث الأجداد طيلة اشهر السنة من خلال تنظيم معارض للعادات والتقاليد وإلقاء محاضرات ودروس لا سيما على تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات . وبعد أن تحدث بإسهاب عن التاريخ الجزائري الامازيغي، لاسيما في منطقة القبائل، وعن أعلام هذه المنطقة، دعا الوالي لدى زيارته لأحد أقسام تعليم اللغة الأمازيغية بمركز التسلية العلمية بوسط المدينة إلى الإقبال بكثرة على هذا التاريخ العريق والتفتح على هذه اللغة التي تربطهم بتاريخهم. وذكر رئيس المجلس التنفيذي في هذا الصدد أن الاستعمار الفرنسي حاول طمس التاريخ الامازيغي لتفرقة الجزائريين ومحو الهوية الوطنية، ولهذا يجب أن نسترجع هذا التاريخ ونلقنه للأجيال الصاعدة من شباب وأطفال حتى لا ينسوا هويتهم وتاريخهم ، مشيدا في هذا الصدد بالقرار التاريخي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بترسيم رأس السنة الأمازيغية كاحتفال وطني ورسمي. العياضي يشارك مرضى السرطان فرحتهم أعطى الوالي تعليمات لرئيس بلدية البليدة، لدى زيارته لمعرض الصناعة التقليدية، بتنظيم معارض أسبوعية مماثلة حتى يتسنى للمواطن البليدي التعرف على تقاليده طيلة أيام السنة من جهة، وللسماح للحرفيين بتسويق منتوجاتهم من جهة أخرى. وشملت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية بالبليدة تنظيم معرض بمركز التسلية العلمية بمشاركة حرفيين من مختلف مناطق الوطن للحلي القبائلية الفضية واللباس القبائلي واللباس التقليدي العنابي والبليدي وغيرها من الأزياء الجزائرية والأكلات التقليدية، إلى جانب تنظيم حفل غنائي لجمعية الودادية . وشملت الاحتفالات أيضا نزلاء دار الإحسان لمرضى السرطان حيث نظمت السلطات المحلية على شرفهم احتفالا بالمناسبة ومأدبة عشاء قدّمت خلالها الأطباق التقليدية التي عادة ما يخصصها الجزائريون لهذه المناسبة على غرار الكسكسي والرشتة والحلويات التقليدية من بغرير ورفيس وخفاف لكي ينسوا معاناتهم مع المرض وبعدهم عن عائلاتهم، كما ذكر الوالي. بن غبريط تشارك التلاميذ في احتفالات يناير وفي إطار نشاطات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يناير 2968، قامت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، بحضور العرض المسرحي ملحمة يناير خلال البرنامج الإذاعي تياترو الأطفال وذلك بقاعة نادي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية. وكانت للوزيرة فرصة مشاركة التلاميذ فرحتهم وبهجتهم بالمناسبة. تميز العرض بتقديم لوحات ومشاهد فنية تبرز الموروث الثقافي والتاريخي لمختلف جهات الوطن، بطبوع غنائية وموسيقية متنوعة، نشطه تلاميذ من مختلف مدارس ولاية الجزائر وحضره عينة من تلاميذ ولايات العاصمة، بومرداس والبويرة. كما احتضنت ثانوية الفتح من جهتها احتفالات قطاع التربية بهذه المناسبة الوطنية حيث قدّم تلاميذ مختلف الاطوار لوحات فنية من مسرحيات وأغان وشعر بالعربية والأمازيغية مزينين بالألبسة والألوان التقليدية لمختلف مناطق الوطن في حفل بهيج صفق له الحضور كثيرا. واختتم هذا الحفل بتنظيم التراز حيث وضع طفل صغير في ڤصعة لتفرغ عليه مختلف أنواع الحلوى والمكسرات في جو ميزته أجواء حميمية من البهجة والسرور. وإذا كان من البديهي على مر السنين أن الطقوس قد شهدت تطورا بل وأيضا تراجعا، فإنه يلاحظ مقاومة يناير عبر العالم، فلازالت هناك الفواكه الجافة والحلوى (التراز) بكل الانواع وحلويات مثيرة للشهية تستهلك بعد وجبة تقليدية تم تحضيرها خصيصا لهذه المناسبة مع وجبات الكسكس والشخشوخة مع تفضيل اللحوم البيضاء. ولا تزال الموائد الجزائرية مليئة بها حيث يجتمع حولها كل أفراد العائلة بشكل الزامي. ويختلف الطقس الاحتفالي بحسب الأذواق والانتماء الجغرافي للعائلات التي تحرص كل الحرص على إدامة نقل العادة بكل ارتياح. وذلك حتى وإن كانت بعض العادات قد زالت، للأسف، امام متطلبات أكثر حداثة كما يتأسف له الذين يشعرون بالحنين الى التقليد على غرار علي، المتقاعد يقيم ببولوغين بالجزائر العاصمة. وأضاف متأسفا أتذكر جيدا كيف كنت أتقمص دور العجوزة لإخافة الأطفال الصغار، ثم أقدّم لهم الحلويات بعد ذلك حيث يأخذ كل واحد منهم كيسا. للأسف، ممارسة هذه العادات وغيرها مما يدخل البهجة في قلوب الأطفال والشباب تكاد تنعدم في أيامنا هذه . من جهتها، أكدت الدكتورة في الفلسفة وباحثة الانثروبولوجيا الثقافية بالمركز الوطني لأبحاث ما قبل التاريخ والانثروبولوجيا والتاريخية، غواليز لويزا، أن جوهر هذه المناسبة محفوظ في الذاكرة الإنسانية وليس في صحن الأكل وهو مايجعل يناير حاضرا بقوة رغم الاوضاع الاجتماعية المختلفة، موضحة أنه مع مرورالوقت تطورت الأمور حيث لم يعد من الصعب على العائلات الآن أن توفر 7 دجاجات تحضيرا لوجبة هذه المناسبة. وفي ذات السياق، أشارت غواليز إلى أن العادة تقتضي خلال هذه المناسبة ان يأكل كل شخص حتى يشبع على خلاف باقي أيام السنة مستبشرين بعام خير، مذكّرة بأن هذا التقليد نابع من مبدأ إعطاء الاغنياء للفقراء تحت إشراف كبير القبيلة أو الدشرة الذي تقع على عاتقه حماية الجميع من الجوع خلال أيام الشتاء القارس. وترى الباحثة أن ثقافة التضامن لا تزال حاضرة ليومنا هذه من خلال كرنفال بني سنوس، مثلا، مضيفة أن يناير هو ايضا يوم تستعرض فيها حصيلة العام الماضي على المستويين العائلي والاقتصادي. كرنفال أيراذ من أبرز مظاهر الاحتفال ب يناير ببني سنوس يعتبر كرنفال أيراذ التقليدي الذي يحتفل به سنويا في منطقة بني سنوس، على بُعد حوالي 40 كيلومترا جنوب غرب تلمسان، من ابرز مظاهر الاحتفال بمناسبة يناير أو حلول السنة الجديدة الأمازيغية. ويرتبط هذا المهرجان الشعبي القديم جدا بالعديد من الأساطير وترجع أصوله الى التاريخ القديم لمنطقة بيني سنوسي خلال الحروب والمعارك التي خاضها أهالي المنطقة والرومان والنوميديون والفراعنة، وفقا للمختص في علم الأنثروبولوجيا، محمد صريج. وأكد صريج، صاحب كتاب بعنوان عشبة اللويزة الذابلة ، أن هذا الاحتفال الذي يدوم ثلاثة أيام متتالية يرمز الى انتصار الملك شاشناق على الفرعون رمسيس الثاني، مشيرا الى أن هذه الحروب شكلت ميلاد كرنفال أيراذ (الأسد بالأمازيغية) الذي يرمز إلى النصر والسلام، وظلت جميع قرى ببني سنوس البالغ عددها حوالي ثلاثين قرية تحتفل لعدة قرون بهذا التاريخ. وتتعدد تسمية الكرنفال، حسب المؤلف، حيث يسمى بقرية تافسرة الشيخ بوقرنان في حين يطلق عليه في قرى بن عشير وسيدي العربي وآيت موسى اسم كراع كريعة . ومهما تعددت هذه التسميات، إلا ان جميعها تعني الاحتفال مرة في السنة حيث يتم في كل منزل إعداد الأطباق التقليدية مثل المسمن والسفنج والثريد والكعك وغيرها من الحلويات التقليدية وتحضّر أيضا النساء الحلويات المصنوعة من اللوز والجوز. وأبرز محمد صريج انه خلال الكرنفال يسير متطوعون يرتدون ملابس وأقنعة في الشوارع تتوسطهم امرأة تحمل قناعا يرمز الى اللبوءة ترقص على إيقاع البندير وتدخل في عدد من المنازل كما تقول الأسطورة ثم تقع فجأة بأحدها، فيأتي أيراذ ويفتح بواسطة عصا المجال امامها لترقص. ويتم طيلة مسيرة المشاركين في الكرنفال جمع مختلف المواد الغذائية المقدمة من قبل السكان والتي توزع بعد ذلك على المحتاجين والفقراء والأرامل. وينتهي العرض بقراءة الفاتحة في ساحة القرية التي يجتمع فيها السكان للدعاء بشفاء المرضى والتيسير على الفقراء وإعطاء البركة بشكل عام، يضيف صريج. وكانت هذه الطقوس موضوع دراسة أكاديمية قام بها المختص في علم الأنثروبولوجيا من قرية بني سنوس سلط من خلالها الضوء بطريقة علمية على العديد من الطقوس والتقاليد القديمة المتأصلة في المجتمع منذ العصور القديمة والتي لا تزال قائمة في هذا المجتمع. ويتناول جانب من الدراسة كرنفال أيراذ بغرض تسليط الضوء على الجذور التاريخية والأوضاع الاجتماعية المحلية للحفاظ على هذا التراث غير المادي الذي يتفرد به سكان هذه المنطقة بشكل خاص والتراث الوطني بشكل عام. أتشو أزوار حاضر بقوة في احتفال رأس السنة الأمازيغية ويعتبر طبق الكسكسي المحلي المعروف باسم أتشو أزوار أحد أهم الأطباق التقليدية التي لا تكاد يخلو منه بيت بالبيض، لا سيما لدى سكان بوسمغون خلال الاحتفال برأس السنة الأمازيغية. ويعتبر هذا الطبق التقليدي الذي تشتهر به المنطقة أهم طبق يتم تقديمه خلال احتفال يناير . وتقوم النسوة بتحضير هذا الطبق المكون أساسا من الدقيق الذي يتم فتله وجعل حجمه سميكا نوعا ما ويشبه إلى حد كبير ما يسمى في ولايات الشمال الغربي للوطن بالبركوكس، تقول السيدة زوليخة من منطقة بوسمغون، ورئيسة دائرة التراث المحمي لولاية البيض. ويتم فتل الدقيق صبيحة يوم الاحتفال بمناسبة يناير عكس ما يتم في مناسبات أخرى ويوضع به السمن الطبيعي للأغنام حتى يعطي له مذاقا مميزا وذلك في قصعة تقليدية مصنوعة من الخشب المحلي، تضيف ذات المتحدثة. ويكون المرق الذي يحضّر لهذا الطبق غنيا في مكوناته حيث يحتوي على كل أنوع الخضروات من بطاطس وجزر ولفت وفلفل وغيرها من الخضروات وتضاف إليها مختلف أنواع البقول والحبوب الجافة من حمس وفول وقمح وعدس وغيرها وكذا أنواع من التوابل لإعطاء نكهة خاصة لهذا الطبق. ولا يكتمل مذاق المرق، حسب ذات المتحدثة، إلا بإضافة اللحم المجفف الذي يسمى لدى السكان بالقديد كما يتم تزيين أطراف الطبق بالبيض ووضع حبة من البطاطس وسط هذا الطبق. وتسود عادة قديمة لدى سكان بوسمغون تتمثل في وضع سبع حبات من التمر وسط هذه المكونات التي تدخل في تحضير المرق وعند تقديم هذا الطبق، فإن كل من كان من نصيبه حبة تمر أو نواة التمر يتفاءل له بعام مليء بالمفاجئات السارة. وعند تقديم هذه الاكلة يجتمع جميع أفراد العائلة الكبيرة حول الڤصعة الكبيرة التي يأكل منها الجميع لما لذلك من رمزية على تماسك وترابط العلاقات الأسرية والاجتماعية للعائلات والتي لا تزال راسخة لحد الساعة، مثلما أشير إليه. كما يتم خلال هذا اليوم تبادل الأطباق بين الجيران بيما فيها طبق أتشو أزوار لتعزيز المحبة والألفة بين أهالي المنطقة وكذا تقديم طبق المخلط ، الذي يضم مخلف أنواع الحلويات التقيلدية المحلية ومختلف المكسرات.