حفلات زفاف و جلسات صلح بين متخاصمين في يناير بتيزي وزو انطلقت أول أمس على مستوى دار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو الاحتفالات بعيد يناير، بداية التقويم الأمازيغي 2966، و ينتظر أن تمتد هذه التظاهرة التي تنظمّها مديرية الثقافة لتيزي وزو، المسرح الجهوي كاتب ياسين و مدرسة الفنون الجميلة لعزازقة، بالتنسيق مع الحركة الجمعوية لولاية تيزي وزو إلى غاية 12 من شهر جانفي الجاري، حيث تم بالمناسبة تسطير برنامج ثقافي وفني ثري تحت شعار "يناير تاريخ، معلم وطني و تاريخ عميق"، في حين تتمسك الكثير من العائلات بتنظيم حفلات زواج و ختان أبنائها في عيد يناير تبركا و تيمنا به ،كما تعقد جلسات صلح بين أفرادها المتخاصمين و تعد أطباقا تقليدية خاصة بالمناسبة. انطلاقة الاحتفالات بتيزي وزو، كانت مع فرقة إضبالن التي تميز منطقة القبائل، حيث قدمت صباح أول أمس مجموعة من الأغاني الفلكلورية التي تترجم التراث الأمازيغي، وتخلل برنامج هذه التظاهرة معرض لمختلف الأكلات والأطباق التقليدية المعروفة بمنطقة القبائل، لاسيما الكسكسي بمختلف أصنافه على غرار 'الكسكسي المصنوع من القمح و الشعير، و كسكسي البلوط، إضافة إلى البركوكس والخبز التقليدي، كما تضمن الاحتفال تنظيم معرض للملابس التقليدية و أدوات الزراعة والفلاحة المستعملة قديما من طرف سكان منطقة القبائل، إلى جانب جناح للصور والكتب الأمازيغية، ومقالات صحفية. و من المنتظر أن ينظم غدا الثلاثاء ، الموافق لحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة، إقامة كرنفال "أيراذ" أو " مهرجان الأسد" بساحة الزيتونة وسط مدينة تيزي وزو الذي تنفرد به منطقة بني سنوس في ولاية تلمسان، عن باقي المناطق لاستقبال يناير . وقال أحد المنظمين على هامش افتتاح تظاهرة يناير، بأن إقامة مثل هذه التظاهرات الثقافية أصبحت عادة تُقام كل سنة في بهو دار الثقافة مولود معمري، لاستقبال السنة الأمازيغية الجديدة و تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي القبائلي والعادات التي تتميز بها المنطقة ومناطق أخرى من الوطن في يناير. ووفق تقاليد العائلات القبائلية فإن الاحتفال برأس السنة الأمازيغيّة يكون بتحضير طبق الكسكسي بسبعة أنواع من البقول الجافّة تتمثل في العدس، الحمص، الفاصوليا الجافة "اللوبيا"، الأرز، القمح، الشعير والفول ، ويكون لحم الدجاج سيّد الطّبق دون منازع، والشرط الأساسي للاحتفال بالمناسبة، أن يشتري رب العائلة الدجاج قبل يوم أو يومين عن بداية السنة الأمازيغية، و يذبح الدجاج في البيت،فإسالة الدماء شرطا أساسيا للاحتفال برأس السنة الأمازيغية لدى سكان جرجرة،لاعتقادهم أن ذلك سيبعد عنهم العين والنحس و الأذى وكلّ الأمور السيئة التي يمكن أن تلحق بهم خلال السنة الجديدة. بالإضافة إلى الطبق الأساسي و هو الكسكسي، تقوم النساء بإعداد أنواع أخرى من المأكولات التقليدية ذات الصلة بعيد يناير لتناولها في السهرة العائلية مع الشاي والقهوة، على غرار الخفاف، المسمّن ، "ثيغريفين" أو البغرير وغيرها، و قالت امرأة مسنة للنّصر بهذا الخصوص، بأن يناير له خصوصياته، و يتم التحضير للاحتفال به مسبقا و تنتظر العائلات القبائلية قدومه لإحياء تقاليدها الخاصة التي لا يمكنها الاستغناء عنها، ويقوم البعض بعقد قرانهم خلال هذا الشهر، باعتباره رمزا للخصوبة ،و قص شعر الصبيان الذين بلغوا سنة من عمرهم ، مضيفة بأن العائلات القبائلية كانت في القديم تربي الدّجاج داخل الخم، و تختار الأفضل لذبحه في مناسبة يناير. محدثتنا أكدت بأن الغاية الأسمى من إحياء عادة الاحتفال بالسنة الأمازيغيّة "يناير" هو التصالح بين المتخاصمين ولم شمل العائلة الواحدة التي قد لا يلتقي أفرادها حول مائدة العشاء لسنة كاملة، لاسيما الذين يقيمون بعيدا عن الأهل،و يشارك في السهرة الجيران و يتم توزيع في الأخير الحلويات والمكسّرات على الجميع و ضرب موعد آخر في السنة المقبلة ، آملين أن تكون أفضل من سابقتها مع التفاؤل بعام وفير الغلة، دون أن ينسوا ذكر الله وشكره على نعمه والتضرع له بان يبارك لهم في رزقهم.