تم إحصاء نحو 6.210 من الطيور المهاجرة من قبل مختصين في علم الطيور بالمنطقة الرطبة المصنفة ببحيرة سبخة المالح الواقعة بجنوب المنيعة (275 كلم جنوبغرداية)، حسبما علم من محافظة الغابات بالولاية. وأنجز هذا الإحصاء الشتوي لتلك الطيور التي تتخذ من المنطقة الرطبة للمنيعة محطة توطن وموقعا للتعشيش على محور الرواق الجوي بين أوروبا وإفريقيا، في إطار الجرد التقليدي العالمي للطيور المهاجرة الذي يجرى بمنتصف شهر جانفي من كل سنة من قبل الشبكة الوطنية لملاحظي الطيور بالجزائر (منطقة الجنوب الشرقي 2) وذلك وفق بروتوكول ويتلاندس ، كما شرح رئيس مكتب حماية النباتات والحيوانات ومسؤول الإحصاء، عبد الوهاب شداد. وسمح هذا الجرد بتحديد 37 نوعا من الطيور من ضمنها نحو ثلاثين صنفا من الطيور المائية وأغلبها أبو منجل اللماع والنحام الوردي والبط الجارف والبط البري وتادورن كاسركا والبط السماري والبط النهري الرخامي والبط أبو فروة وشرغوف البيلون والطائر المائي الأنيق وطائر الغطاس وغيرها من أصناف الطيور المائية الأخرى، مثلما أوضح ذات المتحدث، مضيفا أن صنفي طائر الكركي المتوج وأبو الطيط قد تمت ملاحظتهما لأول مرة بالمنطقة. ولوحظت هذه الأصناف من الطيور المهاجرة عبر موقع سبخة المالح بالكامل والممتدة على مساحة 18.947 هكتار من ضمنها 1.600 هكتار مسطح مائي يحيطه غطاء نباتي، مثلما ذكر ذات المسؤول. وتتخذ هذه الأسراب من الطيور المهاجرة في الفترة الشتوية هذه المنطقة الرطبة الطبيعية ملاذا لها وهو مؤشر بيولوجي لوضعية النظام البيئي لهذا المسطح المائي باعتبار أنه موطنا حيويا للتنوع البيولوجي ، كما أضاف شداد. ويعد هذا الموقع الطبيعي ذي الأهمية البيئية محطة حتمية لآلاف أنواع الطيور المهاجرة التي تهاجر إليه تجنبا لفصل الشتاء القاسي الذي يجتاح في هذه الفترة من السنة النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث تغتنم دفئ المناخ بالمنيعة لتجديد ريشها قبل بداية موسم التكاثر. وتحتضن المنطقة الرطبة سبخة المالح المعروفة لدى المختصين في علم الطيور على المستوى العالمي بعد تصنيفها في 2004 ضمن قائمة رامسار ، أنواعا من النباتات والحيوانات التي تتشكل بصفة خاصة من الطيور المهاجرة من مختلف الأصناف وغطاء من النباتات المورقة التي تشكل موطن مؤقت لهذه الأسراب من الطيور المهاجرة من مختلف الأنواع والأحجام والمدرج بعضها بقائمة الطيور المهددة التي أعدها الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة على غرار طائر تادورن كاسركا الذي يتعين أن يكون محميا من خلال تدابير الحماية، يقول المتحدث . ويتعرض هذا الفضاء المائي الواقع في عمق الصحراء، الموقع المفضل للهجرة الشتوية والتعشيش للطيور المهاجرة، إلى أوجه من التهديدات وأوضاع التدهور المتعدد الذي يتسبب فيه الإنسان وتوسعا عمرانيا عشوائيا الذي يزحف بوتيرة متسارعة على ضفافه.