تم إحصاء حوالي 7.179 من الطيور المهاجرة من طرف المختصين في علم الطيور بالمنطقة الرطبة المصنفة بحيرة (سبخة المالح) الواقعة بالمخرج الجنوبي لبلدية المنيعة (270 كلم جنوبغرداية)، حسبما علم من محافظة الغابات بالولاية. وأجري هذا الإحصاء الشتوي للطيور المهاجرة التي تتخذ من المنطقة الرطبة بالمنيعة منطقة توقف وتعشيش على مستوى محور الهجرة بين أوروبا وإفريقيا، بفضل الإحصاء التقليدي الدولي للطيور المهاجرة الذي يتم في 14 جانفي من كل سنة من طرف الشبكة الوطنية للمختصين في علم الطيور الجزائريين بمنطقة الجنوب الشرقي، كما أوضح رئيس مكتب حماية الحيوانات والنباتات عبد الوهاب شداد بذات الهيئة. وقد ساعد هذا الإحصاء على تحديد 37 نوعا من الطيور المهاجرة، من بينها 30 نوعا من الطيور المائية بالنسبة لغالبية الطيور المعششة مثل اللقلق الأبيض وأبو منجل اللماع وأبو مجرفة الشمالي وطائر الصواي والنحام الأكبر والبركة والبط السماري والشرشير المخطط وبط أبو فروة وطائر النكات وطيطوي الغياط والغطاص الصغير. كما سجل أيضا تواجد طيور مائية من أصناف الكركس الشائع والغاقة الكبيرة، وكذا طائر الزرقاي التي لوحظت لأول مرة بالمنطقة، إستنادا لذات المتحدث. وتم ملاحظة هذه الأسراب من الطيور المهاجرة بمجموع المسطح المائي (سبخة المالح) المصنفة منطقة رطبة دولية هامة سنة 2004 ضمن إتفاقية (رامسار) الدولية، والتي تمتد على مساحة 18.947 هكتار من بينها 1.600 هكتار من المياه ومحيط نباتي. ويشكل هذا العدد من الطيور والطيور الشتوية بهذه المنطقة الرطبة التي أصبحت ملاذا لها مؤشرا حيويا للحالة الصحية للنظام البيئي القائم بهذه المنطقة الرطبة وتنوعها البيولوجي. كما يمثل هذا الموقع ذي الأهمية البيئية الكبيرة مستوطنة لتجمع مئات الطيور المهاجرة المتنوعة هربا من الشتاء القارس الذي يسود نصف الكرة الشمالي والتمتع بالجو المعتدل بمنطقة المنيعة لتجديد الريش قبل موسم التكاثر. وتعتبر المنطقة الرطبة (سبخة المالح) قاعدة للطيور المهاجرة المتنوعة، من بينها ما هو مسجل ضمن قائمة الطيور المهددة بالإنقراض المعدة من طرف الإتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة على غرار بط أبو فروة والبطة الحديدية، وفقا لما صرح به رئيس مكتب حماية الحيوانات والنباتات. كما يعد هذا الموقع الطبيعي الذي يزخر بمؤهلات طبيعية هامة قادرة على ترقية السياحة البيئية كذلك مختبرا حقيقيا مفتوحا على الطبيعة بالنسبة للمختصين في علم الطيور والباحثين في مجال البيئة والمحيط، وكذا علم الطيور ووسيلة بيداغوجية بالنسبة لطلبة علوم الأرض. ويواجه هذا الموقع المائي المتواجد في عرض الصحراء، عديد التهديدات وتدهورا كبيرا بسبب النشاطات المجحفة للإنسان بالمنطقة والعمران الفوضوي والمتسارع خاصة على مستوى الضفاف.