بعد أن تمكن الجيش السوري للمرة الأولى منذ 35 عاما من إسقاط مقاتلة إسرائيلية، توعدت دمشق، إسرائيل، بمفاجآت أكثر في حال إقدامها على شن هجمات جديدة على الأراضي السورية. وقال أيمن سوسان، مساعد وزير الخارجية السوري، في مؤتمر صحفي عقده في دمشق: ثقوا تماما أن المعتدي سيتفاجأ كثيرا لأنه ظن أن هذه الحرب، حرب الاستنزاف التي تتعرض لها سوريا لسنوات، قد جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداءات . وأضاف المسؤول السوري مخاطبا إسرائيل، حسبما نقلته وكالة رويترز : إن شاء الله سيرون مفاجآت أكثر كلما حاولوا الاعتداء على سوريا . وكانت إسرائيل قد أعلنت، صباح يوم السبت الفائت، عن اعتراض طائرة إيرانية بلا طيار بعد اختراقها المجال الجوي الإسرائيلي، وشنت ضربات جوية ضد أهداف قالت إنها إيرانية في سوريا، فيما ذكر ناشطون سوريون أن الغارات استهدفت قاعدة T4 الجوية قرب مدينة تدمر وسط سوريا. وردت الدفاعات الجوية السورية على المقاتلات الإسرائيلية وتمكنت من إسقاط طائرة من نوع F-16، الأمر الذي أكدته إسرائيل، مضيفة أن طيارايها قفزا من الطائرة وأصيب أحدهما بجروح خطيرة، لكن وزارة الدفاع السورية قالت إنها استطاعت تدمير أكثر من طائرة إسرائيلية. وشنت إسرائيل بعد ذلك ضربات مكثفة على سوريا، معلنة أن القصف طال 12 هدفا منها 3 بطاريات دفاع جوي سورية و4 أهداف إيرانية قرب دمشق. الكيان العبري يهدد من جهته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن تل أبيب سترد على كل استفزاز دون قيود. وقال ليبرمان خلال زيارته لمدينة كريات شمونة عند المنطقة الشمالية، امس، إن إسرائيل ستواصل الدفاع عن مصالحها الحيوية، وتابع: نحن لا نضع قيودا للرد على كل من يفكر في مهاجمتنا . وفي سياق آخر، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن الأمن الفلسطيني أعاد سلاح الجنود الذين ضربوا في جنين، وقال: لقد مر الجنود بحدث صعب، لكنهم في النهاية خرجوا أحياء هذا يؤكد على عمق التنسيق الأمني على الأرض . وأضاف: يدرك الفلسطينيون أن التعاون هو مصلحة متبادلة ومشتركة، وبالتالي كلانا نحافظ على التنسيق . وتابع: إعادة السلاح للجيش رسالة تقول إن التنسيق الأمني عميق جدا . تجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية سلمت جنديا ومجندة إسرائيليين، وصلا إلى شارع أبو بكر في مدينة جنين بسيارتهما العسكرية، عن طريق الخطأ، على معبر الجلمة غرب جنين. بوتين كبح إندلاع حرب جديدة كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع حدا لما وصفته مواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا، باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وأشارت الصحيفة في تقرير تحليلي، إلى أن القيادة الإسرائيلية كانت تتهيأ على الأرجح لاتخاذ خطوات عسكرية جديدة في الأراضي السورية حتى تلك المكالمة المصيرية، التي أوقفت التصعيد فورا. ورجحت الصحيفة أن الزعيم الروسي اقترح على طرفي النزاع حلا مقبولا بالنسبة لكليهما، مشيرة إلى أن هذا هو استنتاج واضح يمكن استخلاصه من تسلسل أحداث السبت. وذكرت الصحيفة أن الغارات الإسرائيلية على أهداف في سوريا استدعت قلق موسكو إذ استهدفت مواقع تقع على مقربة من مناطق انتشار مستشارين روس، وخاصة في مطار التيفور في ريف حمص الشرقي. وخلصت الصحيفة إلى أن الهدوء الذي ساد المنطقة بعد الاتصال بين بوتين ونتنياهو أظهر مرة أخرى من هو سيد الموقف الحقيقي في الشرق الأوسط، مؤكدة أن روسيا تقرر سير الأمور في المنطقة فيما لا تزال الولاياتالمتحدة طرفا غائبا حاضرا فيها. ونوّهت الصحيفة بأن موسكو بذلت لإنقاذ حكومة بشار الأسد جهودا كثيرة أكبر من أن تسمح لإسرائيل بنسفها، مرجحة أن بوتين أكد ذلك لنتنياهو في المكالمة. ودعا بوتين نتنياهو خلال الاتصال، حسب بيان صدر عن الكرملين السبت، إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى جولة جديدة من المواجهة الخطيرة في المنطقة. وشنت إسرائيل السبت أوسع غارات على مواقع عسكرية في سوريا منذ عام 1982 تحت ذريعة خرق طائرة إيرانية مسيرة انطلقت من مطار التيفور السورية أجواءها. وخسرت تل أبيب أثناء تنفيذ الغارات إحدى مقاتلاتها من طراز F-16 التي تحطمت في الأراضي الإسرائيلية نتيجة لإصابتها من قبل قوات الدفاع الجوي السورية، وتعرض أحد طياريها لجروح خطيرة. بوتين وترامب يبحثان التسوية وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا، يوم الاثنين خلال اتصال هاتفي، ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل بين إسرائيل وفلسطين. وذكر البيت الأبيض امس أن الرئيس بوتين أبلغ نظيره الأمريكي بأنه سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت لاحق من الاثنين، فقال الرئيس ترامب أن الوقت قد حان للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب بحث مع الرئيس الروسي القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية. وأعرب ترامب،عن تعازيه للرئيس بوتين بحادث تحطم الطائرة أن-148 وأعلن عن استعداد بلاده للمساعدة في التحقيق. وكان بوتين قد أطلع عباس خلال اجتماعه به في الكرملين، أنه ناقش التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مع ترامب. وأبلغ الرئيس الروسي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أفضل التمنيات من ترامب واقترح مناقشة الجزء الجوهري من حديثه مع الرئيس الأمريكي.