ردت القوات السورية لأول مرة على غارات الكيان الصهيوني على أراضيها، مسقطة بذلك أسطورة تفوق الجيش الصهيوني جويا على نظيره العربي،زلزال أصاب البيت الصهيوني، أمس، بعد سماع دوي سقوط طائرة أف 16 داخل الأراضي المحتلة، بعدما قصفتها قوات الردع السورية، محدثة بذلك حالة من الهلع في العمق الاسرائيلي، ووجهت رسائل إلى المتصارعين على الأراضي السورية، كما كشفت الخطوة على مدى مقدرة الجيش السوري على الرد على الغارات الصهيونية في أي وقت منذ سنوات، لكن إنهماكه في إخماد الحرائق التي أحدثها ما يسمى ب الربيع العربي والذي حول البلاد إلى خراب بدعم من العديد من الدول الغربية بمباركة ومساندة دول عربية، حال دون ذلك، وقد شكل هذا الرد مفاجئة ليس فقط بالنسبة للكيان الصهيوني، بل حتى لبعض الدول العربية العميلة وإعلامها اللذين راهنا على سقوط سوريا في يد الدواعش، لكن بعدما استعادت دمشق عافيتها حاولا التقليل من هذا الرد السوري على الغارات الصهيونية من خلال الالة الدعائية القائلة أن ما يحدث هو صراع إسرائيلي إيراني على الأراضي السورية . بعدما إسقطت المدفعيات السورية، طائرة اف 16 الامريكية الصنع التي لطالما تفاخرت بها في كل حروبها، أكد مصدر عسكري سوري أن قوات الدفاع الجوي السورية تصدت لغارات إسرائيلية جديدة في ريف دمشق والمنطقة الجنوبية، وقال المصدر في حديث إلى وكالة سانا السورية الرسمية إن وسائط دفاعنا الجوي تصدت لعدوان إسرائيلي جديد في ريف دمشق صباح اليوم ، مضيفا أن العدو الإسرائيلي عاود عدوانه على بعض المواقع في المنطقة الجنوبية وتصدت له دفاعاتنا الجوية وأفشلت العدوان ، وذلك بعد إصابة قوات الدفاع السورية مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16 وسقوطها في الجولان بعد استهدافها مواقع عسكرية في المنطقة الوسطى.وأكدت مصادر سورية أن المضادات الجوية تصدت للغارات الإسرائيلية الجديدة فوق ريف دمشق، مشيرة إلى أن الغارات استهدفت منطقة الكسوة تحديدا.وسبق أن ذكر مصدر عسكري سوري أن الدفاعات الجوية أصابت أكثر من طائرة، ونفى الجيش الإسرائيلي ذلك، فيما اعترف بإسقاط إحدى مقاتلاته. الأسد ينتقل إلى التنفيذ حذرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن الأوضاع حول سوريا قد تشهد تصعيدا لا نهاية له إذا تبين أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أودت بأرواح عسكريين أو مستشارين إيرانيين، وذكّرت الصحيفة في تقرير نشرته امس بأن تحطم مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16 في الجولان المحتل جراء استهدافها من قبل سلاح الجو السوري أول حادث من نوعه خلال العقود الثلاثة الماضية، وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية في المنطقة الوسطى بسوريا نفذت بعد تسلل طائرة إيرانية مسيرة أقلعت من مطار التيفور (التياس) العسكري في ريف حمص الشرقي إلى منطقة بيسان الإسرائيلية وتم إسقاطها من قبل مروحية حربية إسرائيلية. وتابعت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي دمر، ردا على ذلك، المقطورة الإيرانية التي انطلقت منها الطائرة المسيرة، وتعرضت المقاتلات الإسرائيلية أثناء تنفيذ الهجوم لنيران مكثف من قبل قوات الدفاع الجوي السورية ما أسفر عن تحطم إحداها وإصابة أحد طياريها بجروح خطيرة، وأعقب ذلك تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارات جديدة على 12 موقعا في الأراضي السورية.وأكدت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي سبق أن استهدف في الأشهر الأخيرة عدة مواقع عسكرية في سوريا يرجح أنها إيرانية، لكن ما حصل اليوم هو أول حادث لاستهداف الجيش الإسرائيلي هدفا إيرانيا فيه طاقم بشري، مما قد يجلب تداعيات ملحوظة إلى الأوضاع المعقدة أصلا في المنطقة.وذكر التقرير أن السلطات السورية حذرت غير مرة في الآونة الأخيرة من الرد على أي اعتداء من قبل إسرائيل، وتظهر التطورات الأخيرة أن الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من التهديد إلى التنفيذ، مشيرا إلى أن استهداف المقاتلة الإسرائيلية اليوم يمثل تعبيرا عن اليقين الذي تشعر به سلطات دمشق بعد بسط قواتها سيطرتها على نحو 80% من أراضي البلاد.ونوه التقرير بأن هذه التطورات ليست شأنا إقليميا فقط بل تمس القوى الكبرى، حيث تُعتبر دمشقوطهران حليفين لموسكو في التسوية السورية، بينما اتخذت واشنطن بعد تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم موقف أكثر صرامة من إيران. روسيا تعلق عن الغارات الصهيونية من جهته أعربت وزارة الخارجية الروسية، امس عن قلق موسكو من الغارات على سوريا وتنامي التوتر في مناطق وقف التصعيد. وفي تعليق على تقارير عن قيام الطيران الإسرائيلي، ليلة 9 إلى 10 من الشهر الجاري، بتوجيه ضربات صاروخية عدة على أهداف في سوريا، وإسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية في منطقة الجولان، قالت الوزارة إن موسكو تشعر بقلق شديد إزاء التطورات الأخيرة والهجمات على سوريا . وفي ضوء التطورات الأخيرة دعت الخارجية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مشيرة إلى عدم قبول تعريض أمن وحياة العسكريين الروس المتواجدين في سوريا لخطر. وذكّرت الوزارة بأن القوات الحكومية السورية ملتزمة بالاتفاقات الخاصة بضمان ثبوت عمل منطقة وقف التصعيد في جنوب غرب سوريا. وتابعت الخارجية: نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع. ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة. ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين . طهران تنفي أي دور لها نفت وزارة الخارجية الإيرانية أي دور لها في إرسال طائرة مسيرة إلى شمال إسرائيل، كما نفت أي دور لها في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية إن الوجود الإيراني في سوريا استشاري وبطلب من الحكومة السورية، مضيفة أن الادعاءات بإطلاق إيران طائرة مسيرة والوقوف وراء إسقاط الطائرة الإسرائيلية مثيرة للضحك ولا تستحق التعليق. وأكدت أن من حق الجيش السوري الدفاع عن سوريا مقابل أي عدوان خارجي، موضحة أنه لا يمكن لإسرائيل أن تغطي على اعتداءاتها وجرائمها عبر ما تثيره من أكاذيب ملفقة.