تواصل العيادات المتنقلة حملتها ضد داء الحصبة البوحمرون في المناطق النائية بولايتي الواديوبسكرة بهدف التكفل بالحالات التي تم رصدها ووضع حد لانتشار هذا الداء. وفي هذا الصدد، أكد مدير الصحة بولاية الوادي، علي ايتيم، أن العيادات المتنقلة موجودة بين كل مؤسسة جوارية وأخرى، ويقدر عدد الفرق بالولاية أكثر من 50 فرقة متنقلة. وأضاف مدير الصحة بولاية الوادي، أن هذه الفرق قامت بفحص المواطنين في المناطق الحضرية والنائية وأجرت التلقيح للحد من مرض البوحمرون والقضاء على الكثير من البؤر لهذا الداء. من جهة اخرى، نفى علي ايتيم رصد انتشار وباء آخر غير البوحمرون بالمنطقة والذي يمكن القضاء عليه عن طريق التلقيح، قائلا: لقد وصلنا إلى مناعة جماعية عند السكان بفضل التطعيم . من جانبه، كشف محمد العايب، مدير الصحة بولاية بسكرة، عن تسع حالات مؤكدة من طرف معهد باستور مصابة بداء الحصبة البوحمرون ، مؤكدا على اتخاذ إجراءات منها التحقيق الوبائي في الوسط الذي ظهر فيه الداء وتلقيح الأشخاص المصابين الذين لم يتلقوا من قبل التلقيح المضاد للحصبة. وقال محمد العايب إن مديرية الصحة بولاية بسكرة تقوم بحملة واسعة في المنطقة التي ظهر فيها الوباء، مشيرا إلى أنه لم تسجل أية حالات وفاة بالولاية. وقد تم اتخاذ كافة التدابير العملية أمام هذه الوضعية متمثلة في ضمان التكفل الفوري بالحالات المؤكدة عبر المؤسسات الاستشفائية العمومية فضلا عن إطلاق حملة موسعة للتلقيح عبر بؤر المرض. بالمناسبة، دعا نفس المسؤول المواطنين ولاسيما سكان المناطق الريفية والنائية والبدو الرحل إلى التجاوب مع هذه المبادرة الوقائية لكي تحقق النتائج الإيجابية المرجوة منها. سجلت وزارة الصحة والسكن واصلاح المستشفيات إلى غاية ليلة السبت، 1047 إصابة بوباء الحصبة البوحمرون في ولاية الوادي، و720 حالة في ولاية ورڤلة. مع تسجيل 5 وفيات (4 منها في الوادي و1 في ورڤلة)، بحسب ما أكده المكلف بالإعلام بالوزارة، سليم بلقسام، الذي أكد أن الحالتين المسجلتين في كل من العاصمة وتبسة هي حالات منعزلة. وفي هذا السياق، يؤكد ممثل وزارة الصحة سليم بلقسام، بأن ولايتي الوادي وورڤلة تبقيان خارج تصنيف البؤر الوبائية على اعتبار انها لاتزال تحت سلم التصنيف الذي يشترط تسجيل 5 وفيات في اسبوع واحد في نفس الولاية وهو ما لم يتم تسجيله لحد الساعة في الولايات المعنية، مؤكدا بان وزارة الصحة بدأت تسجل منحنى تنازلي للوباء بفضل تكثيف عمليات التلقيح في انتظار نهاية الوضعية الوبائية في الأيام القادمة في الولايتين. وحمّل ذات المسؤول سكان الوادي وورڤلة مسؤولية انتشار الوباء بسبب عزوفهم عن التلقيح، مؤكدا بان بعض بلديات الواد تسجل اضعف نسب تلقيح على المستوى الوطني بمعدل يصل الى اقل من 80 بالمائة وهو ما يعزز إمكانية انتشار الوباء، حيث يشترط الخبراء عبر كل العالم ان تصل نسبة التغطية اللقاحية 90 بالمائة وهو المعمول به على المستوى الوطني، فيما تسبب عزوف سكان الوادي وورڤلة عن التلقيح في حدوث المشكل موضوع الحال. كما أكد ذات المسؤول بان وزارة الصحة قامت باطلاق عملية معاينة شاملة في الولايتين لتقييم المنظومة اللقاحية للولاياتين للتأكد من احترام كل البروتوكولات.