أعلنت أستراليا، أمس، طرد اثنين من الدبلوماسيين الروس، لتنضم بذلك إلى الولاياتالمتحدة ودول غربية عدة أعلنت طرد عشرات من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، على خلفية محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، في بريطانيا باستخدام مادة كيماوية. وانضمت استراليا لنحو 20 دولة أوروبية في الخطوة، وقال رئيس الوزراء الاسترالي، إن ذلك جاء كتعبير عن الصدمة إزاء استخدام سلاح نووي في أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. واعتبرت الخطوة أكبر عملية طرد جماعية لضباط استخبارات روس في التاريخ، وأسوأ أزمة ديبلوماسية بين الغرب وروسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم. وفي رد سريع اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القرار غير ودي واستفزازي وأكد ان بلاده سترد بشكل مناسب. واتهمت الخارجية الروسية في بيان رسمي الدول التي اتخذت قرارات بإبعاد ديبلوماسييها بإتباع بريطانيا بشكل أعمى. وأضاف البيان أن روسيا لا علاقة لها بالهجوم على سكريبال متهمة بريطانيا باتخاذ قرارات منحازة. من جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمام مجلس العموم إنها تقدر القرارات التي اتخذتها الدول الصديقة والحليفة، وقالت إن تلك أكبر عملية إبعاد جماعية لدبلوماسيين روس في التاريخ. واعتبرت ماي أن الخطوة رسالة قوية لروسيا بأن الغرب لن يتسامح مع محاولاتها المتكررة لانتهاك القانون الدولي وعرقلة قيم الغرب. ويأتي ذلك بعد ساعات من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرد 60 دبلوماسيا روسيا من الأراضي الأمريكية، فيما أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا أنها بدورها ستحذو حذو الولاياتالمتحدة. واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، على أنه من المرجح أن تكون موسكو ضالعة في تسميم سكريبال وابنته جنوبي إنجلترا، لكن موسكو تنفي أي دور لها فيما تعرض له. وقد أدانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قرار دول الاتحاد الأوروبي قائلة إن هذه الدول تفسر التضامن مع بريطانيا بشكل مختلف، وأكدت موسكو أنها سترد بشكل مناسب على القرار الأمريكي. وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الولاياتالمتحدة ستأمر أيضا بإغلاق القنصلية الروسية في سياتل. فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صادر عنها: روسيا استخدمت، في الرابع من مارس، مادة كيماوية لمحاولة قتل مواطن بريطاني وابنته في سالزبيري، وقد عرض هذا الهجوم على حليفتنا بريطانيا، أرواح أعداد لا تحصى من الأبرياء للخطر وأدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة، بينهم ضابط شرطة . ووصف البيان الهجوم بأنه انتهاك فاضح لاتفاقية الأسلحة الكيميائية وخرق للقانون الدولي. وأعلنت بريطانيا طرد 23 دبلوماسيا في وقت مبكر من الشهر، وتوالت الدول التي أعلنت التضامن مع الموقف البريطاني تباعا. الولاياتالمتحدة: 60 دبلوماسيا. الاتحاد الأوروبي: فرنسا (4)، ألمانيا (4)، بولندا (4)، جمهورية التشيك (3)، ليتوانيا (3)، الدنمارك (2)، هولندا (2)، إيطاليا (2)، إسبانيا (2)، استونيا (1)، كرواتيا (1)، فنلندا (1)، المجر (1)، لاتفيا (1)، رومانيا (1)، السويد (1). أوكرانيا: 13 كندا: 4 إضافة إلى رفض ثلاثة طلبات دخول روسية. ألبانيا: 2 مقدونيا: 1 النرويج: 1 وقال الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، أيضا إنه اتخذ قرار طرد 13 ديبلوماسيا روسيا من بلاده إعرابا عن التضامن مع الشركاء البريطانيين وحلفائنا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي وبالتعاون مع دول الاتحاد الاوروبي. وكان رئيس المفوضية الاوروبية، دونالد توسك، أعلن أن 14 دولة من دول الاتحاد الأوروبي قررت إبعاد ديبلوماسيين روس من أراضيها تضامنا مع الموقف البريطاني وهو العدد الذي ارتفع فيما بعد إلى 20. وأكد توسك أن الاتحاد الاوروبي قد يتخذ إجراءات إضافية ضد روسيا وهو ما يراه مراقبون إشارة لروسيا كي تحسب حساب أي إجراءات مضادة قد تتخذها. ويقول كريس باكلر، مراسل بي. بي. سي في واشنطن إن الرئيس الأمريكي هنأ الأسبوع الماضي نظيره الروسي فلاديمير بوتين على إعادة انتخابه في اتصال هاتفي لم يأت فيه على ذكر هجوم سالسبيري على خلاف نصائح مستشاريه. وأضاف أن التغيير المتعمد للهجة الامريكية تجاه روسيا تظهر قلق حقيقي تجاه الأنشطة الروسية في الولاياتالمتحدة وخارجها. فبالإضافة إلى مزاعم التدخل في الانتخابات الأمريكية، هناك اتهامات لروسيا بالتجسس وشن هجمات إلكترونية ضد مؤسسات حيوية في الولاياتالمتحدة. ويعكس إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، بحسب باكلر، هذه المخاوف إذ توجد بالقرب من المدينة قاعدة غواصات وشركة بوينغ للطائرات. في عام 1986، طرد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان 80 دبلوماسيا روسيا في فترة الحرب الباردة. وفي عام 2016 ، طردت إدارة أوباما 35 دبلوماسيًا روسيًا رداً على القرصنة المزعومة للحزب الديمقراطي الأمريكي وحملة هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي اتهامات نفتها موسكو. وقال مسؤولون أمريكيون كبار لوكالة أسوشيتد برس ، إن روسيا لديها ما يقدر بنحو 100 مسؤول مخابرات في مواقعها الدبلوماسية في الولاياتالمتحدة ، وأشاروا إلى أن عشرات منهم لا يزالون في البلاد. ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الدبلوماسيين الروس العاملين في الأممالمتحدة بأنهم عملاء للمخابرات.