استنجدت زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، بمواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ مبادرتها المسماة المجلس الوطني التأسيسي من الكساد السياسي على خلفية رفضها من قبل أحزاب المعارضة والموالاة على حد سواء لسبب واضح وهو أنها مبادرة عقيمة تعيدنا عشرات السنين للخلف ، على حد تعبير الأمين العام للأفلان، جمال ولد عباس. وبعد نزوله للشارع قبل أسبوعين للتعريف بمبادرته الجديدة وجمع التوقيعات، أطلق حزب العمال أمس خيار التوقيع الإلكتروني لحملته السياسية الجديدة المسماة المجلس التأسيسي . ويهدف حزب العمال لجمع مليون توقيع للمبادرة التي تأتي في شكل رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يطالبه فيها باستدعاء انتخابات لمجلس وطني تأسيسي. وإضافة إلى التوقيع الإلكتروني يتيح الحزب للمواطنين التوقيع على المبادرة عبر مختلف هياكله على المستوى الوطني. وجاء في منشور على الصفحة الرسمية للحزب الاشتراكي أخواتي المواطنات إخواني المواطنون، أطلق حزب العمال حملة سياسية في شكل رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية يطالب منه فيها استدعاء انتخابات لمجلس وطني تأسيسي. هذه الرسالة المعروضة لتوقيعات الجزائريات والجزائريين موجودة على مستوى جميع هياكل الأحزاب على المستوى الوطني. بالنسبة للذين يرغبون بالتوقيع على الشبكة، وضعنا هذه العريضة تحت تصرفهم حتى يمكنهم التوقيع إلكترونياً . وبحسب مراقبين، تبدو مهمة لويزة حنون في جمع مليون توقيع شبه مستحيلة، خصوصا في ظل المعطيات الميدانية التي تؤكد تراجع شعبية الحزب بدليل نتائجه المتواضعة في محليات و تشريعيات 2017، اضف إلى ذلك ضعف أدوات الاتصال بالنسبة لحزب حنون الذي يضم بضع آلاف من الإعجابات على صفحته الرسمية في الفايس بوك ، ويصفه الكثير من المراقبين بانه حزب منغلق على نفسه. وتصطدم فكرة حنون بمعارضة شديدة من قبل كل القوى السياسية الوطنية تقريبا و على راسها حزبا الاغلبية الافلان والارندي، اللذين اتهما زعيمة الحزب لويزة حنون بالعمل على تدمير كل المكتسبات والإنجازات التي حققتها البلاد والعودة بها إلى مربع الصفر. وعلى الجهة المقابلة، تلقت حنون سهام الانتقاد من قبل احزاب معارضة على رأسها حركة مجتمع السلم، اين انتقد القيادي البارز في الحركة، عبد الرحمان سعيدي في حوار سابق مع السياسي خرجة حنون مؤكدا انها غير مجدية في الظروف التي تعيشها البلاد كما انها مبادرة قديمة ومبتذلة لا تقدم حلولا عميقة للازمة التي تشهدها بلادنا، على حد تعبيره. وقبل مدة، حاول قياديون في حزب العمال إعادة مبادرتهم الواجهة من خلال تسويق مزاعم على أن شخصيات في احزاب موالية اعلنت دعمها لمبادرة المجلس التأسيسي ، لكن التكذيب جاء سريعا، حيث اكدت احزاب أن انضمام قيادييها إلى مبادرة مثل هذه يعد من المستحيلات السبع، في حين قال مسؤولون في هذه الأحزاب، إن الكلام الأخير للناطق الرسمي للحزب التروتسكي مجرد هذيان فقط لا غير، وهو الامر الذي دفع حزب العمال هذه المرة إلى طرق باب مواقع التواصل الاجتماعي لعله يفلح في تمرير المبادرة التي توصف ب العقيمة .