إنطلقت، مساء اول امس بدار الثقافة مفدي زكرياء بورڤلة، فعاليات المهرجان الوطني الثاني والأيام الدراسية السادسة حول منطقة سدراتة الأثرية بتنظيم نشاطات إحتفالية واسعة عكست القيمة التاريخية والتراثية التي تكتسيها هذه المدينة الأثرية. واستهلت هذه التظاهرة الثقافية التي تأتي عشية إحياء شهر التراث وأشرفت على افتتاحها السلطات الولائية بحضور جموع غفيرة من المواطنين وفعاليات المجتمع المدني بافتتاح المعارض التراثية المقامة بالمناسبة في أجواء حملت عبق التاريخ، والتي عكست مدى الإرتباط بالتاريخ والتراث الأصيل ورافقتها مشاهد إحتفالية صنعتها فرق فولكلورية والخيالة تخللتها طلقات البارود. وجرى خلال مراسم افتتاح هذه الفعاليات التراثية عرض شريط وثائقي حول مدينة سدراتة الأثرية، كما قدمت محاضرة للأستاذ مسعود مزهودي تحت عنوان الحياة الثقافية في ورجلان وسدراتة خلال العصر الوسيط . وسيكون هذا الحدث الثقافي (17-20 أفريل) الذي يحمل شعار سدراتة.. إرثا وتاريخا وحضاريا للجميع فرصة للتعريف بتاريخ ونشأة منطقة سدراتة التاريخية وفنها المعماري وخصائصه المتميزة وحول تاريخ القصور الصحراوية بشكل عام وذلك بمشاركة عديد الأساتذة والباحثين والمختصين من عديد جامعات الوطن ومن تونس أيضا، كما أوضح المنظمون. وسيناقش المشاركون عديد المواضيع في إطار جلسات الأيام الدراسية من بينها دور علماء وقصور ميزاب في نشر المعرفة التاريخية و القصور الصحراوية الجزائرية في الرسائل العلمية الأكاديمية و الروابط الاجتماعية والثقافية بين وادي مية ( ورجلان) وقصور وادي ميزاب و النظام القصوري الواحاتي ودوره في تطور منطقة توات بين القرن التاسع والقرن 19 م . كما سيعرف هذا الموعد الثقافي كذلك تنظيم قافلة إلى هذا الموقع الأثري المصنف تراثا وطنيا محميا، وزيارة عديد معالم المنطقة من ضمنها قصر ورڤلة ومنطقة الشيخ أبي عمار عبد الكافي والزاوية القادرية فضلا عن تنظيم سمر كشفي وعروض حول تاريخ مدينة سدراتة. ويهدف هذا المهرجان الوطني الثاني والأيام الدراسية السادسة حول منطقة سدراتة خصوصا والقصور الصحراوية عموما إلى التعريف بهذا التراث المادي الهام وإعادة بعثه وتقديمه كتراث وطني وعالمي وتحديد معالم حماية هذه المنطقة التاريخية من النهب والزحف العمراني الذي يتهددها، وفق ما ذكره محافظ المهرجان الدكتور صالح خنور. وترمي كذلك إلى البحث في معالم الحضارة الإسلامية والتعريف بأعلام منطقة ورڤلة من خلال الندوات والبحوث والمسابقات والأشرطة الوثائقية التي تعزز فيهم روح الإنتماء ومحبة العلم والعلماء. كما تشكل فرصة لتفعيل الحركة السياحية لاسيما السياحة الكشفية في منطقة ورڤلة وإرساء أسس المحافظة على التراث المحلي الذي هو ذاكرة الأجيال، كما تمت الإشارة إليه. وتعد مدينة سدراتة أقدم مدينة أثرية والتي هي مدفونة تحت الرمال، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن العاشر ميلادي على يد الرستميين أي ما بعد سقوط الدولة الرستمية بمنطقة تيهرت (ولاية تيارت حاليا) سنة 909 ميلادي، حسب معطيات مديرية الثقافة بالولاية. وتقع هذه المدينة الأثرية على بعد 7 كلم جنوب غرب مدينة ورڤلة، حيث وبفعل العوامل الطبيعية غطت الكثبان الرملية معظم أجزائها باستثناء بعض الجدران والدعامات التي مازالت شاهدة على ماضيها.