أدرجت فقرات علمية وثقافية وسياحية متنوعة ضمن برنامج المهرجان الوطني لمنطقة سدراتة الأثرية في طبعته الثانية، المزمع تنظيمه من 17 إلى 20 أبريل الجاري تحت شعار "سدراتة إرث تاريخي وحضاري للجميع"، حسبما عُلم من المنظمين. وتشمل النشاطات تنظيم أيام دراسية حول تاريخ ونشأة مدينة سدراتة التاريخية وفنها المعماري وخصائصها وحول القصور الصحراوية بشكل عام، بمشاركة العديد من الأساتذة والمختصين في المجال؛ من هيئات وجامعات الوطن ومن تونس، كما أوضح لوأج نائب محافظ المهرجان. ويُنتظر أن يناقش المتدخلون في هذا الإطار العديد من المواضيع، من بينها "دور علماء وادي ميزاب في نشر المعرفة التاريخية"، و«القصور الصحراوية الجزائرية في الرسائل العلمية الأكاديمية"، و«الروابط الاجتماعية والثقافية بين وادي مية (وارجلان) وقصور وادي ميزاب (غرداية)"، و«النظام القصوري الواحاتي ودوره في تطور منطقة توات (أدرار) بين القرنين التاسع و19 م«، كما أوضح محمد الأخضر بابا حمو. وستنظم ضمن البرنامج قافلة سياحية إلى موقع سدراتة الأثري المصنف تراثا وطنيا محميا، لزيارة العديد من معالم المنطقة، على غرار القصر العتيق لورقلة ومنطقة الشيخ أبي عمار عبد الكافي والزاوية القادرية، فضلا عن تنظيم سهرات كشفية، وعرض أشرطة وثائقية حول تاريخ مدينة سدراتة، حسب نفس المصدر. وتهدف التظاهرة الثقافية السنوية إلى التعريف بمنطقة سدراتة الأثرية، وإعادة بعث قيمتها التاريخية كتراث وطني وعالمي، وبحث سبل حماية معالمها. وترمي كذلك إلى البحث في معالم الحضارة الإسلامية، والتعريف بأعلام منطقة ورقلة من خلال الندوات والبحوث والمسابقات والأشرطة الوثائقية، كما أضاف المتحدث. ويشكل الحدث الثقافي فرصة لتفعيل الحركة الثقافية والسياحية، لاسيما السياحة الكشفية في منطقة ورقلة، وإرساء أسس المحافظة على التراث المادي المحلي الذي يعتبر ذاكرة الأجيال، كما تمت الإشارة إليه. وتُعد مدينة سدراتة الأثرية أقدم مدينة شيدت بالمنطقة، يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن العاشر ميلادي (10م) على يد الرستميين بعد سقوط الدولة الرستمية بتيهرت (تيارت حاليا) سنة 909 ميلادي، حسب مصادر تاريخية. وقد اشتهرت هذه المدينة القديمة بهندستها وزخارفها المعمارية البديعة التي ميزت بيوتها وأزقتها ودكاكينها؛ حيث مكنت الحفريات التي تمت خاصة بين سنتي 1951 و1952، من استكشاف بعض المعالم التي بقيت صامدة في وجه الزمن، ومنها بعض الجدران والدعامات. تقع مدينة سدراتة على مسافة تزيد عن 10 كلم جنوب غرب مدينة ورقلة. وقد تحولت العديد من معالمها إلى أطلال بفعل العوامل الطبيعية والكثبان الرملية التي غطت معظم أجزائها. ❊ق.ث