خلّفت المعلومات الأخيرة المثيرة حول إمكانية حدوث تواطؤ بين وكالة حماية البيئة الأمريكية سكوت بريت والمغرب موجة من الاستنكار بالولايات المتحدةالأمريكية، مما دفع بعديد الإطارات السامية في هذه الوكالة الاتحادية إلى تقديم استقالاتهم. وأخذت القضية، التي تخص الذراع القوي للرئيس دونالد ترامب في مجال البيئة خلال الأيام الأخيرة، تطورات مثيرة بعد المعلومات التي تم تداولها حول تفاصيل زيارته المشبوهة إلى المغرب التي قام بالتخطيط لها احد اللوبيات الذي وظفته سفارة المغرب بواشنطن. واتهم بريت، الذي يوجد في واجهة الأحداث بسبب مصاريفه المرتفعة بخدمة المصالح الدبلوماسية المغربية حيث يطالب الديمقراطيون بتقديم تفاصيل حول دور ريتشرد سموتكين في التخطيط لهذه الزيارة التي دامت أربعة أيام ورافق فيها مدير وكالة حماية البيئة الأمريكية، حيث نظم له عدة اجتماعات مع مسؤولين مغربيين تطرق فيها إلى مشاريع الغاز الطبيعي المميع. أما الانشغال الكبير، فيتمثل في قيام احد اللوبيات المأجورين من حكومة أجنبية بتحديد برنامج زيارة رسمية وتشجيع موظف سام أمريكي على مناقشة ملفات لا تندرج ضمن صلاحياته. وأشارت صحيفة ذوهيل ، التي يصدرها الكونغرس خلال الأسبوع الأخير، إلى أن أربعة مسؤولين كبار لدى وكالة حماية البيئة الأمريكية من بينهم اقرب مساعدي سكوت بريت قد قدموا استقالاتهم. وأضافت اليومية الأمريكية أنها مجرد مناورة للتهرب من الورطة حيث ان الفضيحة حول المصاريف الضخمة لرئيس الوكالة الاتحادية قد بلغت نقطة حرجة بعد الشبهات بالتواطؤ مع حكومة اجنبية. وكانت وكالة حماية البيئة الأمريكية قد سجلت يوم الثلاثاء المنصرم استقالة إطارين وهما باسكال بيروتا مسؤول الأمن الخاص بسكوت بريت وألبرت كيلي الذي يدير برنامج سوبرفاند بالوكالة الامريكية. وأعلن باسكال بيروتا عن ذهابه عشية جلسة برمجتها غرفة النواب لدراسة وضعية الوكالة حيث صرح انه سيغادر الوكالة الفدرالية لان التغطية الإعلامية لهذه الفضيحة قد أثرت كثيرا على عائلته. وقد وجهت لبيروتا تهم من بينها استغلال النفوذ في منح عقود أمنية. المعلومات الجديدة حول المغرب تورط سكوت بريت وبعد يومين من هذه الاستقالات، أعلنت مسؤولة العلاقات العامة بالوكالة ليز بومان أنها ستغادر الوكالة للالتحاق بمجموعة الاتصال التابعة للسيناتور، جوني ايرنست بكابيتول هيل. وصرحت ليز بومان التي أحجمت عن ذكر دوافع استقالتها انه حان الوقت للمغادرة، اما يوم الجمعة، فكان دور الملحق الصحفي بالوكالة جون كونكوس في تقديم الاستقالة. ومنذ جلسة الاستماع لسكوت بريت في الكونغرس شهر أفريل الأخير، ما فتئت وكالة حماية البيئة الأمريكية تواجه موجة من الأخبار السلبية، حيث أكدت التقارير أن المساعدين السياسيين لسكوت بريت قد برمجوا عدة رحلات إلى الخارج لمدير الوكالة بمساعدة لوبيات ومستشارين لديهم مصالح تجارية بالخارج. للتذكير، فإن اللوبي ريشار سموتكين الذي حدد جزء من برنامج الزيارة الرسمية لرئيس وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى الرباط قد كافأته سفارة المغرب بواشنطن عن خدماته بتخصيص اجر شهري ب40000 دولار وأوكلت له سفارة المغرب مهمة رعاية المصالح الاقتصادية والثقافية للمملكة المغربية بالولايات المتحدة.