انفقت الرباط ما يقارب 4.2 مليون دولار السنة الماضية على اللوبيات الأمريكية بغرض تحسين صورتها وإقناع أصحاب القرار من داخل الولاياتالمتحدة، من أعضاء بالبيت الأبيض أو الوكالات الفدرالية وحتى بعض وسائل الإعلام، لكسب مواقف ضد الجزائر. وكشف أمس موقع "المونيتور" الأمريكي في تقرير له، أن اللوبي المغربي ينفق سنويا عشرة أضعاف ما تنفقته الجزائر، لإقناع صناع السياسة الأمريكيين بأطروحاتها في الصحراء الغربية، حيث كان ذلك سببا في إدراج بند مقترح من مجلس النواب الأمريكي يضغط على الجزائر لإجراء التعداد السكاني في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، وهو ما أثار احتجاج الجزائر، حيث وجه سفير الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية مجيد بوڤرة، رسالة إلى المشرعين أواخر شهر جوان الماضي، يعبر فيها عن "خيبة أمل عميقة" تجاه مشروع قانون المساعدات الخارجية الأمريكية السنوي، مشيرا إلى أنه "يعكس موقف الرباط من الصراع المستمر منذ عقود"، وقال بوڤرة في خطاب كتبه في 24 جوان الماضي، إن "سفارة الجزائر لا تفهم ولا تقبل هذه الإشارة غير المناسبة إلى الجزائر في إطار قضية هي ليست طرفا فيها"، وشدد أنه "أود أن ألفت انتباهكم باحترام إلى خطورة وعواقب مثل هذا الحكم غير المبرر وغير المقبول". وبالنسبة للمغرب، الأولوية في الإنفاق كانت لقضية الصحراء الغربية المحتلة، والسعي لجلب دعم أعضاء الكونغرس لمشروع الحكم الذاتي. وقدمت مؤخرا مؤسسة "سان لايت" الإعلامية الأمريكية بيانات حول انفاق المغرب، على اللوبيات الأمريكية بغرض الضغط على صناع القرار في البلاد، متقدما على دول كوريا الجنوبية ب3.9 مليون دولار، وجمهورية البوسنة والهرسك ب2.4، ثم جورجيا ب2.3، فدولة أذربيجان، مقابل تحسين صورته السياسية والضغط خاصة في "ملف الصحراء الغربية"، الذي يعرف تجاذبت داخل الكونغرس. وأوضح التقرير أن الحكومات التي تنفق بشكل كبير على جماعات الضغط الأمريكية، بغرض تحسين علاقاتها العامة، هي عادة ما تمتلك علاقات دبلوماسية ضعيفة، مشيرا إلى أن علاقات الدول مع لوبيات الداخل الأمريكي تشتد حين يتعلق الأمر ب"أحداث ساخنة"، حتى من الدول التي تجمعها علاقة وثيقة مع أمريكا.